د. فضل الصباحي
تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود المظاهرات في السودان تقع عليه مسؤولية كبيرة في الحفاظ على مدنية الثورة بالطرق السلمية بعيداً عن الأحزاب الدينية، والسياسية؛ التي دمرت الحياة!
السودان شعب مسلم ومتدين، وليس بحاجه إلى تيار ديني يوجهه نحوا الطريق الذي يجب أن يسلكه التجارب التي حدثت في دول عربية أخرى فيها من الدروس، والعبر ما يكفي لكي يسلك الجميع طريقاً نضيفاً خالياً من هيمنة أي طرف على ثورة الشعب السوداني الذي يتطلع؛ إلى العيش الكريم، والحرية، والكرامة، والعدالة الإجتماعية، “الدولة المدنية” هي الحل، وهي الضامن للجميع أمام القانون، وليس المجلس العسكري الفاسد، ولا الإسلام السياسي الذي خاض تجربة فاشلة طيلة (30) عام.
الأحزاب الدينية، والسياسية أثبتت فشلها وكانت سبباً في تأخر الأمة وصراعاتها طوال عقود من الزمن!
الذين يعبثون بمستقبل السودان عليهم أن يتركوا للشعب حرية تسيير حياته بدون أي تدخلات، وسوف يصنع الشعب السوداني العظيم المعجزات خلال فترة بسيطة.
مع الآسف الفوضى والقتل الذي يشهده السودان حالياً سببه النخبة التي كانت وما زالت تحكم السودان وهي التي مهدت الطريق أمام المليشيات المنفلتة للتدخل في شؤن الحياة بعيداً عن المؤسسة العسكرية الرسمية التي تحتكم للقانون والنظام، وتسببت تلك المليشيات في عمل فجوة كبيرة بين الدولة والشعب الذي ضَل طوال فترة حكم البشير وزبانيته يعاني من الفقر ، والبطالة، والحروب المفتعلة، والتهجير، ونهب الثروات؛ المواطن السوداني أصبح يفتقد إلى العيش الكريم داخل وطنه.
المليشيات التي تحالف البشير معها من قبيلة الرزيقات، التي شاركت معه في حرب دارفور ، وقمع الشعب السوداني في الكثير من المناطق بقيادت محمد حمدان دلقو المعروف بإسم “حميدتي” تاجر الإبل الذي منحه البشير رتبة لواء في الجيش السوداني، وضم حميدتي معه مقاتلين من خارج السودان من النيجر وتشاد، وكينيا، ويوغنده، ومناطق أخرى، هم الذين (يقتلون الشعب السوداني) حالياً ويلقون بجثثهم داخل النيل إنهم؛ الجنجويد “قوات التدخل السريع” الإبن المدلل للنظام السوداني السابق والحالي كما كان البعض يصفهم هذه المليشيات لم تتربى في المؤسسة العسكرية ولا تعرف معنى (الوطن والشعب) إنهم مجموعة من “القتلة المأجورين” لمن يدفع لهم، وسوف يشكلون خطراً كبيراً على السودان، ومحيطه العربي، والأفريقي في حال إستمرو في تسلطهم على الشعب السوداني بإسم المجلس العسكري الوجه القبيح للنظام السابق، والذي يدعي إنحيازه للشعب، وهو العدو الأول له، لديهم مشاريع مخيفة أولها الإستحواذ على السلطة بكل الوسائل، وإحداث فوضى، وحروب داخلية تنتهي إلى تمزيق السودان والسيطرة على مناطق الثروة التي وضعوا أيدهم على بعضها من قبل، ومنها مناجم الذهب، وغيرها الكثير من الثروات المنهوبة من قوت الشعب الصابر .
الخلاصة: السودان يحتاج إلى تحرك صادق من قبل إخوانه العرب لكي يتجاوز محنته بأقل الخسائر قبل أن يذهب إلى الفوضى والحروب الأهلية،
أثيوبيا قرأت خطورة المشهد السوداني وتحرك رئيس وزرائها بمبادرة طرحها على السودانيين، بينما العرب يتسابقون لتمزيق الوحدة الوطنية في السودان، وإستمرار الصراع بين الأخوه وذلك عن طريق الدعم المادي، والسياسي، والمعنوي الذي تقدمه السعودية للمجلس العسكري بقايا النظام السابق، والذي يرتكب أبشع الجرائم بحق المتظاهرين السلميين، وهناك دعم من قطر وتركيا لا يزال محدود في الفترة الحالية هذا الدعم موجه إلى؛ تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود المظاهرات في السودان، بحسب تقارير غربية حيث تصل تلك الأموال إلى قيادات الإخوان المسلمين الذين يديرونه بطريقتهم الخاصة (للتحكم بمسار المظاهرات الشعبية) لصالح أهدافهم الغير معلنة، وهذا كله عبث بالساحة السودانية، ساعدو الشعب على تجاوز محنته وتشكيل حكومة مدنية أو أتركوه يحل مشاكله بدون أي تدخل من جميع الجهات ،السودان غني بثرواته وليس بحاجة إلى “أموالكم المسمومة” المواطن السوداني المحب للحياة يعرف طريقه جيداً وسوف يقلب الموازين على تدخلات العرب الغير نزيهة.
كاتب يمني