تساءل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في رسالة إلى المملكة العربية السعودية عن مقتل الصحفي، جمال خاشقجي، أين هي عدالتكم.
وألقى أردوغان كلمة خلال فعالية رمضانية بإسطنبول، قال فيها إن السعوديين قالوا لنا سنقوم بما يلزم لا تقلقوا.
وقال أردوغان إنه “لم يصدر بعد أي صوت أو موقف (من الرياض) تجاه الموظفين الذين أرسلتهم السعودية (إلى إسطنبول) بخصوص جريمة قتل خاشقجي.
وانتقد أردوغان تعامل السلطات السعودية مع القضية قائلا “أخبرنا السعوديون: سنقوم بما يلزم لا تقلقوا”.
وقتل خاشقجي، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية، في قضية هزت الرأي العام الدولي.
وبعد 18 يوما من الإنكار والتفسيرات المتضاربة، أعلنت الرياض مقتله داخل القنصلية، إثر “شجار” مع أشخاص سعوديين، وأوقفت 18 مواطنا ضمن التحقيقات، دون كشف المسؤولين عن الجريمة أو مكان الجثة.
وفي 28 من مارس/ آذار الماضي، دعت الأمم المتحدة الرياض إلى إجراء محاكمة علنية لقتلة خاشقجي.
وفي ظل امتناع الرياض عن تقديم معلومات جديدة، يرى خبراء أن على تركيا مواصلة الضغط على المستوى الدولي، والانتقال إلى المحكمة الجنائية الدولية، لكشف كافة الحقائق حول الجريمة.
ومن جهة أخرى أكد الرئيس التركي أنّ الدول التي تأوي أشخاصا كانوا وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 تموز/يوليو 2016، لا يمكن لها أنّ تعطينا الدروس.
وأشار أردوغان إلى أنّ الغرب دائما ما كان يرجح مصالحه على القيم الإنسانية، وخياراته دائما ما كانت تتجه نحو النفظ والدولار.
وحول تطورات الأوضاع في قطاع غزة قال أردوغان: “إسرائيل تستمد قوتها من صمت المجتمع الدولي ووصل بها الحد لقصف وسائل إعلام وهيئات إغاثة واستهدفت وكالة الأناضول لأنها لا تريد لأحد أن يطلع العالم على حقيقة أفعالها”.
كما أصر الرئيس التركي على أنه لن يرضخ للانتقادات الدولية لقرار مثير للجدل بإعادة الانتخابات البلدية في اسطنبول.
وقال أردوغان متحدثا في اسطنبول أكبر مدن تركيا ومركزها الاقتصادي “بإذن الله، لن يرضخ شعبنا للتهديدات والضغط”.
وتعرض الرئيس التركي لانتقادات لاذعة بعدما ألغت أعلى هيئة انتخابية في البلاد الأسبوع الماضي نتائج الانتخابات البلدية في اسطنبول التي جرت في 31 آذار/ مارس وأمرت بإعادة الانتخابات في 23 حزيران/ يونيو.
وفاز مرشح المعارضة أكرم إمام اوغلو بفارق ضئيل في تصويت آذار/ مارس وجعل حزب العدالة والتنمية الحاكم يتلقى هزيمته الأولى في المدينة التي سيطر عليها طوال 25 عاما.
لكن أردوغان اعتبر أن “فسادا خطيرا” شاب عملية فرز الأصوات، ما دفع السلطات الى اتخاذ قرار إعادة الانتخابات بكاملها في المدينة.
ودان الحلفاء الغربيون لتركيا هذه الخطوة على نطاق واسع.
وقالت الولايات المتحدة إن “الديمقراطية السليمة” مع انتخابات شفافة تصب في صالح تركيا، فيما رأت ألمانيا أنّ قرار إلغاء الانتخابات “ليس شفافا وغير مفهوم بالنسبة الينا”.
لكن أردوغان الذي يحكم البلاد منذ نحو عشرين عاما رد أن “أولئك الذين يحاولون إطاحة الرئيس الفنزويلي المنتخب لا يمكنهم الحديث عن الديمقراطية”، في إشارة إلى الرئيس نيكولاس مادورو.
وأضاف “أولئك الذين يتجنبون انتقاد الإرهاب الإسرائيلي لا يمكنهم قول أي شيء عن نضالنا من أجل الحقوق”.