رغم كل المحاولات والمجازات والشعر أجدني واقفا على الأعتاب كصوفيٍ غارق في الكشف أنا عاجز تماما عن صياغة جملة واحدة تسرب ما يتغلغل داخلي من وجد عصي على الانساكاب إنه أشبه بالتجليات الصوفية المهيبة والتي لا تليق بغير الأقطاب والمجاذيب والسالكين
إن اللغة كاجتراح بشري ينتابها ماينتاب البشر من إعياء وعجز رغم اتساعات المواضيع ويكون السببب عادة في سمو المتحدث عنه خاصة إن كان مسغاروذلك الرجل الكثيف الضياءاتِ والمتواضع الشهم والمعطاء رجل بسط كفه للفقراء كما يفعل من لايخشى الفقر ترك أبوابه مشرعة للجميع بغض النظر عن انتمااتهم وألوانهم أذكره حين يرسم على شفتيه ابتسامة رغم كل الزحامات على بابه المشرع أبدا
ماذا علي أن أكتب حتى أفيه حقه الذي لا أستطيع الوفاء به؟
ماذا علي أن أفعل حتى أهب الخيال حرية مطلقة ليجنح في سماواته اللامتناهية في العز والكرم والنبل والبساطة
إنني كل مرة حاولت فيها فعل ذلك وجدتني موزعا بين خصال لايمكن حصرها وسأحاول منها :
1-مسغارو الوطني:
لقد كان القائد مسغارو ولا زال أنموذج المواطن المتفاني في خدمة وطنه إنه لايفوت أية فرصة يمكنه من خلالها تقديم شيء لهذا الوطن الذي ينوء به كاهله منذ سنوات طويلة مسغارو لايغضب إلا لله أوللوطن وأنا أتحدث هنا بلسان من يعرفه ويكرس قلمه وجهده للذود عنه إن ابتسامته تسع الجميع ويحن لها الجميع فهي تشكل جغرافيا طيبة وكرم تمحض بهما
2مسغارو الوحدة الوطنية
في كل مرة عندما تزور مسغارو ستجد موريتانيا بألوانها متجسدة فيه إنه لايفرق بين الأبيض والأسود ولا العربي ولا الزنجي إلا بالتقوى كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم إنه يساهم في لحمة المجتمع وبقائه متحدا كالجسد الواحد الذي إذا مرض منه عضو تداعى له سائر الجسد بالمرض والحمى يؤمن بموريتانيا بمختلف مكوناتها فالناس من آدم وآدم من طين
3مسغارو المتواضع
من تواضع لله رفعه هكذا جاء في الحديث وهكذا جسد مسغارو في شخصه المتواضع والبسيط إنه ينبذ الكبرياء ممتثلا للحديث القدسي الذي يقول فيه المولى عز وجل:
"الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعنا واحدا منها ألقيته في جهنم ولا أبالي"
هذه الخصال لاتمثل عشر معشار خصاله لكن جئت بها في انتظار أن أفرد مقالا آخر لخصال كالبحر امتدادا لا يحيط بها القلم
مسغارو... حلف الزمان ليأتين بمثله حنثت يمينك يازمان فكفر