عصام اليماني
يعتز الشعب الايراني كغيره من الشعوب بوطنيته وتراثه ونضاله من اجل الاستقلال، والحفاظ على سيادته الوطنيه واصراره على رفض كل انواع الهيمنه الاجنبيه ، فعلى مر العصور، حافظت الدوله ” الفارسيه وايران لاحقا”المعتزه بتاريخها على قدرتها ببناء مقومات الاستقلال وتنمية مصادرها البشريه والاقتصاديه وقدراتها العسكربه ومد نفوذها الى المناطق المجاوره. ومد النفوذ سمة من سمات الدول بذريعة ” الامن القومي” والمصالح الاستراتيجيه.
الحدير بالذكر ان اخر احتلال تعرضت له ايران كان احتلالا سوفياتيا – بريطانيا مشتركاً وذلك للتصدي لاي نفوذ الماني وخشية من ان يتمكن الالمان من السيطره على المنابع النفطيه الايرانيه ، وانتهى هذا الاحتلال مع انتهاء الحرب العالميه الثانيه بهزيمة النازيه والفاشيه. بعد الحرب دخلت ايران تحت النفوذ الامريكي وبقيت تحت هذا النفوذ الى حين انتصار ” الثوره الايرانيه” واتخاذ سياسات معاديه للولايات المتحده والكيان الصهيوني.
لقد صمدت ” الثوره الايرانيه” خلال الحرب العراقيه الايرانيه والتي كانت الولايات المتحده ودول الخليج تدعم فيها العراق . بالرغم من ذلك حاولت ايران ومن خلال ديباوماسيتها الهادئه الحفاظ على علاقات حسن جوار مع دول الخليج العربي استمرت حتى بداية الحرب ضد اليمن. ونجاح المفاوضات مع دول الخمس زائد واحد. تلك الاتفاقية التي كان من المفترض ان تنهي الحصار الغربي ضد ايران ومساعدة ايران في استكمال خططها التنمويه وانفتاحها على العالم بكل منظوماته وبدون عدائية.
لقد كان فوز الرئيس ترامب الذي كان على رأس اولوياته العداء لايران والغاء موافقة الولايات المتحده على الاتفاق الايراني الغربي وفرض مجموعه اضافية من العقوبات ضد ايران ومن يتعامل معها، ليعزز الموقف العدائي لدول الخليج خاصة السعوديه – البحرين- الامارات والاستقواء بالموقف الامريكي.
حتى اللحظه، تحاول ايران ومن خلال ديبلوماسيتها الهادئه والمشهود لها بطول النفس والمراهنه على المستقبل والتغييرات الجيو -سياسيه الامتناع عن اتخاذ خطوات عدائيه ضد ” دول المشايخ”، المعروف عنها عدم قدرتها عن الدفاع على نفسها بقدراتها الذاتيه.
وفي هذا المجال ، تبالغ دول الخليج في خطابها السياسي وتحريضها على المزيد من العقوبات ضد ايران، متناسية الواقع الجيو -سياسي، وان الولايات المتحده وغيرها من الدول الغربيه لا تستطيع توفير حمايه كاملة لها اذا ما طفح كيل الغضب الايراني ووجد نفسه امام حصار وجودي لا يمكن مواجهته الا بإتخاذ خطوات دراماتيكيه ضد كل من ساهم ويساهم في استمراره والتحريض عليه. وليس اقرب من دول الخليج للبدء بهذه الخطوات الدراماتيكيه.
على دول الخليج، خاصة بعد تصريحات الرئيس ترامب المذله بحقهم والتي يطالب فيها ” الملك” السعودي بأن عليه دفع ثمن الحماية الامريكيه، ان يعيدوا النظر بمواقفهم العدائيه ضد ايران والبدء بمفاوضات او محادثات وتفاهمات تضمن ” حسن الجوار وامن المنطقه.
على دول الخليج ان تتيقن انه اذا ما “طفح الكيل” نتيجة العقوبات والمقاطعة والتآمر سيكونوا اول ضحايا الاسد الجريح وخطواته الدراماتيكيه. وعليهم ان يضعوا امام ناظرهم ” خطوات صدام حسبن”بعيد الحرب الايرانيه – العراقيه وتعرضه للصغوطات الاقتصاديه. الفارق الوحيد ان الديبلوماسيه الايرانيه اكثر هدوءا وصبرا … وللصبر حدود
كندا