الشيخ الحسن البمباري
إن الذين يصفون دعوة مسيرة الميثاق بالدعوة الشرائحية أو التفتيتية إنما يمارسون أسوأ طريقة للوصول للوطن المنشود فالتجاهل لم يكن يوما طريقة بناء أي شيء حتى أصغر الأشياء و أقلها أهمية.
إن الميثاق هو دعوة للوقوف على ذلك الشرخ الموجود بين الواقع في دلالته الصريحة و ما يخفيه من التباس مسكوت عنه،
و من هنا فان مسعى قلب السائد أو المتعارف عليه اتجاه مكونات هذا الوطن (معلمين، بيظان،حراطين، كور "بدلالة سكان الحضر" ... الخ ) ممن يشكلون النسيج المجتمعي لهذا الوطن، هو الذي يشكل الهدف الأسمى للميثاق من أجل كشف التحيزات التي تحكم الواقع بطريقة مصرح بها أو غير مصرح بها و التي تعد مصدر تناقضات حتمية تعيق مسعى بناء دولة المواطنة و العدالة الاجتماعية.
إن غاية الميثاق هي التأسيس لمسار وطني نقدي يتحدى تلك الرواسب التي تبدو و كأنها حقيقة نهائية و مرتبطة بهذا المجتمع و لا تتغير أبدا، و بناء ذلك المسار الذي يفرض حقيقة قوة القانون و الاستحقاق و الحق لا قوة الحسب و النسب و الوساطات و المظالم الماضوية.
المسيرة بكل اختصار هي مسعى إلى تحرير المخيلة من ناحية، و اقتراح آفاق جديدة لعملية إعادة بناء الوطن من ناحية أخرى.
هذا التغيير الذي نسعى اليه ضمن موريتانيا الموحدة، يهدف الى تجاوز تلك الثنائيات المتضادة و السلبية ضد جزء كبير من هذا المجتمع، و التي تمكن الى تراتبيات مبررة اجتماعيا و تدينيا تحتم على طرف ما التموضع في شكل من الامتياز و الفوقية و تفرض على الطرف الثاني الضموضع في صفة التغييب و الدونية و التهميش، و هذا الواقع هو ما يسمح للطرف الاول ممارسة القمع و الاستبداد ضد الاخر،
التغير المنشود من الميثاق هو أن نكون أمة وسطا لا فضل فيها لعربي على عجمي إلا بما جد و اجتهد و عمل للوصول الهدف بطريقة لا يعتدي فيها شخص على حرية الأخر ولا تحكم فيها معادلة المراكز و الأطراف .
#مسيرة_الميثاق_2019