مايا التلاوي
نظرة على التاريخ:
مع بداية الحرب الأمريكية على العراق في عام ٢٠٠٣ واتهام الرئيس العراقي صدام حسين تصنيع أسلحة كيماوية وتحريك الشارع العراقي ضده مع خلق موجة غضب عارمة أنهت حكم صدام حسين وبدأت مرحلة احتلال البلد واستغلال موارده الغنية جداً من نفط وذهب كانت بوصلة الشر الأمريكي تتجه باتجاه الشرق الأوسط .
بعد عامين قام الموساد الاسرائيلي باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في عام ٢٠٠٥ في وسط بيروت وكان للحدث ماكان من رفض واستنكار الذي مهدَ الطريق أمام خلق التوتر في لبنان والمنطقة ومُطالبة الدولة اللبنانية خروج الجيش السوري من لبنان على أثر ماحدث واتهام باطل من بعض الأحزاب اللبنانية التي تتعامل مع اسرائيل الدولة السورية بذلك .
بعد عام بدأت الحرب الاسرائيلية التي قامت على لبنان عام ٢٠٠٦ والتي انتهت بانتصار ساحق لمحور المقاومة على الغطرسة الاسرائيلية لكنها تركت ردود فعل سلبية عند بعض اللبنانيين اتهموا المقاومة بأنها تُعرض البلاد لخطر الحرب وخلقت الانقسامات في الرأي العام اللبناني .
مع العودة إلى الحاضر والحديث عن بعض الرؤى المستقبلية :
في كُل لحظةٍ كانت تعلو الأصوات في أمريكا مُطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توضيح بشأن التلاعب بالانتخابات الأمريكية والضغط على حزبه وفتح تحقيق انتهى بتقرير لوزير العدل الأمريكي روبرت مولر يبرىء دونالد ترامب من التواطؤ مع روسيا في الانتخابات ادعاءات كانت أنهت حكم ترامب على الولايات المتحدة الأمريكية
كل هذا لدفع دونالد ترامب الموافقة على قرار ضم الجولان الى اسرائيل .
بالعودة قليلاً إلى الوراء والحديث عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول ومع كل مفصل كان يتم تحريك المياه قليلاً للضغط على السعودية وولي العهد محمد بن سلمان المُتهم الأول في تنفيذ الجريمة البشعة التي أثارت غضب عربي وعالمي .
سيناريوهات يتم تفعيلها لتنفيذ أجندات اسرائيلية وأمريكية بالضغط على السعودية .
الربيع العربي الذي مزقَ جسد الأمة العربية ودفع بعض الدول العربية بالتعاون مع اسرائيل وأمريكا وتركيا إلى تقديم دعم للفصائل المُسلحة التي أوجدتها في سورية وفتح جبهات قتال على امتداد الجغرافية السورية تحت مُسمى ” ثورة ” وبعد سنوات من الدمار والحرب كان قرار منح السيادة الاسرائيلية على الجولان السوري بمثابة الجرح الذي عاد ونزف من جديد .
لإكمال دائرة البيكار قامت اسرائيل بتقديم دعم لوجستي للجماعات المُسلحة في صحراء سيناء المصرية للضغط على الرئيس عبد الفتاح السيسي ومنعه من رفض ما سيُحدد له من قرارت وُقعت عنه مُسبقاً .
منذ أيام فُتح ملف شراء الغاز الأردني من اسرائيل في مجلس النواب وقد أثار الموضوع موجة خلاف عارمة لمعرفة ردود فعل الشارع من اتفاقية الغاز بين اسرائيل والأردن .
بعد فترة ليست ببعيدة سوف يتم دعم حِراك محدود ومدروس في الأردن من الممكن جداً أن يكون تحت شعار أزمة اقتصادية جديدة تؤدي إلى جملة استقالات في الحكومة .
أزمات تدفع الكيان الاسرائيلي إلى تفعيلها في وجه الدولة من أجل قضم الجغرافية الأردنية
في الشرح المُفصل السابق نظرة سريعة للأحداث التاريخية والمستقبلية والسياسة التي تنتهجها الدولة الأمريكية والكيان الاسرائيلي ضد الشرق الأوسط الجديد الذي كانت تتحدث عنه رئيسة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس والرئيس السابق جورج بوش
هذا الشرق الأوسط الجديد شرق الحروب والدمار ،شرق الخلاف والتبعية والتطبيع الذي أرادوه أن يكون للوصول إلى تنفيذ بنود صفقة القرن وللحروب الجيوسياسية التي لن تنتهي في المنطقة
في النهاية أود أن أضيء على قرار ضم الجولان السوري المُحتل للسيادة الاسرائيلية ولما له من تداعيات خطيرة قد تنقل المنطقة وتضعها على صفيحٍ ساخنٍ ، أمس قامت الطائرات الاسرائيلية باستهداف المنطقة الصناعية ومطار حلب في عدوان همجي للتأثير على اجتماع مجلس الأمن الذي تزامن في بدايته مع لحظة تنفيذ العدوان
اسرائيل لن تُعيد الحقوق لأصحابها إلا بالقوة لأن ما أوخذ بالقوة لن يعود إلا بالقوة وهذا سيكون قرار حلف المقاومة في قادم الأيام .
كاتبة وباحثة سياسية