أ. فريد حسن
لماذا نكون غضوبين عدوانيين في ايام وفي غيرها لا نكون ؟
النظرية التي احتواها كتابان الجزء الاول مكون من 230 ص من القطع الكبير – والثاني من 336 ص من القطع الكبير ايضاً
الكتابان اعتمدا اسلوب الدراسة الميدانية الاحصائية لثلاث احصائيات : الاولى من قيادة شرطة محافظة حلب مدينة وريفا والبالغ عدد سكانها وقتئذ ( 1998م) نيفاً وأربعة ملايين نسمه – والثانية من فرع مرورها – والثالثة من مديرية الارصاد الجوية بدمشق عن نفس الفترة ونفس المكان الذي هو محافظة جلب ريفا ومدينة .
الغاية من الدراسة : اثبات وجود ايام يزيد فيها الغضب وأيام يتناقص- ومعرفة العوامل المسببة لذلك ومقدار تأثير كل منها رقميا وبدقة ثلاثة ارقام يمين الفاصلة الكسرية عن المعدل الاساسي لتأثير كل عامل – والعوامل ليست إلا مؤثرات تم افتراض تأثيرها , أي انها فرضيات لحين اثبات مدى تاثيرها سلبا او ايجابا من عدم تاثيرها
وفي النهاية تم خلط نتائج التاثير سلبا وايجابا عن طريق برنامج معلوماتي لنعرف وضع كل يوم من الغضب ودرجة وجوده.
والكتاب الاول يبدأ بتقديم للكتاب اذكر فيه هدفي من الدراسة التي اطلقت عليها فيما بعد اسم النظرية لامتلاكها جميع مقومات النظرية . لقد كان هدفي من النظرية هو معرفة الاسباب المؤدية إلى زيادة الغضب والعدوان من اجل تلافيها قدر الامكان كي يحيا الانسان الى جانب اخيه الانسان محبا له متفاهما معه متقاسما واياه لقمة العيش ولحظات الفرح محاولا ان يبعد كل منهما عن الآخر ما يسبب الضيق او الالم ..
آملا ان يتمكن هذا الانسان من نبذ كل الاساليب العدوانية اللا إنسانية التي يستخدمها البعض من اجل حصولهم على حقوق غيرهم او من اجل تحقيق مصالحهم بأقصر وقت وأسهل وسيلة
الغضب والاعمال العدوانية :ان نظرة سريعة نلقيها على المحاكم واقسام الشرطة والسجون بل حتى المقابر نجد ان كثيرا ممن ارتادوها للحظة غضب او تجاوز غير منطقي ومعقول لحدود الآخرين المادية او المعنوية – فكان ان نتج عن ذلك ماساة تكون احيانا في غاية الايلام .
ان الفارق الاهم بين الانسان والحيوان او باقي الكائنات هو العقل ولطالما عرف الانسان ضمن تعريفاته الكثيرة انه حيوان عاقل .
والعقل لغة الربط او اللجم – وما فائدة العقل إن لم يلجم صاحبة عن ارتكاب الاخطاء التي نهت عنها كل الديانات والتي اتفق عليها المصلحون وعلماء الاجتماع والسياسة والقانون .
إن السيطرة على الغضب خطوة راقية متقدمة تخطوها الانسانية
رأي الدين الاسلامي بالغضب والعدوان :
لقد كان ديننا سباقا في هذا المجال وقد اوردت في الكتاب بالارقام عدد الآيات والاحاديث التي وردت في التحريم او النهي عن كل واحد من الاعمال العدوانية معتمدا على كتاب ( المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) الذي وضعه – محمد فؤاد عبد الباقي هذا بالنسبة للقرآن الكريم اما الحديث فقد اعتمدت على الكومبيوتر للاحاديث صحيحة الاسناد فقط :
فقد وردت كلمة الغضب اربعا وعشرين مرة في القرآن – ومائة وثلاثة وسبعين حديثا – والغيظ وردت في القرآن احد عشر مرة – والعفو وردت في القرآن خمسا وثلاثين مرة وفي الحديث في ثمانين حديثا- اما الصفح فقد وردت في القرآن ثمان مرات – والغفران وردت في 233 آية – والعدوان وردت في 109 آية والاحاديث عددها 319 حديثا شريفا – اما الظلم فقد ورد في 294 آية وتتطابق عدد الاحاديث في مجال الظلم مع عدد الآيات فكانت 294 حديثا وهل هو مصادفة ام ماذا والله اعلم
اما القتل فقد ورد 202 مرة في 107 آيات حيث تكررت الكلمة اكثر من مرة في الآية الواحدة
وحرم الله القتل وجعله من اكبر المعاصي وان عقوبته الخلود في جهنم ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها )سورة النساء آية 93 – (ومن يقتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ) سورة المائدة آية32 ورغم ذلك نرى اخوتنا يقتلون في بعضهم والعياذ بالله – هداهم الله سواء السبيل .وقد وردت آلاف الاحاديث النبوية الشريفة التي فصلتها في كتابي ومواردها : فمنها في ذم القتل, وكونه كبيرة, وتحريم قتل الاولاد, او الاشارة للمسلم بالسلاح, او اجتناب القتل, واقسام القتل العمد, والقتل بالسم ,والغيلة, والخطأ, وشبه العمد, والمشروع , والقصاص, والمسلم للمسلم, والمسلم للكافر, والحر, والعبد, والدية, وسقوط الدية, والقسامة-
وقد حاولت فقط التنويه لها لكثرتها لان احاديث الرسول الكريم في هذا الصدد بالآلاف .
الم يسمع علماؤنا وعوامنا ام لم يطلعوا وخاصة الفقهاء والعلماء منهم, إذا كانوا اطلعوا والمفروض انهم اطلعوا( وإلا فانهم جهلة وليسوا بعلماء) ومن يطلع على حكم الله ورسوله بحرمة النفس واهميتها عند بانيها ومبدعها وخالقها يدرك خطورة ايذائها او قتلها او حتى تخويفها او الافتاء بقتلها لا اعرف كيف سيلاقي القتلة ربهم .
اما الانتحار فقد ورد تحريمه في عشر آيات قرآنية , اما في الحديث الشريف فقد ورد تحريمه في 71 حديثا شريفا .
وقد اوردت موقف المسيحية واليهودية من هذه المواضيع وقد استعنت بفهرس الكتاب المقدس تاليف الدكتور جورج بوست – مكتبة المشعل الانجيلية – بيروت ,.
ففي الدين المسيحي: في الانجيل وردت عبارات الصفح والغفران في 54 آيه
والغيظ في 11 آية – والغضب في 40 آية – والظلم في 18 آية والعدوان في 51 آية – اما القتل في 129 آية – اما الانتحار ففي 8 آيات
اما في الدين اليهودي : ففي التوراة وردت عبارة الغفران في 38 آية – والصفح في 19 آية –والعفو في 13 آية – والغيظ في في 63 آية – والغضب في 144 آية – والظلم في 88 آية – والعدوان في 183 آية – والقتل في في 179 آية – والانتحار في 6 آيات .
وبعد التحدث عن رأي الاديان السماوية في الغضب والعدوان وما يتفرع منهما او ينتج عنهما .
بحثت في العوامل المؤثرة في جعل الانسان غضوبا او حليما وافردت لذلك اهم عنصرين وهما الوراثة والبيئة .
والوراثة هي الجينات والمورثات التي ينقلها الابوان والاجداد حسب قانون ماندل للوراثه حيث وراثة الهرمونات – ونمط الاعصاب المؤدية للانفعال السريع – اضافة الى وراثة طريقة التفكير وغير ذلك الكثير مما يجعل الانسان غضوبا او حليما – كما ان فترة الحمل وما يرافقها من امراض عضوية اوعصبيه وادوية وانفعالات كلها يمكن ان تجعل المولود على شكل معين من الحلم او الانفعال .
اما البيئة فهي برأيي الاكثر اهمية حتى من المورثات لان التربية المنزلية- ثم تربية الشارع – ثم المدرسة – والجامعة – ثم المؤسسات المجتمعية الكبرى ( وسائل اعلام – وزارات الشباب – وزارارت الثقافة – وزارة الداخلية والقوانين والانظمة – المؤسسات الدينية – ) راي المجتمع الموروث بتمجيد او تحقير كل من المفاهيم المؤثرة في الغضب او العدوان – العفو, والصفح , والغفران ,والتسامح, او الثار, والانتقام,الشهامة ,والرجولة ,
ثم انتقلت الى تعريف العدوان واسبابه والرد على بعض العلماء والباحثين الذين يعتبرونه فطريا في الانسان وفي ردي المطول على ذلك وضحت كيف انه مكتسب وانه جاء في مراحل متاخرة عندما بدات مصالح الشخص تتعارض مع مصالح الاخرين
واستعرضت اهم مسببات العدوان( العامل الاقتصادي –المجتمع –وسائل الاعلام –البيئه –التزايد السكاني – التراكم المعرفي – الخلافات الفكرية في الدين والسياسة والمجتمع –الخلافات في تعدي القيم الخلاقية – ضعف التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية – وضع الدولة بالنسبة للدول المجاورة سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا )
والى حلقة قادمة استودعكم الله آملا ان تكونوا وجدتم المتعة والفائدة في حلقة اليوم .