د. زياد حافظ
أفرزت الانتخابات النصفية في الكونغرس الأميركي توجّهات جديدة لدى عدد من النوّاب الجدد تهدّد المواقف التقليدية لقيادات الأحزاب بشكل عام والحزب الديمقراطي بشكل خاص. من ضمن تلك التوجّهات خطاب جديد يطالب بمراجعة العديد من المسلّمات في السياسة الأميركية كالعلاقة مع الكيان الصهيوني. انتخاب عدد من النوّاب الديمقراطيين من خارج السياق التقليدي المؤيّد بشكل تلقائي وأعمى لقدسية العلاقة مع الكيان وعدم انتقاد سياسات الأخير كان مفاجأة بحد ذاتها. غير أن المفاجأة الأكبر هو فعّالية تلك الأقلّية الجديدة من النوّاب داخل الحزب الديمقراطي خاصة في تحدّي “التعليمات” الإلزامية بالتأييد المطلق للكيان ولأي حكومة تحكمه إضافة إلى فرض بالقوّة النقاش حول تلك المسلّماتـ وذلك بما يتمتّعن من جاذبية وقدرة على المناقشة عرض وجهة النظر.
للكاتب الأميركي المشهور بات بيوكانان، الذي ترشّح عن الحزب الجمهوري للحصول على التسمية للرئاسة، مقولة شهيرة أن الكونغرس الأميركي أرض محتلّة من الكيان الصهيوني. استطاع اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة تهميشه كما فعلوا بالماضي مع كل من الشيخ فرانك شُرش وشارل بيرسي وجيمس ابورزك والنوّاب كبول فندلي وسينتيا مكيني وحتى الدبلوماسي السابق شاز فريمان. لكن موازين القوّة في الأمس لم تعد قائمة اليوم خاصة فيما يتعلّق بالتحكّم بالخطاب السياسي رغم التمركز الشديد للإعلام الشركاتي المهيمن والذي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني. غير أن ظهور النوّاب الجدد المنتقدين للكيان، واهم من ذلك كلّه للنفوذ غير المسبوق للوبي الصهيوني على مجريات الأمور، كان بمثابة صدمة ما زال يترنّح اللوبي الصهيوني تحت وطأتها وذلك رغم تجنيد كل التابعين في الكونغرس لنبذ وعزل النائب إلهان عمر ورشيدة طليب وتُلسي غابرد والكسندرا اوكازيو كورتيز وليزلي كوكبرن وايانا بريسلي (وجميعهن من البشرة السمراء أو السوداء). ومن مفارقات الأمور أن هؤلاء النوّاب من النساء ابدين جرأة لم يقدم عليها أي من زملائهم الرجال في الحزب وفي الكونغرس!
اللوبي الصهيوني بقيادة منظّمة أيباك له نفوذ كبير في السياسة الخارجية الأميركية بما له من قدرة دعم أو نبذ وعزل أي مرشّح لموقع سياسي لا يلتزم بتعليماته. فالتحكّم بالمال والاعلام مصدر قوّة اللوبي. غير أن تأثير اللوبي الصهيوني على الصعيد كامل البلاد يتراجع بشكل ملموس. فاللوبي خاض ثلاث معارك انتخابية رئاسية وخسرها جميعا: الأولى سنة 2008 عندما دعم الشيخ جون مكين ضد باراك أوباما، والثانية عام 2102 عندما دعم ميت رومني ضد باراك أوباما، والثالثة عام 2016 عندما دعم هيلاري كلنتون ضد دونالد ترامب. هذه الخسارات أظهرت حدود النفوذ اللوبي بالتأثير على الناخبين خاصة إذا ما استطاع المرشّح تمويل حملته الانتخابية من فرادى الناخبين وليس من تجمّعات القوى الضاغطة. كما أن ما أقدمت عليه قيادة الحزب الديمقراطي بسرقة تسمية برني سندرز لصالح هيلاري كلنتون دفع العديد من الشباب الديمقراطيين لدعم مرشّحين من خارج القالب السياسي المعهود فكان فوز كل من رشيدة طليب وإلهان عمر والكسندرا اوكازيو كورتيز وزملائهن. هذا يعني أنه يمكن تحدّي المسالك المعهودة في الانتخابات من حيث التمويل.
فالنائب تُلسي غابرد عن ولاية هاواي لولاية ثالثة، والتي أعلنت ترشيحها للرئاسة، تتعرّض لانتقادات كبيرة من قبل قيادات الحزب الديمقراطي بسبب رفضها تصنيف الرئيس السوري بشّار الأسد كمجرم حرب ولزيارتها لدمشق واللقاء به منذ عامين (2017). وتُلسي غابرد من ضبّاط الاحتياط في الحرس الوطني الأميركي من رتبة رائد وخدمت في العراق، فلا غبار على “وطنيتها” (معظم قيادات الحزب الديمقراطي لم يخدموا في القوّات المسلّحة بل عدد منهم تهرّب منها كالرئيس السابق بيل كلنتون). أما النائب رشيدة طليب وهي فلسطينية الأصل، فالتهجّم عليها “مشروع” بعد الانتقادات اللاذعة التي وجّهتها للرئيس الأميركي وتأييدها للحق الفلسطيني. أما الحدث فهو ظهور النائب إلهان عمر، وهي مهاجرة من صوماليا ومسلمة ومتحجّبة. استطاعت عمر، بعدد بسيط من التغريدات عبر التويتر، أن تقلب رأسا على كعب الخطاب السياسي بانتقادها اللاذع لنفوذ اللوبي الصهيوني الذي لا يختلف عليها اثنان في الولايات المتحدة ولكن لا يجرؤ امرؤ على التفوّه بذلك. قامت القيامة ولم تقعد وبالتالي أعطت للنائب عمر الفرصة للتصدّر في المشهد السياسي وسط عاصفة من التنديد من قبل القيادات التقليدية للحزب الديمقراطي والأبواق المأجورة للوبي الصهيوني كبريت ستيفنز من صحيفة النيويورك تايمز. بالمقابل أثار التهجّم عليها حفيظة العديد على مختلف المواقع الإلكترونية وفي وسائل التواصل الاجتماعي. بعض الشيوخ في مجلس الشيوع كبوب منينديز، وهو من الصهاينة المتطرّفين، طلب استقالتها من مجلس النوّاب أو على الأقل أقصاءها عن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النوّاب حيث عرّت اليوت ابرمز في جلسة الاستماع حول فنزويلا فاتّهمته بالخداع والكذب والترويج للقتل كما فعل سابقا في غواتيمالا. غير أن مصداقية جميع منتقديها مطعون بها ما جعل السجال يدور لصالح عمر وزميلاتها. ويعتبر الدكتور أسعد أبو خليل (العربي الغاضب) في مقال له على موقع “كونسورتيوم نيوز” الواسع الانتشار بأن النائبين عمر وطليب من أخطر المنتقدين لنفوذ اللوبي الصهيوني.
تداعيات الحملة على عمر وطليب كانت في فتح باب النقاش حول النفوذ الصهيوني والمال الصهيوني في التأثير على القرار السياسي الأميركي. وهذا ما لم يكن يريده اللوبي الصهيوني. فالهجمات ارتدّت عليه بسبب شراسة الهجوم وعدم الانصاف وأيضا بسبب تعاظم الشعور عند شرائح واسعة من الشباب الأميركي بتمادي اللوبي الصهيوني. فلم يعد لا الكيان ولا اللوبي الصهيوني من المحرّمات في الخطاب السياسي الأميركي. واستطاعت كل من عمر وطليب تجاوز الشيخ برني سندرز الذي يدّعي أنه “اشتراكي” ولكنه لا يتفوّه بأي كلمة ناقدة للكيان الصهيوني واللوبي الصهيوني ولا يدعم حقوق الفلسطينيين. لم يعد يحظى بتأييد أكثرية الشباب الديمقراطي لسببين: أولا الرضوخ لمشيئة قيادة الحزب الديمقراطي التي سلبت ترشيحه لصالح هيلاري كلنتون وثانيا لعدم مصداقيته في الملفّات الخارجية ناهيك عن تقدّمه في السن. يبقى يحظى على تأييد غير بسيط بسبب مواقفه من القضايا الداخلية لكنه لم يعد ليشكّل تلك الظاهرة التي تمتّع بها خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة.
فتح باب النقاش حول الموضوع الفلسطيني الذي فجّرته كل من رشيدة طليب وإلهان عمر لم يأت من الفراغ. لقد أشرنا في مقالات عديدة إلى تحوّلات تحصل في الوعي الأميركي بشكل عام وعند الشباب بشكل خاص حول الموقف من الحقوق الفلسطينية. لا يجب أن ننسى دور لكل من بول فندلي وجيمس أبو رزق وسينتيا مكيني وفرانك شيرش وشارل برسي في مرحلة سابقة والذين واجهوا جبروت اللوبي الصهيوني ولم يفلحوا آنذاك بل دفعوا ثمنا باهظا تجسّد في إنهاء حياتهم السياسية. فكانوا أمثولة لما يمكن أن يحصل لكل من يجرّؤ على انتقاد والتشكيك بقوّة النفوذ الصهيوني. حتى الرئيس جورج بوش الأب لم ينج من غضب اللوبي الصهيوني بسبب دعوته لمؤتمر مدريد وبسبب رفضه الضمانات لقروض للكيان الصهيوني لتمويل بناء المستعمرات في الضفة الغربية، فخسر الانتخابات أمام بيل كلنتون رغم الشعبية التي حصل عليها والتي ضربت أرقاما قياسية بعد حرب الخليج الأولى. كما أن السفير السابق شاز فريمن تمّ تهميشه لمواقفه الناقدة للسياسة الخارجية الأميركية في المنطقة العربية وخاصة في الموضوع الفلسطيني على أساس أن هذه السياسة تضرّ بسمعة ومصالح الولايات المتحدة. الجدير بالذكر أن دبلوماسية النظام الرسمي العربي لم تكترث لما حصل له ولم توجّه له أي دعم أو حتى كلمة شكر!
من جهة أخرى كان لحملة المقاطعة لإسرائيل المعروفة بحملة “بي، دي، أس” مفعولها البالغ الأهمية في وعي الشباب الجامعي وفي عدد من الكنائس الانجيلية. تشير استطلاعات الرأي العام والمتعدّدة في ذلك المجال كمؤسسة غالوب ومؤسسة بيو على سبيل المثال أن تراجع التأييد للكيان الصهيوني أصبح أكثر من أن يكون فقط ملموسا ما استدعى القيادات الصهيونية للضغط على الجامعات لمنع حملة “بي، دي، أس” من التحرّك في الوسط الجامعي ولكن دون أن تنجح بتلك الضغوط. كما أنها لجأت للضغط لإصدار تشريعات تجرّم حملة “بي، دي، أس” وتحرم أي مواطن أميركي من الاستفادة من عقود مع الدولة أو من المساعدات الاتحادية إلاّ بالتعهّد بعدم مقاطعة إسرائيل. هذه التشريعات مناهضة للدستور الأميركي الذي يصون حق التعبير وهذه التشريعات تمنع أي تعبير مناهض للكيان. وهناك احتمالات جدّية أن المحكمة الدستورية العليا قد تحكم ضد تلك التشريعات عندما تصل الدعاوى على هذه التشريعات لقوس المحكمة.
لنفهم مدى أهمية كلام النائب الهان عمر نشير إلى مقال فيليب ويس على موقعه “موندوويس” الواسع الانتشار في الولايات المتحدة بين الشباب الجامعي والناشطين. هذا الموقع يعبّر عن موقف اليهود الليبراليين، ويؤيّد كافة حقوق الشعب الفلسطيني بما فيه حق العودة، ويناهض النزعات العنصرية لليمين الصهيوني، ويندّد بنفاق “اليسار الصهيوني” المتنكّر حتى الساعة للحق الفلسطيني. هذا الموقع يؤيّد بشكل واضح حملة “بي، دي، اس” ويفضح يوميا كل من في الولايات المتحدة يدعم الكيان الصهيوني وسياساته العنصرية. وموقع “موندوويس” ليس بعيدا عن منظمة “جي ستريت” التي تنشط لحلّ الدولتين في فلسطين. وبالتالي، كلام إلهان عمر له صدى كبير. في المقال الذي نشره فيليب ويس في 15 آذار/مارس 2019 يسرد كيف تعاطى الرؤساء الأميركيون منذ هاري ترومان حتى باراك أوباما مع اللوبي الصهيوني. جميعهم أبدوا امتعاضهم من دور اللوبي الصهيوني لكن مقتضيات السياسة الداخلية جعلتهم يتراجعون أمام الضغط. ويختم ويس مقاله بأن انتقاد اللوبي الصهيوني لا يجب أن يخضع لأي قانون أو حكم. لذلك فإن الكشف عن اللوبي الذي كتب عنه كل من جون ميرشهايمر وستيفن والت منذ حوالي خمس عشر سنة، والذي أثار عاصفة من الجدل والنقد عند أنصار الكيان الصهيوني، تعاظم وتلازم مع حملة “بي، دي، اس”. اضطر اللوبي الصهيوني للضغط على من يموّلهم في الكونغرس والمؤسسات التشريعية في الولايات لإصدار تشريعات تجرّم معاداة الصهيونية واعتبارها معاداة للسامية وبالتالي من جرائم الكراهية التي يدينها القانون الأميركي، على الأقل لفظيا! لم تفلح حتى الآن تلك الجهود وقد صوّت حوالي 22 شيخ من الحزب الديمقراطي ضد مشروع قرار يعتبر معادة الصهيونية بمثابة معادة للسامية. ومن ضمن هؤلاء من هو مرشّح للانتخابات الرئاسية ما يدلّ على مزاج مختلف داخل الحزب الديمقراطي تجاه اللوبي الصهيوني. بالمناسبة، هذا ما يحاول تمريره الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في محاولة لصد هجوم السترات الصفراء التي انتقدت الانحياز المفرط لصالح الكيان الصهيوني. لكن هذه الدعوات لا تحظى بإجماع أو حتى أكثرية عند الشعب وخاصة الشباب الذين يميّزون بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية. محاولات تحريف الخطاب لصالح الكيان أصبحت مكشوفة عند العديد من الشباب الأميركي وخاصة عند الشباب اليهودي فأدّت إلى نتائج عكسية.
النائب إلهان عمر اعتبرت أن نقد اللوبي الصهيوني لا يعني نقدا للسامية. حاول الصهاينة اعتبار ذلك النقد معاداة لليهود والتشكيك بولائهم للولايات المتحدة. هنا كانت نقطة الضعف في الخطاب الصهيوني حيث التشكيك أدّى إلى ابتعاد الشباب اليهودي الأميركي من الولاء للكيان والتمسّك بالولاء للولايات المتحدة. فهم أوّلا وأخيرا اميركيون واليهودية هي فقط ديانتهم وليست ولاء للكيان. هذا ما أثار غضب العديد من الصهاينة الأميركيين كاليوت ابرمز الذي حذّر من اندماج الشباب اليهود الأميركيين في المجتمع الأميركي وقيمه!!! وبالنسبة لمسألة الولاءات المزدوجة فهناك عدد من الكتّاب المرموقين يندّدون بالولاء المزدوج. فبعض المتصهينين يعتبرون ان الولاء للكيان هو أيضا ولاء للولايات المتحدة بينما كاتب كفيليب جيرالدي يرفض ذلك. جيرالدي ضابط سابق رفيع في الوكالة المركزية للاستخبارات وحاليا رئيس مجلس المصلحة الوطنية الذي يضمّ العديد من الضباط الاستخباراتيين السابقين والضباط والجنود والدبلوماسيين السابقين وعدد من الكتّاب والصحافيين وأساتذة الجامعات. يقول جيرالدي في مقال مطوّل له على موقع “اونز رفيو” أكثر المواقع الإلكترونية انتشارا في الولايات المتحدة أن الولاء المزدوج غير مقبول وأن كلام النائب إلهان عمر سليم وصحيح.
هذا المشهد جعل رئيس وزراء الكيان الصهيوني يدعو أنصاره في الولايات المتحدة وخاصة من كبار المتموّلين الصهاينة كشلدون ادلسون وبول سنغر الالتحاق بالحزب الجمهوري الذي يسيطر عليه الانجيليون الجدد. والآخرون يشكّلون أكثر من 25 بالمائة من الناخبين الأميركيين وفقا للاستطلاع أجرته شركة “بيو” الأميركية والموثوقة باستطلاعاتها. فالانجيليون هم أكثر حماسة للكيان الصهيوني من اليهود الأميركيين أنفسهم. فمعتقدهم الديني يقضي أن عودة المسيح عليه السلام لن تحصل إلاّ بعد عودة مملكة إسرائيل الكبرى. لكن داخل الحركة الانجيلية بدأت تظهر معالم التصدّع خاصة بعد انضمام عدد من الكنائس الانجيلية إلى حملة المقاطعة لمنتوجات الكيان بشكل عام وخاصة تلك الصادرة عن المستعمرات في الضفّة الغربية. إضافة إلى ذلك فإن موقع “بوليتيكو” المشهور في الولايات المتحدة والواسع الانتشار بسبب دقّة معلوماته عن المشهد السياسي الداخلي وبسبب شبكة علاقاته الوطيدة مع كافة مستويات الحكم في الولايات المتحدة، نشر تحقيقا مطوّلا عن مجموعة “تيلوس” مهمتها تغيير موقف الانجيليين من الكيان الصهيوني. وهذه المجموعة صغيرة جدا استطاعت التواصل مع أكثر من 1،500 قيادي ومؤثّر في المجموعات الانجيلية. فوفقا لآدم ورن محرّر ذلك التحقيق هناك عدد متنامي من الأساقفة الانجيليين يحاولون مراجعة موقف التأييد المطلق للكيان الصهيوني. هؤلاء يرفضون الثنائية التي تقول إذا كنت مناصرا لإسرائيل فأنت حكما معاديا لفلسطين، والعكس صحيح. ويعتبر هؤلاء أنه “استيراد مصطنع” لخلاف ليسوا معنيين به. ومجموع “تيلوس” تناصرها مجموعات أخرى عديدة تضم اليمين واليسار في مختلف أنحاء الولايات المتحدة. ما زالت هذه المجموعة مرفوضة من “الاستابلشمنت” أي القيادات التقليدية الانجيلية ولا تحظى بإمكانيات مالية كبيرة ولكنها تتقدّم ببطء وبعيدة عن الأنظار لكيلا تواجه حربا غير متكافئة.
هذه بعض الوقائع عن المشهد السياسي الأميركي فيما يتعلّق بعلاقة الولايات المتحدة بالكيان. فإذا ما زال اللوبي الصهيوني يتحكّم بالعديد من المواقع والمواقف السياسية فإن مدى ذلك التحكّم يتراجع منذ فترة. وما ظاهرة النوّاب الجدّد في الكونغرس الأميركي إلاّ الدليل على الاختراق الذي حقّقه مناهضو الهيمنة الصهيونية. فهذه قمة الجليد المناهض للوبي الصهيوني وباقي الجسم ما زال تحت سطح المياه ولكنه بدأ يظهر شيئا فشيئا.
كاتب وباحث سياسي واقتصادي وأمين عام سابق للمؤتمر القومي العربي