عبد الرحمن بجاش
اتابع وعبركل وسائل الاعلام ، وحتى وسائل التواصل الاجتماعي ما يحدث في الجزائر ، وقبل قليل كنت اتابع نشرة السادسة مساء من قناة الجزيره ، في مثل هذه الاحداث الكبيره تكون الصوره ابلغ من الكلمه في نقلك إلى بؤرة الفعل ، وهنا تتميز الفضائيات على الصحافة الورقيه وتتقدم عليها …
المشهد في الشارع الجزائري من العاصمة الى تيزي وزو ينبؤك بواقع الحال في هذه اللحظة الفارقه بالفعل في ذلك البلد المغاربي العربي والذي كان يؤمل عربيا هو والعراق أن يكونا اول المغادرين سفينة التخلف والجهل ، للاسف لم يحدث ذلك ، ولسنا هنا بصدد استبيان الاسباب ، لان ما يحصل الان تجاوز ذلك وان كان نتيجة له …
ابرزمافي اللحظة الفارقه جزائريا والتي تاخرت عن مثيلاتها في تونس والجزائر مرورا بمصر وسوريا حتى اليمن أن الصوره تكررنفسها بعد ان بدى لبعض الوقت ان الجزائر نجت ، لعدم توافر الاسباب لخروج الشارع ، وتبين الان أن الناركانت تحت الرماد ، تاخرت فقط الرياح التي تؤججها …فالشاطئ المقابل من المتوسط وفرنسا الابرزعمل تأخيرالخروج لكي لايرى القوارب المعرضة للموت تتجه الى شواطئه بالهاربين من جحيم مواجهة الشارع مع النظام …
لفت نظري ماقاله صحفي جزائري كان يعلق على الاحداث وخاصة مظاهرات الاسبوع الرابع – مساء الجمعه – ، فقد اشارالى أن الشارع يتقدم على المعارضه !! ، وهي نفس الصورة التي تكررت في كل ماشاهدته بلدان الربيع ان صح التعبير…
نفس المشكله ونفس الاشكال ، في اليمن لحقت المعارضه الشارع الى الساحات ، ليأتي طرف من المعارضة ليسرق المنصة من الشباب الذي خرج يطالب بالتغيير، وبقية اطراف تلك المعارضه ، ويتبين لاحقا أنه سحب البساط من تحت ارجل ماكان يمكن أن يكون بوادرقوه جديده تتبلورفي الساحات ، اضاعها احتواء الاصلاح ونصف الجيش ودول الجوارالتي تحرص على بقاء اليمن حديقة خلفيه وبشروطها !!!.. وبقية القصة معروفه …
المعارضة العربية عموما تأتي بقرارمن الحاكم الفرد شخصا او حزبا ، وليست نتاج نضال الناس من اجل الحريه ، ولذلك تراها هشه دائما ، لا يثق فيها الشارع ويلعب بها النظام ويتلاعب عبرصناديق تملأ بالنتائج المسبقه ، وعبرصفقات تتم في ليل تتم التسويات ويتم اقتسام الكعكه …المعارضة عبارة عن دكاكين ، هكذا ينظر اليها الشارع ، يفتحها الحاكم متى شاء ويغلقها بقرار وجمهوري !!!..لكن الطرفين لايقرآن بتعمق متغيرالشارع لان الامن هو من ينقل الصوره دائما للسلطة والنظام حتى يفاجئ الجميع بالحريق …….
بدى للبعض أن بوتفليقه جاء كنتاج انتصارعلى مااسمي ارهابا وتطرفا حسب المقاييس الغربيه ، لكن تبين فيما بعد وإن كان الجيش استطاع اخماد نار الجبال ، أن بوتفليقه جاء كحل وسط بين القوى المتصارعه او المتنافسه في حزب جبهة التحرير الذي شاخ ،وهو تعبيرعن مرحلة الثوره ، ونتاج صراع بين البومدينيه وما مثله احمد بن بيلا خطا قريبا من مصريوليو …
الجيش هو ذلك الذي اتى من رحم تفاعلات الستينات ، وبقي كعقيدة يرفع علم الثوره ، وحق حزب جبهة التحريرفي الحكم ، وهي مصيبة العوالم المتخلفه ، حيث يصرالثائرالقادم من الجبال على أن يكون ايضا هو الحاكم ، ولتشبعه بشعارات مرحلة الثوره ،يظن أن الشارع سيظل راضيا عنه إلى يوم يبعثون ، فيترهل الثائرعلى الكرسي وينسى ، في نفس الوقت الذي يتغير الشارع وتأتي اجيال لاتعرف عن الصورة شيئا ، ولاتدري شيئا سوى حاجتها اليومية للغذاء والوظيفة والسكن …
هنا تحدث الطامة الكبرى ، فيخرج الشباب قوة العمل الفتيه ، فلا يجد النظام ولاالسلطه الحلول ، لانهما لم يستعدان لهكذا يوم ، فلا يكون امام الحاكم الاالامن ، فان لم فينزل الجيش ، المعارضه عاجزه ، والشارع متقدم ، والحلول غائبه ، وما تسمى ديمقراطية تظهر كذبة كبرى …يحدث الصدام وتكون النتيجه باديه سواء في ليبيا او مصروفي سوريا واليمن …
الان مالم تحدث معجزه ويظهربوتفليقه قادرا على اجتراح الحل الذي لابد أن يكون بحجم المطلب ، فسنجد الجيش في مواجهة الشارع والداخلية انتقلت الى رئاسة الوزراء يحدث مالا يحمد عقباه …
المؤشرات الى اللحظة تقول بالاجراءات التقليدية التي اتخذت ، هي تؤجل فقط ولا تحل المشكله ، الوجوه نفس الوجوه ، الاسئله نفس الاسئله ، المعضلة والعقم هما مارايناهما في البلدان العربية حتى التي لم يصلها الربيع بسبب القبضة الامنيه ، واحتواء الغرب للفعل وتوجيهه بما يخدم مصالحه عبرنخب من صنعه …البدائل تبدوغائبه ،الابراهيمي من جيل لاينتمي لروح اللحظه ، أحمد أويحيى ابعد من رئاسة الوزراء وكان وجها ربما مقبول من الشارع …
الايام القادمه ستكشف ، هل تستطيع الجزائر وبمعجزة ما أن تنجو؟ هنا السؤال الاهم …..
صحفي / اليمن