الإسلاميون لا بواكي لهم!

أربعاء, 03/13/2019 - 15:24

هاجم نشطاء محسوبون على التيار الاسلامي موقف الليبراليين المصريين من الظلم والانتهاكات التي ترتكب ضد أبناء وبنات الاسلاميين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، منددين بما وصفوه بالموقف المريب المخزي الذي اتخذه هؤلاء الليبراليون طيلة سنوات ست عقب الإطاحة بنظام الدكتور محمد مرسي.

وأضافوا أن هذا الموقف المتخاذل فضح زيف ليبراليتهم .

على الجانب الآخر صب الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس (ابن الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس) جام غضبه على النظام المصري بسبب اعتقاله عددا كبيرا من السيدات والفتيات المنتميات لعائلات الإخوان وذلك في مقال له بعنوان “الانتقام من الآباء في بناتهن “

جاء فيه: “في بلادي ظلم صارخ لا يكاد يصدقه عقل في ظل الحكم الجاثم على أنفاسنا! وأذكر لك ما يؤكد ذلك!! فهناك توصية خاصة بسوء معاملة نساء زي الفل بسبب آبائهن وهم من قادة رفض الانقلاب الذي جرى، وأعني تحديدا “علا القرضاوي” ابنه شيخنا الجليل يوسف القرضاوي، وعائشة خيرت الشاطر ووالدها القيادي في الإخوان.

الأولى تم اعتقالها في صيف عام 2017، والثانية ألقي القبض عليها أواخر العام الماضي، ويتم تجديد حبسهن باستمرار دون محاكمة لأن مفيش تهمة سوى أن “الوالد” شخصية مهمة من القيادات التي ترفض حكم العسكر!

وتابع عبد القدوس: و”علا” و”عائشة ” تعرضتا لأسوأ معاملة من الضرب والاهانة وخلع الحجاب وكل منهما حبس انفرادي في زنزانة ضيقة جدا تحيط بهما الحشرات من كل نوع “.

وخلص عبد القدوس إلى أن المؤكد أن ما يجري في السجون المصرية حاليا لم يسبق له مثيل في تاريخ مصر!

وأردف: وما ذكرته مجرد “عينة” وربنا ينتقم من كل ظالم في الدنيا والآخرة بإذن الله.

الظالم والمظلوم

برأي عاطف النجمي فإنه لا يوجد ظلم بدون مظلوم يتصرف بطريقه غلط لرفع الظلم عنه، وكل شعب يستحق حاكمه.

وأضاف النجمي: كنت اذكر الإخوان ان عدم تحركهم دفاعا عن اليسار والناصريين سوف يرسخ فكرة الجزر المنعزلة وانفراد النظام بكل فصيل واليوم نتاج ما صنعوا ورغم هذا تصرفهم مازال قائما علي الانا التنظيمية لهم.

الشماتة!

ما قاله النجمي رد عليه مجاهد الجوهري قائلا: للاسف الاخ شمتان وراض عن سوء معاملة نساء لا ذنب لهن، ويهذى بعدم قيام علا وعائشة بالدفاع عن اليساريين والناصريين “

وأردف الجوهري: نماذج بشرية غريبة!

ابنة علا تتكلم!

كانت آية ابنة السيدة علا القرضاوي قد بثت فيديو قالت فيه إن أمها تعاني الأمرين في محبسها الانفردي منذ تم القبض عليها مع أبيها حسام في 30يونيو 2018، مشيرة إلى أن أمها قضت أطول فترة لسيدة في حبس انفرادي.

وأضافت آية أن الزيارة غير مسموح بها لأمها، وأنه يتم السماح لها 5دقائق صباح كل يوم لدخول الحمام.

وقالت آية إن صحة ساءت وفقدت الوعي مرتين، مشيرة إلى امها علا أم لثلاثة أبناء، وجدة لثلاث حفيدات .

موقف الليبراليين

اللافت في ردود الفعل على ما تتعرض له نساء وفتيات منتميات للتيار الإسلامي هو غض التيار المسمى بالليبرالي الطرف عما يحدث من انتهاكات، فلم نسمع لهم صوتا، إلا من استثناءات قليلة رفع أصحابها أصواتهم منددين بما يحدث لأبناء التيار الإسلامي من انتهاكات تندى لها الجبين.

كان من أبرز الليبراليين الذين دافعوا عن علا القرضاوي د. نادر فرجاني الذي كتب قائلا:” اعتقال السيدة علا القرضاوي بلا تهمة أو محاكمة لأكثر من سنة لا يصدر إلا عن مجرمين عتاة أخساء يتشفون في تعذيب الأبرياء”.

وتابع فرجاني: “نشرت علنا فيما سبق، مع الاحترام الواجب بالطـبع، نقدا شديدا لبعض مواقف الشيخ يوسف القرضاوي السياسية.

ولكن اعتقال ابنته، وهي سيدة فاضلة، أم وجدّة، في ظروف سجن فردي مذلة ومُهينة بلا جريرة ولا جناية معلنة وقابلة للتصديق لأطول من عام مع حرمانها من مجرد رؤية ابنائها وأحفادها إمعان في الخسة والنذالة لا يصدر إلا عن مجرمين عتاة أخساء يتشفون في تعذيب الأبرياء”.

رسالة القرضاوي الحزينة

كان الشيخ يوسف القرضاوي قد وجه رسالة إلى ابنته في يوليو 2018 جاء فيها: إلى ابنتي علا القرضاوي عام كامل من الحبس الانفرادي في واحد من أسوأ سجون العالم، تعرضت خلاله ابنتي علا القرضاوي لمعاملة بالغة السوء، في حبسها المأساوي، وحُرمت فيه من أبسط حقوقها، بلا توقف عن إهانتها وإيذائها، في نوع من القتل البطيء المتعمد لها!

عام مضى ونحن ننتظر ضميرا ساكنا أن يتحرك.. نائما أن يصحو.. حبيسا أن يتحرر.. ميتا أن يحيى!

عام مضى، وهي بعيدة عن بيتها، وعن أبنائها، وعن أحفادها، وعن أبيها، وعن إخوانها وأخواتها، في زنزانة انفرادية ضيقة، لا تتوافر لها أدنى الحقوق، ويضيق عليها عمدا في كل أمورها، لماذا؟ لأنها ابنة القرضاوي، وتحمل الجنسية القطرية؟! فلا بد من الانتقام من القرضاوي وقطر في شخصها الضعيف!! ” .

وتابع القرضاوي في رسالته الحزينة التي نشرها بموقعيه على “الفيسبوك” و”تويتر”: “ومجدداً، توضع في القفص الزجاجي العازل للصوت، ويمدد القاضي اعتقالها 45 يوماً إضافية، دون إتاحة الفرصة لمحاميها ليعترض؛ على الرغم مما أصدرته منظمة العفو الدولية، وفريق العمل التابع لمجلس حقوق الإنسان في قضية علا وزوجها حسام، مقرراً أن احتجازهما غير قانوني، داعياً إلى الإفراج عنهما فوراً.

وإني لأعجب كيف تحول دول الاستبداد مؤسسات المجتمع وقوانينه ونظمه إلى أداة من أدوات ظلمها وبطشها وزيفها، وبدلا من أن تكون مظلة يحتمي بها المظلوم، تتحول إلى سوط في يد الظالم، يجلد به ضحيته، متذرعا بأنه لا يغتال الخصوم، ولا يعتقل الأحرار الأبرياء!!”.

وخاطب القرضاوي ابنته قائلا: “وإنك يا ابنتي لا تغيب صورتك عن مخيلتي، ولا ذكرك عن بالي، وأسأل الله في دعواتي وصلواتي وخلواتي: أن ينجيك من القوم الظالمين، وإن كنت ككل أب.. تتحرك مشاعره.. ويعتصره الألم.. فيحترق قلبه.. وتفيض عيناه؛ كلما ذكر هول ما تعانيه ابنته ظلما وعدوانا، بلا جريمة أو جريرة، وبلا ذنب أو مخالفة. وهكذا يُقاد المرء البريء في مصر إلى غياهب السجون، وهكذا يُزج به إلى ظلماتها!

فمن ننادي في هذه الحياة لينتصف للمظلوم، ويأخذ على يد ظالمه؟! بل من نناشد في هذا الكون لا ليقتص للضعيف المغلوب على أمره، وإنما لتتوقف عنه يد البطش والتنكيل، أو تهدأ؟!”.

وتابع: “لو كانت المناشدة يا ابنتي تجدي عند هؤلاء لناشدتهم، ولكنهم قساة القلوب، غلاظ الأكباد، نزع الله الرحمة من قلوبهم، والمروءة من أخلاقهم، ولكني ألجأ إلى الله الذي بيده ملكوت السموات والأرض، وكفى به وكيلا.” .

وناشد القرضاوي كل إنسان حر في هذا العالم، أن يقوم بما يستطيع لإنقاذ ابنته وعشرات آلاف المسجونين ظلما وعدوانا معها حسب وصفه، وأردف قائلا: “إلى الله المشتكى.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! وأستودعك وزوجك الله، الذي لا تضيع عنده الودائع.

أبوك يوسف القرضاوي”.

الفيديو

تابعونا على الفيس