منذ إنبلاج فجر الحركة التصحيحية التي قادها فخامة رئيس الجمهورية ومحموعة من الضباط الأحرار والشباب يعيش حالة من النسيان
مع أن دور كبير في ذالك المشهد السياسي فقد سايروا ذالك التوجه وواكبوه يوما بعد يوما
ورغم تخلف البعض لاسباب ليست واقعية ويرجعون ذالك لعدم فهمهم للواقع السياسي الجديد
فهؤلاء هم من حملوا المشعل الشبابي في أيامه الأولى ورصوا صفوفهم
من أجل التصدي لكل ما من شأنه أن يهدد سلامة الوطن في تلك الفترة المفصلية من تاريخ موريتانيا
وجابهوا مصطلحات ومفاهيم مستوردة ودخلية ولاتمت للخصوصية الموريتانية في شيء
فتصدوا بقوة إيمانهم بهذا النظام الموجات التي كانت تجتاح المنطقة العربية وبما يعرف أنذاك بالربيع العربي
لم يسلم منها شارع أو بيت عربي بفعل إنتشار الهائل لوسائط التواصل الاجتماعي والقنوات التي كانت تغذي هذا الحراك
ولم يجد الشباب بد من الخروج إلى الشوارع مطالبين برحيل النظام وإسقاطه مدعومة من بعض الاحزاب المعارضة
وظل هذا الشباب المؤمن الصابر الثابت على موقفه ولم ينجرف الى تلك العواطف والمفاهيم الرنانة التي تستهوي النفس بل هز هؤلاء رواكد النفس داعمين لهذا النظام
وكان ذالك باعثا للدهشة في صفوف المناوئين لهم حيث تم وصفهم بأبشع الاوصاف طيلة العشرية الماضية
فبادروا بأفكار شبابية تسقط بها مايحاك ضد الوطن والنظام ومازالوا على ذالك النهج سائرون ولم يزدهم ذالك إلا إيمانا
حينما أشتد عود النظام وشعر بإلتفاف المهمشين حوله
أنشأ حزب الاتحاد من اجل الجمهورية كنواة تضم جميع المؤمنين بهذا النهج لكي يتسنى للنظام أن يرسم تلك السياسات التي تخدم الامة الموريتانية من خلاله فكان أول لبنة بني عليها هم شباب التغيير البناء وكانوا هم أول روافده
وأصبحوا بمعزل عن الساسة في اطار شبابي سمي اللجنة الوطنية للشباب حيث تضافرت جهود عدة دفتعهم إلى العمل في هذا الاطار الشبابي وكان لهم وسيطا
يرسلون عبره رسائله ولكن للأسف لم يكن هذا الوسيط منصفا في حقهم فلم تصل رسالة موقعة بإسم هؤلاء الشباب وظلوا في متاهات النسيان وعوامل الهوامش
ولطالما حاولوا أن يكسروا هدأة هذا الواقع الخاشع تحت لذعات الحقيقة المؤلمة ولم يفلحوا
فشاعت من حولهم أباطيل لم تحوى دليل قوي البرهان بل هي إشاعات الغرض منها النيل منهم وإضعافهم لكي يظهروا في الصورة بأنهم مجرد فتية نزغ فيهم شيطانهم فزاغوا عن المنهج القويم
فظلوا على ثباتهم ويقينهم بنهج بتوجهات فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز
وتقاسم الحظوظ أعداء الماضي أصدقاء اليوم المطالبين بإسقاط النظام
و أبناء علية القوم وسادتها
ورغم كل هذه المطبات التي عاشها الشباب لم يتقدموا قيد أنملة نحو هدفهم المنشود في المشاركة والتمكين
فأجتمع رهط على رأي
الهدف منه التوقيع لهم على نهاية المهمة بدون خدمة أو مكافاة لنهاية المشوار ليمرر قانون تحديد السن القاضي بإقصاء من تجاوزت أعمارهم السن الخامسة والثلاثون وهو أمر دبر بليل ومع سبق الإصرار والتصرد ليجد هؤلاء الشباب أنفسهم على حدود التيه
لاهي أصبحت في السن الشباب حسب معايير القوم
ولا لها القدرة على التنافس داخل أقطاب متصارعة تحدها القبيلة من جهة وأباطرة المال السياسي من جهة أخرى
فمن ياترى عَبَ كأس ظلم لهؤلاء الشباب ثم أنتشى بما فعله وقطع أوصالهم بأنياب البغي ورمى بهم في هذه الطريق المظلم الموحش وكأني به يقول
الراحة منكم راحة
بقلم عبد الدايم الحضرامي