اليوم انفو :
أشاد الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو ببلاده “الجديدة” لدى مخاطبته نخبة عالم المال والأعمال الثلاثاء في دافوس، واعدا بتهيئة أجواء مناسبة للاستثمار ومهاجما التوجّه اليساري في أميركا اللاتينية.
وألقى رئيس أكبر قوة اقتصادية في أميركا اللاتينية الكلمة الافتتاحية في المنتدى العالمي هذا العام، وسط تزايد التحذيرات من مخاطر تباطؤ النمو الاقتصادي وتنامي عدم المساواة والتغير المناخي الكارثي.
ويغيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى جانب قادة كل من فرنسا وبريطانيا وزيمبابوي عن المنتجع الشتوي السويسري بسبب المشاكل السياسية التي تواجهها بلدانهم. كذلك أعلنت وزارة المالية الفلسطينية الثلاثاء أنها لن تشارك في المنتدى بسبب “التعنت الإسرائيلي بخصوص المواضيع المالية العالقة بينهما”.
وألغى ترامب كذلك مشاركة مسؤولين أميركيين بينهم وزير الخارجية مايك بومبيو في منتدى دافوس. لكن بومبيو خاطب المنتدى من خلال الفيديو عبر الإنترنت من واشنطن الثلاثاء، بعد خطاب بولسونارو قائلا إن الولايات المتحدة وروسيا غير مقدرتين الدخول في حرب باردة جديدة، لكنه حض موسكو على تغيير سياستها في مجموعة قضايا من بينها أوكرانيا.
وعلى غرار ترامب، ركب بولسونارو موجة الشعبوية للوصول إلى السلطة، متعهدا بإنهاء الفساد المتفشي وإعادة بسط القانون والنظام في البرازيل.
– “تغيير تاريخنا”
وتأتي أول زيارة خارجية للرئيس البرازيلي في وقت تطاول فضيحة حول مدفوعات مشبوهة نجله السياسي فلافيو بولسونارو الذي ينفي ارتكاب أي مخالفة.
وحرص الرئيس البرازيلي في خطابه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي على تأكيد انفتاح الاقتصاد البرازيلي وتذليل العوائق التي تكبّل الاستثمارات كما وتخفيض الضرائب.
وأشار بولسونارو في خطابه إلى “البرازيل الجديدة التي نقوم ببنائها”، مضيفا “نحن ملتزمون بتغيير تاريخنا”.
وسعى الرئيس البرازيلي إلى طمأنة المنظمّات الحقوقية التي تتخوّف من ميله للتسلّط قائلا إن “حقوق الإنسان الحقيقية” مصانة من قبل حكومته التي تعهّدت حماية حق العيش وحماية الممتلكات.
وفي انتقاد لفنزويلا ودول اشتراكية أخرى قال بولسونارو إن اليسار “لن يسود” في أميركا اللاتينية.
وأضاف “سنظهر أننا بلد آمن للاستثمارات خاصة في مجال التجارة الزراعية التي تعد غاية في الأهمية بالنسبة إلينا”، وذلك رغم وجود مخاوف من استعداد الحكومة الجديدة لفتح غابة الأمازون أمام الأعمال التجارة الزراعية وقطع الأشجار.
ويقول خبراء إن اتفاق باريس للمناخ يمنع الشركات التجارية الزراعية من قطع الأشجار في غابة الأمازون.
ولم يبد مشاركون في منتدى دافوس أي ردود فعل على خطاب الرئيس البرازيلي الذي وصفوه بالمقتضب والمتكلّف أحيانا.
وبعد خطاب بولسونارو قال الاستاذ في جامعة هارفرد كينيث روغوف الذي شغل سابقا منصب كبير اقتصاديي صندوق النقد الدولي لوكالة فرانس برس “من الواضح إنه حديث العهد في السياسة”، مضيفا “ربّما لن يكون فاسدا وهو ما سيشكل تحسّنا”.
– ترامب المنطقة الاستوائية
وبينما انعكست وعود بولسونارو بشأن الاستثمار ورفع الضوابط التنظيمية إيجابيا على أسواق المال البرازيلية، استعار الرئيس الجديد صفحة من قاموس ترامب فهاجم الصين.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة “غرينبيس” جينيفر مورغان إنه ما كان يجب أن يُسمح لبولسونارو اعتلاء منصة منتدى دافوس معتبرة أن ذلك يساعد فقط في الترويج لسياسته.
وقالت مورغان لفرانس برس كان على رؤساء الشركات الحاضرين في دافوس أن يتصدّوا “لتغليب مكانة غابة الأمازون والتصدي لقطع الغابات على مصالحهم التجارية الآنية”، مشددة على الأهمية البيئية للامازون.
لكن تحليلا جديدا صدر عن “معهد الموارد العالمية” قال إن العالم في طريقه نحو إهدار “أفضل فرصة لديه” لمنع خروج التغير المناخي عن السيطرة، عبر ضمان بلوغ انبعاثات غازات الدفيئة في العالم ذروتها في 2020.
وتتطرق النقاشات التي ستجري على مدى الأسبوع في إطار المنتدى الاقتصادي العالمي إلى مجموعة مسائل على سبيل التنشئة الواعية في العصر الرقمي والشعور المزمن بالوحدة واستغلال الذكاء الاصطناعي دون تدمير الوظائف.
ويجذب المنتدى نحو 3000 شخصية من عالمي المال والأعمال والسياسة، بينهم 65 مسؤولا حكوميا من ألمانيا واسرائيل وغيرهما.
– تراجع النمو وتزايد اللامساواة
وانسحب ترامب من منتدى دافوس بسبب الإغلاق الجزئي لإدارات الحكومة الفدرالية الناجم عن خلافه مع الكونغرس بشأن الميزانية، قبل أن يلغي زيارة وفد الولايات المتحدة بأكمله، ما قضى على أي إمكانية للتوصل إلى تحقيق سلام تجاري في جبال الألب مع نائب الرئيس الصيني وانغ كيشان.
لكن بينما يتباطأ النمو، حذرت منظمة “أوكسفام” النخبة في دافوس من أن عدم المساواة في العالم يزداد حدة.
وذكرت المنظمة أن تركيز الثروات ازداد خلال العام 2018 إذ بات 26 مليارديرا في العالم يملكون أموالا تساوي ما يملكه النصف الأفقر من البشرية، مشيرة إلى أن عدم التوازن هذا يغذي الغضب الشعبي ويقوض الديموقراطيات حول العالم.