تعتبر عمالة القصر من أبرز المشاكل الإجتماعية في موريتانيا ظلت لسنين وتزداد بإزدياد توسع العاصمة أنواكشوط
ورغم إلزامية التعليم الأساسي يظل هؤلاء الأطفال يمضون بل وليلهم في شوارع العاصمة
فلماذا تنتشر عمالة الأطفال في موريتانيا وماهي الأسباب والدوافع
من الصعب تحديد عدد الأطفال الذين يرغمون يوميا على العمل. فليست هناك قاعدة للبيانات محددة تشمل الإحصائيات المتاحة حول عمالة الأطفال سوى فئة الخادمات في المنازل. رغم تجريم القانون لذالك والأطفال الذين يعملون في مهن أخرى وحتى على الحمير يمضون يومهم في كسب المال
محمد جالو ، محمد، حسن، ألاسن أطفال سرق منهم الفقر طفولتهم، وسلبت منهم الفاقة براءتهم، عاشوا زمانا غير زمانهم، واقتحموا أعمالا لا تقدر عليها أناملهم، وحملوا أعباء وأثقالا لا تقوى عليها أذرعهم وأجسادهم.
إنهم أطفال لم يجدوا من يحضنهم ويغدق عليهم من كرمه، ولم تسعفهم ظروف البيت والعائلة في توفير عالم تحيى فيه البراءة ويزدهر فيه الصبا، كما لم تلتفت المؤسسات والجهات الرسمية وغير الرسمية إلى معاناتهم إلا في المناسبات والندوات والمؤتمرات أو من خلال سن القوانين التي تحتاج إلى إجراءات، حتى إذا انفض الجمع وصدت الأبواب وانطفأت الكاميرات راح كل إلى حال سبيله وتركوا الأطفال إلى حال سبيلهم ليذوقوا مرارة التشغيل وضنك العيش.
بينما يشد بعض الصغار رحلهم صوب مدارسهم ويرافق البعض آباءهم في أسفار هنيئة، ويركض البعض الآخر بين الأزقة وفي الساحات العمومية والغابات والمنتزهات فرحاً بانتهاء موسم دراسي، يغادر الأبرياء منازلهم أكواخهم ويطلقون العنان لأقدامهم الصغيرة التي تسابق الرياح بحثا عن عمل يجنون من ورائه بعض النقود علهم يؤمنون قوت يوميهم، بل وقوت أمهاتهم وإخوانهم أحيانا كثيرة، أو يجمعون ما قد يساعدهم على شراء لوازم الدراسة عند دخول الموسم الدراسي الجديد، أو يساعدون آباءهم في البيع والشراء وذلك أضعف الإيمان، كما يحكون.
محمد بلال واحد ضمن لائحة طويلة جداً من الأطفال الذين يجري تشغيلهم مخالفة للقانون والأعراف والإنسانية.. كلما حل الصيف وخلد الأطفال إلى الراحة والاستجمام والتسلية، كلما ركب محمد الصعاب وتحدى قسوة الظروف، فصار شغله الشاغل أن يظفر بعمل (بين قوسين) كي لا يبدأ العام الدراسي ويجد نفسه عاجزاً عن شراء الكتب، يقول محمد بعدما اطمأن لنا وتنفس الصعداء وظهر على محياه الحسرة: "إنني أعمل في الصيف من أجل شراء الكتب المدرسية والملابس في الموسم الدراسي المقبل" إلى متى ستظل هذه المشكلة وأين المسؤولون من ذالك