اليوم انفو :
"التفاني في العمل هو من يجعل منك مدربًا ناجحًا" قالها جورج هالاس -أحد أساطير كرة القدم الأمريكية- ولم يعد يطبقها جوزيه مورينيو.
حلقة جديدة من سنوات ضياع مانشستر يونايتد انتهت برحيل جوزيه مورينيو تاركًا الفريق نحو المجهول من جديد وكأن مقعد السير أصبح ملعونًا ربما أقوى من لعنة جوتمان لنفيكا.
هزيمة في كلاسيكو إنجلترا أمام ليفربول للمرة الأولى منذ خمس سنوات كانت القشة التي قصمت ظهر مورينيو في مانشستر يونايتج.
مورينيو الذي جاء كواحد من صفوة المدربين في العال لينتشل مانشستر يونايتد من أنقاض لويس فان جال خرج من أولد ترافورد بخيبة أمل ربما هيا الأكبر في مسيرته حتى لو قال عكس ذلك.
خيبة الأمل لم تكن لدى مورينيو فقط بل داخل الذين يحبون المدرب البرتغالي بعيدًا عن تشجيع مانشستر يونايتد والفئة التي آمنت بقدرته على بناء فريق جديد.
ثلاث سنوات قبل جوزيه مورينيو أحبطت جماهير مانشستر يونايتد ولكن أياً ممن سبقوه لم يكونوا بنفس المرتبة فلا خلاف أن مورينيو هو واحد من صفوة المدربين في العالم.
لن نطيل الحديث عن 29 شهرًا قضاها مورينيو مع مانشستر يونايتد فلغة الأرقام لا تعبر دائمًا عن الواقع.
مورينيو جاء ليتسلم فريق مهلهل بأسماءه ومعنوياته والهدف كان بناء فريق قادر على تحقيق الألقاب فهل حدث هذا؟ الإجابة بنعم أو لا لن تكون منطقية فالوضع كان رمادياً بين صفقات شكلت جزءًا من هيكل فريق قوي على الورق فقط وثغرت واضحة للجميع إلا إدارة النادي.
دي خيا، إيريك بايي، نيمانيا ماتيتش، بول بوجبا، أليسكيس سانشيز، أنتوني مارسيال، ماركوس راشفورد، رومليلو لوكاكو على الورق تعطي جزءًا من هيكل قوي قادر على العودة بمانشستر يونايتد ولكن من بين هذه الأسماء لن نجد أكثر من لاعبين قدما المطلوب منهما في أغلب المباريات.
لم يقدم بعضهم المطلوب بسبب الرعونة والبعض الآخر بسبب سوء تعامل مورينيو معهم في بعض الأوقات لتكون النتيجة ما نشاهده منذ النصف الثاني من الموسم الماضي وهي أزمة يشترك مورينيو واللاعبين فيها.
المسمار الثاني في نعش جوزيه مورينيو كانت ثغرات الفريق والتي يراها الجميع إلا إدارة النادي التي لم ولن تهتم إلا بأسهم النادي في البورصة طالما أنه لا يوجد مدير رياضي.
أزمة تتحملها الإدارة بنسبة كبيرة ولكن أين مورينيو؟ المدرب الذي عهدناه محاربًا من أجل الفوز حتى ولو من أجل مكانته الخاصة، قائد الحرب الذي يُجند كل ما لديه للوصول للهدف سابقًا أصبح لا حول له ولا قوة داخل وخارج الملعب حتى وإن لم يستسلم في المؤتمرات مطلقًا عباراته الرنانة ولكنه أمام الجميع كان استسلامه واضحًا.
أخيرًا، مورينيو لم يكن من أنصار الفكر الهجومي وكل من تفاجئ من ذلك كان عليه مراجعة التاريخ ولكن متى كان يدافع؟ أمام الفرق الكبيرة ليخطف نقطة تعادل خارج ملعبه أو انتصار صعب على ملعبه فهدف مورينيو لم يكن أبدًا الاستعراض والغاية كانت دائمًا النتيجة النهائية.
لا مشكلة في ذلك عندما نرى مانشستر يونايتد يدافع أمام تشيلسي بطل الدوري ليثأر من هزيمة مذلة في الدور الأول أو ينهي خطورة ليفربول ويفوز بجملة واحدة في الكرة الثانية ولكن لماذا نشاهد 11 لاعبًا يرتدون هذا القميص يدافعون بهذه الطريقة الهشة أمام أندية بحجم برايتون وإيفرتون وغيرها الكثير والكثير.
فقدان مورينيو للنقاط أمام الصغار كان نادرًا قبل ذلك ونقطة من أهم مميزاته كان النفس الطويل في بطولات الدوري ولكن العكس حدث مع مانشستر يونايتد في أغلب المناسبات وهذا كان المسمار الأهم الذي كتب نهاية حقبته في أولد ترافورد.
لم يعد مورينيو يفكر بالهجوم أو يفكر بالأساس إلا في كيفية الرد على الاتهامات بمثلها مطلقًا سهامه نحو الجميع إدارة ولاعبين وإعلام ومنافسين دون الالتفات للسهم الأكبر الذي كان يطلقه نحو نفسه بفقدان القدرة على مواجهة الأمور.
مورينيو الذي كان يعرف متى يُطلق تصريحاته الهجومية لإزالة الضغط عن نفسه أو لاعبيه تحول إلى رجل فقد عقله ليحُبط جماهير فريقه ولاعبيه وكأنه نسى المنافسين تمامًا لينافس فقط نفسه وناديه.
بيل شانكلي قال قبل ذلك: "تطلع للسماء وستصل للسقف، تطلع للسقف وستبقى على الأرض"، استسلم مورينيو مبكرًا رغم العوائق التي واجهها واتجه تفكيره فقط نحو إبعاد التهمة عن نفسه حتى مع دعم جماهير الفريق داخل الملعب خلال الأوقات الصعبة.
انتظرت أن أرى مورينيو يحقق أهداف مانشستر يونايتد وأهدافه هو الشخصية بإعادة الهيبة بعد ما حدث خلال ولايته الأخيرة مع تشيلسي، أن يشاكس الجميع بتصريحاته وأن يحتفل بطريقته الجنونية مع إحراز لقب الدوري.
انتظرت الكثير من واحد ضمن الأفضل في العالم ولكنه حوّل نهايته لما هو أسوأ مما انتظر الجميع، أكثر حتى من فان جال وربما ديفيد مويس فوداعًا جوزيه مورينيو وأهلًا بفترة جديدة من التخبط لمانشستر يونايتد منذ رحيل السير