عزيزي إسحاق صباحك سعيد، إنها إحدى الليالي الطويلة التي يُجافيني فيها النوم وأنا أفكر فيك وأحزن عليك، وأنا لا أدري أين أنت؟ وكيف أنت؟ ومتى تعود؟
مضت الآن سنة وسبعة شهور منذ سمعت صوتك آخر مرة، كان ذلك في الحادي عشر من أكتوبر ٢٠١٣ كنت تغطي الأحداث على جبهات القتال في حلب وكنت أنا أغطي مناسك الحج في مكة المكرمة كلمتني صباح يوم التروية، وطلبت مني الدعاء لك عند المشعر الحرام، كنت تستشعر مكروها وتطلب النداء عند البيت العتيق، كانت آخر كلمات أسمعها منك، (تقبل الله منك أوصيك بنفسك خيرا سلامي للبنات ولأمهم سأعود قريبا) لكنك لم تف بهذا الوعد مرغما والوفاء من شيمك، لم تعد ياصديقي ولم أسمع عنك أو منك منذ ذلك اليوم، كبرت البنات وهن يسألن عنك الآن ورزقهم الله أخا في غيبتك الطويلة، وأمهم لاتكف عن الدعاء لك لعل الله يعيدك سالما فتعود الدار عامرة بالمسرات كما كانت في الأيام الخوالي.
عزيزي إسحاق تسعة عشر شهرا من الحزن مرت ذرفنا فيها من الدموع أنهارا وسهرنا الليالي الطوال ونحن نفكر فيك ونمني النفس أن في الغد فرج قريب، ننتظر انبلاج الفجر عَل اليوم الجديد يأتي بخبر سعيد وتمضي الأيام ثقيلة كأنها دهور دون جديد.
عزيزي إسحاق لقد تركت العمل بسببك لم أتقبل من المحطة التي رمت بك على خطوط النار، تقاعسها عن نجدتك وخذلانها وتقصيرها في البحث عنك، سئمت من المدير نظرات الإستهزاء والإجابات المغلوطة والأكاذيب التي يروجونها هالني أن يقذفوا بك إلى الموت ويقفو اموقف المتفرج فتركتهم لأنهم تركوك لمصيرك والله حسيبهم في ذلك عزيزي إسحاق سواء قرأت رسالتي هذه أو لاقت مصير الرسائل السابقة فإني ماض في السؤال عن حالك أنقل لك سلام من في الدار وأدعو الله العلي القدير أن يجمع الشمل من جديد.
المخلص عبدالله ولد سيديا
تدوينة من من صفحة اعبد الله ولد سيديا على فيسبوك