اليوم انفو : بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لانطلاقتها وتحت شعار (بالوحدة والمقاومة نفشل مشاريع التصفية) نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عصر أمس الثلاثاء مسيرات جماهيرية حاشدة في المحافظات الخمس شارك بها الآلاف من جماهير شعبنا تقدمهم قيادات وكادرات الجبهة الشعبية وممثلي القوى الوطنية والإسلامية وجمع غفير من مختلف الأجيال من الأطفال والنساء والرجال وكبار السن والمخاتير والأعيان والشخصيات الاعتبارية.
ورفعت في المسيرات أعلام فلسطين وراية الجبهة وأعلام بعض الدول العربية مثل الجزائر وسوريا وصور رموز وقادة وشهداء وأسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والشعارات المؤكدة على التمسك بالمقاومة وبضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، وتعزيز صمود المواطن، وإنهاء العقوبات المفروضة على القطاع، ومواجهة مشاريع التصفية وفي مقدمتها صفقة القرن.
وجابت المسيرات شوارع المحافظات الخمس الرئيسية تقدمها فرق الكشافة، على وقع الأغاني الوطنية والجبهاوية، وسط هتافات وطنية وحدوية تناولت قضايا سياسية ومطلبية، ففي محافظة شمال القطاع وبحضور مسئول فرع الجبهة انطلقت المسيرة من مدينة بيت حانون وجابت شوارعها الرئيسية، وألقى خلالها عضو اللجنة المركزية للجبهة ومسئول منظمات الشهيد غسان كنفاني شمال غزة الرفيق لؤي الزعانين الكلمة المركزية.
وفي محافظة غزة انطلقت المسيرة من مخيم الشاطئ – مفرق السوق، وجابت شوارع مدينة غزة الرئيسية، ألقى خلالها الرفيق محمد الغول عضو اللجنة المركزية ومسئول المحافظة الكلمة المركزية.
وفي المحافظة الوسطى انطلقت المسيرة من الشارع الرئيسي الفاصل بين البريج والنصيرات وجابت الشوارع الرئيسية للمحافظة الوسطى، حيث ألقى الرفيق أحمد خريس عضو اللجنة المركزية للجبهة الكلمة المركزية.
وفي محافظة خان يونس انطلقت المسيرة من عمارة جاسر وجابت شوارع المحافظة وتوقفت حتى آخر شارع جلال، حيث ألقى الرفيق علي الشنا مسئول المكتب الإعلامي في المحافظة كلمة الجبهة المركزية.
وفي محافظة رفح انطلقت المسيرة من دوار العودة جابت شوارع المحافظة، حيق ألقى عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الرفيق إياد عوض الله الكلمة المركزية.
وأكدت الجبهة في هذه المناسبة التزامها بالحقوق والثوابت وبنهج المقاومة بكافة أشكالها الشعبية والثورية، وأشادت بالملحمة البطولية الوحدوية التي يجسدها شعبنا في مسيرات العودة والتأكيد على استمرارها حتى تحقيق أهدافها.
واستحضرت الجبهة في كلمتها مسيرتها الكفاحية الطويلة التي تعمّدت بالبطولات والتضحيات، والتي قدّمت خلالها الجبهة آلاف الشهداء والقادة على طريق العودة والتحرير وفي مقدمتهم القائد المؤسس الدكتور جورج حبش والشهيد القائد أبوعلي مصطفى ووديع وغسان وجيفارا غزة واليماني وقائمة طويلة من الشهداء.
كما توجهت بالتحية إلى شهداء ثورتنا الفلسطينية، وإلى أسيراتنا وأسرانا في سجون الاحتلال وفي مقدمتهم قائدنا وملهمنا ومعلمنا الرفيق أحمد سعدات. كما وتوجهت بالتحية إلى جماهير شعبنا في الوطن والشتات.
وحيت الجبهة السواعد المقاتلة في المقاومة التي تصدت للعدوان عبر غرفة العمليات المشتركة، داعية إلى تطويرها لجبهة المقاومة الموحدة، كما أشادت بتصدي أبناء شعبنا في الضفة والقدس والمناطق المحتلة عام 1948 لممارسات الاحتلال، وأكدت أن عملية عوفرا البطولية مساء الأحد تأتي في سياق مقاومة الاحتلال المشروعة.
وأكدت الجبهة أن الوحدة الوطنية على أساس البرنامج الوطني الجامع الموحد المؤمن بالمقاومة هي أقصر الطرق وأقلها كلفة وأكثرها أمناً لحل كافة الأزمات الوطنية والحياتية والمعيشية في الساحة الفلسطينية.
واعتبرت الجبهة أن تنفيذ قرارات الإجماع الوطني في القاهرة 2011 ومخرجات اللجنة التحضيرية في بيروت 2017 هي الطريق لتحقيق المصالحة واستعادة الوحدة، انطلاقاً من الشراكة الوطنية، مؤكدة أن الانقسام وآثاره كشفت عورات النظام السياسي الفلسطيني ودفع تكاليفها شعبنا بكل أطيافه وألوانه السياسية والمجتمعية.
وأوضحت الجبهة بالوحدة شأن وطني لكل الفلسطينيين في الوطن والشتات ما يتطلب إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية ديمقراطية، وفقاً للتمثيل النسبي الكامل بما يحررها من سياسات التفرد والإقصاء واتفاقات أوسلو وملحقاتها الأمنية والاقتصادية ويمهد الطريق لمجلس وطني توحيدي يرسم الإستراتيجية الوطنية الموحدة القائمة على أسس وعقيدة مقاومة.
وأكدت الجبهة من موقع انحيازها الكامل إلى جماهير شعبنا وإلى حقوقه ومطالبه العادلة، على ضرورة مواجهة جماعات المصالح التي تستفيد من الانقسام وتتغذى على معاناة شعبنا وتساهم في سياسات الافقار طريقاً لتمكين المواطن من حقوقه الحياتية والمعيشية، والضامنة لحرياته السياسية والمدنية.
ودعت الجبهة السلطة إلى وقف كل الإجراءات العقابية المفروضة على القطاع وتدعوها لعدم توظيف لقمة العيش في الصراعات الداخلية، مؤكدة أنه آن الأوان أن نبعث الأمل إلى الفقراء والكادحين والعمال والمزارعين والخريجين والجرحى وأسر الشهداء والأسرى بتحقق العدالة الاجتماعية.
واعتبرت الجبهة أن مواجهة مخططات الاحتلال والمؤامرات التصفوية وعلى رأسها صفقة القرن وكل أشكال التطبيع والعلاقات مع الكيان الصهيوني يستدعي توحيد طاقات شعبنا في مختلف أماكن تواجده بميادين الفعل الكفاحي والسياسي والدبلوماسي، ويستدعي أيضاً استنهاض الحالة العربية الداعمة لشعبنا على كافة الصعد، وإيجاد مظلة دولية مساندة لنضال وحقوق شعبنا وشرعية مقاومة، والتي يمكن أن تلعب دور في ملاحقة وعزل الكيان وتعزيز حملات المقاطعة ضده على كافة المستويات، ومواجهة كل أشكال التحريض على شعبنا وحقه في مقاومة الاحتلال.
وفي ختام كلمتها، عاهدت الجبهة جماهير شعبنا بأنها ستبقى على الدوام متمسكة بالثوابت والحقوق والمقدسات، وفية لوصايا الشهداء ولعذابات الجرحى ولصمود الأسرى، مدافعة عن حقوق شعبنا وخصوصاً الطبقات الشعبية الكادحة وكل ضحايا الانقسام، وبالاستمرار في المقاومة حتى دحر الاحتلال عن كل شبر من أرضنا..
تجدر الإشارة، إلى أن الجبهة قد أحيت الجمعة الماضي في مخيمات العودة على امتداد القطاع ذكرى انطلاقتها من خلال يوم وطني حمل رسائل وحدوية، بمشاركة حاشدة من الرفيقات والرفاق.