يبدو أن تلوث الشواطئ الموريتانية قد لا يكون بفعل "زيوت مجهولة المصدر" كما يحلو للمصادر الرسمية حتى الآن تسميتها، وإنما هناك مؤشرات قوية على أنه قد يكون ناجما عن أطنان الوقود التي كانت تخزنها الباخرة الروسية العملاقة وسئية السمعة "أوليغ نيدونوف" التي اشتعلت فيها النيران قبل شهر وهي في ميناء لاس بالماس الأسباني، قبل أن تقرر السلطات الأسبانية سحبها خارج حدودها لحماية شواطئها وبيئتها البحرية ولو على حساب المياه الدولية والشواطئ الموريتانية.
فبحسب برقية لوكالة الأنباء لفرنسية بتاريخ 17 ابريل الماضي، فإن السلطات الأسبانية "خوفا من اتساع الحريق قامت بإبعاد الباخرة إلى أعالى البحر حيث غرقت والوقود مازال يتسرب منها في قاع البحر بعمق يصل إلى 2400 متر على بعد 24 كلم عن جزيرة لاس بالماس".
وبحسب نفس البرقية –واستنادا لوزارة التجهيز الأسبانية- فإن الرياح بدأت تبعد الوقود المتسرب –الذي توجد أكبر كتلة منه على بعد 60 كلم من الجزيرة- باتجاه الشواطئ الموريتانية.
وقد لاحظت مصالح الانقاذ البحري في عين المكان استمرار تسرب الوقود، وبالرغم من أنها مجهزة بالوسائل التي تسمح لها بجمع الوقود المتسرب من البحر، إلا أنها لم تقم بمهمتها بفعل "الرياح وقوة الأمواج"!
فهل يمكن أن يعتبر هذا التصرف الأسباني بريئا؟
يمكن الاطلاع على برقية الوكالة الفرنسية على الرابط:
وكانت منظمة اغرينبيس قد أعلنت غرق الباخرة الروسية وأعادت إلى الأذهان ماضيها السيئ في الاضرار بالبيئة البحرية بدول غرب إفريقيا بما فيها موريتانيا، في بيان يمكن الاطلاع عليه على الرابط: