اليوم انفو : قال الرئيس النيجيري محمد يوسفو إن وعود التمويل للقوة المشتركة للمجموعة لم تتجسد فعليا، معتبرا أن ذلك جعل من "الضروري أن نوسع تمويلاتنا ابتداء من سنة 2019 وعلى كل دولة أن تقدم مبلغ 13 مليار افرنك إفريقي سنويا من أجل مجهود الأمن الإقليمي".
واعتبر يوسفو في مقال له أن "هذا الاستثمار يتميز بكونه يأتي في ظرف اقتصادي واجتماعي نحن واعون تماما بصعوبته"، قائلا: "نحن نقدر الخراب الذي نتج عن البطالة المقنعة والظروف المناخية الصعبة كما ندرك جيدا أن الديناميكية الديمغرافية والتنقل تشكلان تحديات وفرص في نفس الوقت".
وأشار يوسفو إلى أن دول المنطقة ستنظم لقاء دوليا لتمويل التنمية في المنطقة من 40 مشروعا بقيمة ما يقارب 2 مليار يورو، وتمتد المرحلة الأولى من برنامج الاستثمارات ذات الأولوية على الفترة ما بين 2019 و 2021.
وأكد يوسفو أن الدول الأعضاء "13% من التمويلات التي تستهدف المحاور الإستراتيجية التالية: الحكم الرشيد (81 مليون يورو)، المرونة (200 مليون يورو)، الأمن (396 مليون يورو)، البنى التحتية (1 مليار يورو)".
وقال رئيس النيجر إن التدخلات "تستهدف أساسا تحسين ظروف حياة مواطنينا في منطقة الساحل حيثما كانوا بصورة ملموسة"، مؤكدا أنه "يجب العمل على توسيع النفاذ لهؤلاء لخدمات الدولة مع التركيز بصورة خاصة على توفير المياه فالوقت ثمين ولا يحتمل انتظار الوعود".
وشدد يوسفو أنه "على ضوء هذه الحصيلة قررت مجموعة الخمس البدء بسرعة بعمل له تأثير إيجابي تجسد في "برنامج التنمية الاستعجالي" الممول من طرف ألمانيا ويستهدف هذا المجهود ثلاثة مجالات تدخل: المياه وتسيير النزاعات والأمن الداخلي".
ولفت يوسفو إلى أن المناطق المعنية هي شمال بوركينا فاسو، والمنطقة الوسطى في مالي، ومنطقة الحوضين بموريتانيا، ومنطقة الشمال تيلابيري، وغربي تاهوا بالنيجر، ومنطقة كانم ببحيرة اتشاد، مردفا أن المجموعة تعمل "على أن يتوج تنفيذ هذه المبادرة بالنجاح الكامل"، معتبرا أن ذلك "يستدعي بالطبع التركيز على القدرات وأصحاب الخبرة في الساحل".
وأشار يوسفو إلى أنه "منذ تعرض مقر قيادتها في سافاري في 29 يونيو تواصل القوة المشتركة لمجموعة الخمس في الساحل خطواتها للأمام تحت المسؤولية المشتركة للجنرال حننا ولد سيدي (موريتانيا) ومساعده الجنرال عمار بيكيمو (اتشاد)".
وأكد يوسفو أن "هذه القوة التي تحظى بدعم قوي من طرف الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن الذي خصص جلسة في 12 نوفمبر الماضي للاستماع عنها، تعمل بفاعلية رغم التحديات التي تواجهها على المستوى اللوجستي وعلى مستوى التجهيزات والتمويل".
واعتبر يوسفو في المقال الذي نشره بمناسبة انعقاد "مؤتمر شركاء المجموعة لتمويل برنامج استثماراتها ذات الأولوية" في نواكشوط أنه "مهما يكن فالقوة المشتركة لمجموعة الخمس في الساحل نفذت تسع عمليات بالمناطق الغربية والوسط والشرقية بهدف طمأنة سكان هذه المناطق بحمايتهم من أنشطة المجموعات الإجرامية المسلحة إلا أنه بقي الكثير لتوسيع واستكمال خططها لحماية المدنيين وإقامة جو من الثقة بينها وبين السكان".
وأضاف يوسفو: "نحن واعون جيدا للأوضاع، ونكثف جهودنا من أجل تحقيق التفاهم والرفاه الدعامتان الأساسيتان لأي استقرار، فجزء كبير من الموارد التي نبحث عنها منا نحن وهي خلفيتنا الثقافية المشتركة"، قائلا: "فلنستفد من نظمنا وموروثنا الاجتماعي لتعميق اندماجنا الإقليمي الذي عليه تقوم وحدتنا. فلنعزز أكثر وأكثر هذه الوحدة لتعزيز قوتنا".
وختم يوسفو مقاله بقوله: "هذه هي قناعتنا وهذا ما سنقوم به هذا الأسبوع بتقدمنا نحو تطبيق توصية دورتنا الوزارية الأخيرة المنعقدة في 30 أكتوبر في نيامي، فالهدف هو إلغاء رسوم التنقل في فضاء مجموعة الخمس خلال سنة".