معركة غزة واستقالة ليبرمان… تقدير موقف

جمعة, 11/16/2018 - 09:06

د. سفيان ابو زايدة

في المعركة الاخيرة بين غزة الجريحة المحاصرة و اسرائيل النووية التي تملك افضل ما توصلت له التنكلوجيا الحربية  انتصرت غزة انتصارا ساحقا .

عزز هذا الانتصار استقالة وزير الجيش الاسرائيلي افيقدور ليبرمان بغض النظر عن الاسباب التي ادات الى استقالته سواء كان لها علاقة بالشأن الداخلي الاسرائيلي او نتيجة الخلاف بينه و بين نتنياهو على كيفية ادارة ملف التعاطي مع غزة.

منذ بداية هذه المعركة التي لم تستمر طويلا و التي بدأت بعد ان تم اكتشاف القوة الاسرائيلية الخاصة في خان يونس و التي انتهت بقتل قائد القوة و جرح ضابط آخر و استشهاد سبعة فلسطينيين من بينهم قائد القسام في شرق خان يونس نور بركة. خلاصة هذه المعركة و ما تبعها من قصف و قصف متبادل واستقالة ليبرمان يمكن تلخيصها بالتالي:

اولا : بات من الواضح ان القوة الاسرائيلية الخاصة التي تم اكتشافها في خان يونس و الاشتباك معها لم تأتي لتنفيذ عملية اغتيال او اختطاف بل دخلت على الارجح لتنفيذ مهمات خاصة اهم من ذلك بكثير. لكي يغتالوا احد ليسوا بحاجة لهذه المخاطرة حيث لديهم الطائرات بدون طيار التي تستطيع تنفيذ المهمة دون عناء او مخاطرة.

ثانيا: مع بدء القصف و القصف المضاد كان من الواضح ان كلا الطرفين كانا غير  معنيين للدخول في معركة شاملة مفتوحة . الفصائل الفلسطينية في تنسيق يثير الانتباه حددت مساحة النار بعشرين كم رغم ما تملكه من امكانيات تتعدى هذه المسافة بكثير.

واسرائيل حرصت في قصفها للمواقع و المنشآت الفلسطينية و التي كان اهمها قصف فضائية الاقصى، حرصت على اطلاق الصواريخ التحذيرية و التأكد من اخلاء المواقع المستهدفة من السكان . نتيجة كل هذا القصف هو استشهاد ستة فلسطينيين فقط.

ثالثا: القبة الحديدية كانت شبه مشلوله في هذه المعركة ، وقد يكون هذا احد الاسباب التي لم يجعل اسرائيل تتمادى في عدوانها، حيث اطلقت المقاومه خلال المعركة حوالي اربع مئة صاروخ و قذيفة ، تصدت القبة الحديدية الى مئة فقط، اي الى ٢٥٪  من مجمل هذه الصواريخ.

الامر الذي  ادى الى اصابات مباشرة في عسقلان و سديروت.

القصف الفلسطيني ادى الى دمار كبير في هذه المباني و التسبب في ستين اصابة ،من بينها اصابات بليغة.

على ما يبدوا ان تجاوز القبة من قبل صواريخ المقاومة كان ناتجا عن تكتيك معين اتبعته المقاومه ستحاول اسرائيل تجاوزه في المواجهات المقبلة.

رابعا: تعاني اسرائيل من تآكل في قوة الردع لديها. حاولت في هذه المعركة من تعزيز هذه القوة من خلال توسيع دائرة الاهداف لكن النتيجة كانت عكسية تماما . حيث خرجت اسرائيل من هذه المعركة مكسورة الهيبة و اكثر هشاشة في ظل تمكن المقاومة من الرد بقوة و فعالية على هذا القصف.

هذا يعني ان المعركة القادمة ان لم يحدث تطورات معاكسة لن تكون بعيدة ، لهذا و بعد توقف المعركة ابقت اسرائيل على قواتها في حالة استنفار على الحدود مع غزة.

خامسا: لقد بحثت اسرائيل كما في كل معركة عن صورة للنصر ، لكنها منحتها للفسطينيين حيث  ستبقى الصورة الراسخة في الاذهان هي استقالة وزير الجيش ليبرمان و التي فسره الفلسطينيون على انه ذروة هذا الانتصار في هذه المعركة حتى و ان كانت هذه الاستقالة ناتجة عن صراعات داخلية و اهداف انتخابية.

سادسا: الانطباع العام ان غزة بصمودها و عنادها و اصرارها تؤثر على مجريات الحياة في اسرائيل اكثر من كل العالم العربي، ان يجتمع الكابينت الاسرائيلي لمدة ستة ساعات متواصلة لمناقشة كيفية مواجهة الموقف في غزة فهذا شيئ كبير. ان تذهب اسرائيل الى انتخابات مبكرة بعد استقالة ليبرمان نتيجة الخلاف على كيفية التعامل مع غزة فهذا امر لا يحدث كل يوم.

سابعا: اذا ما تم تقديم موعد الانتخابات في اسرائيل خلال الايام القادمة

ستحاول اسرائيل تهدئة الجبهة في غزة و عدم التصعيد ، لكن نتنياهو سيواجه مشكله في الرأي العام بسبب استقالة ليبرمان . المظاهرات الاحتجاجية من سكان الجنوب في غلاف غزة لا تساعده في ذلك .

الفيديو

تابعونا على الفيس