ربى مسروجي
أخواتي الأسيرات في سجون الاحتلال،
بعد التحية والتقدير…
ندرك أن شمس الفورة لم تشرق على سمائكن منذ ما يزيد على خمسين يوما، هناك حيث تكبّل غطرسة الاحتلال جسد أربع وخمسين أسيرة منكن، وقد نذرتن أعماركن للخلود، وتعالت ارواحكن الحرة على القيد والسجان.
أخط لكنّ هذه الرسالة وبعضكن الآن في سجن ” هشارون ” الواقع على طريق مدينة الخضيرة للقادم من طولكرم، حيث البحر على مرمى وردة من حنينٍ وانتظار، والأخريات في سجن الدامون على سفح جبل الكرمل حيث تطل نافذة أحلامكنّ على ضحكة حيفا الصباحية.
ولأنكن لا تهنّ، ولا يكسر قيد الاحتلال عزمكن قررتن مقاطعة الفورة(ساعة الشمس) احتجاجا على إجراءات الاحتلال العقابية بحقكن، فلم تخرجن للساحات منذ ما يزيد على خمسين يوما، ولذا تبدو شمس هذا الصباح الخريفية شاحبة فوق التلال، بالكاد تشعل سراج النهار!
كيف لها التوهج دون أن تستمد دفئها من وجناتكن، وأنتن الشموس الساطعة من بين جدران الاعتقال!
خالدة جرّار، شاتيلا ابو عياد، ياسمين شعبان، استبرق التميمي، إسراء الجعابيص وغيركن من الأسيرات حارسات الحلم، أبيتن الانكسار تحت ثقل الظلم، وآثرتن إشعال اعماركن قناديلَ تنير درب الخلاص، فقضيتن اعماركن في الاعتقال ايمانا بصواب الطريق، واتجاه البوصلة، لقد آمنتن كما آمنت خمس عشرة ألف أسيرة فلسطينية في تاريخ الحركة الأسيرة بأن نهاراً قريبا سوف تكون فيه الشمس واضحة المعنى والإشراقة، تضحكُ حريّةً في عيونكن اللامعة على طول البلاد..
وأعني بالبلاد من غزّة حتى صفد ..