الحاج احمدو
أن يتم إجراء انتخابات بلدية فهذا أمر ألفه الموريتانيون منذ العام 1987، وأن تتم جولة الإعادة بين حزبين متنافسين فأمر عادي، وأن يلجأ حسب القضاء الانتخابي إلى شوط ثالث رغم حداثة هذا الأمر على الموريتانيين فأمر قد يبدو مقبولا.
لكن أن يكون الهدف المعلن من طرف الجهات الرسمية هو تغيير النتائج وتحريف إرادة الناخبين الذين عبروا عنها في الشوطين الأول والثاني فهذا أمر قد يكون مدعاة للغرابة والاستهجان في بلد يتحدث قادته عن الممارسة الديمقراطية واحترام إرادة الناخبين.
ومهما يكن من أمر هذا الشد والجذب بين الأطراف السياسية فقد فاز تحالف المعارضة بقيادة (تواصل)، في الانتخابات التي جرت أمس السبت 27 أكتوبر 2018 وبلغت نسبة المشاركة فيها 45ر58 %إذ حصل على 11855 من الأصوات المعبر عنها (23887) أي نسبة 63ر49% وبذلك تحصل على 11 مستشارا.
في حين حصل غريمه السياسي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية على 11180 أي نسبة 80ر46% وبذلك تحصل على 10 مستشارين.
ولعل من بين الدروس المستفادة من هذا الحدث الانتخابي:
1ـ أن وزراء النظام غير جديرين بالثقة التي منحهم رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز.
2ـ أن لا وزن للتجار عند المواطن الضعيف الذين لم يرقبوا فيه إلا ولا ذمة.
3ـ أن تهديد المسؤولين للمواطن أضحى مدعاة للسخرية والتندر.
4ـ أن النظام دخل معركة الدعاية في عرفات على أساس معلومات مغلوطة روج لها البعض مفادها أن سكان المقاطعة على وشك التخلي عن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية.
5ـ أن المعارضة إذا اتحدت قادرة على صنع التغيير.
6ـ أن إرادة المواطن لم تعد قابلة للمماكسة.
7ـ أن الشعب قال كلمته رغم التهديد ولسان حاله يردد مع سحرة فرعون الذين آمنوا بنبي الله موسى عليه السلام (فاقض ما أنت قاض) .
ولله الأمر من قبل ومن بعد