د. فضل الصباحي
قضية الصحفي جمال خاشقجي رحمه الله حركت الضمير العالمي وتسببت بحرج كبيــــــر للسعودية أمام حكومات العالم وكذلك الرأي العام العالمي، وغير معروف إلى أين ستصل تداعياتها.. تضامن العالم مع المغدور به وهو يشاهده يدخل قنصلية بلاده متهدج مثقل الخطوات وكأن السماء ستسقط على رأسه ونظرات خطيبته تلاحقه وروحها تكاد تخرج من جسدها وضربات قلبها تتسارع ودموعها تحتبس في عينيها التي لم تكتمل فرحتها بالزواج من الرجل الذي أحبته واختارته ليشاركها الحياة لا أن تشاركه الموت.
كان جمال يتمني أن يكون مبنى القنصلية الذي يعتبر قطعة من وطنه أن يشعره بالأمن والحماية ويدخل من باب السفارة مرفوع الرأس وعيناه تنظران إلى علم وطنه يرفرف عالياً ولكنه مع الأسف لم يشعر بتلك المشاعر الوطنية السامية ودخل من باب القنصلية وهو يَقُول الخروج يحتاج إلى معجزة إلهية، وأنه إذا تمكن من الخروج فإنه سوف يولد من جديد أختلطت مشاعره مع تلك الخطوات الأخيرة في بوابة القنصلية، وغشيت عيناه سحابة من المشاعر والذكريات ولم يجد نفسه إلى أمام قطيع من الذئاب تحيط به من كل جانب ورائحة الدماء تنبعث من أفواههم. ذكرنا ذلك المشهد ما قاله الشاعر العربي:
عوى الذئب فاستأنستُ بالذئب إذ عوى وصوَّت إنسان فكدتُ أطيرُ
وربما الوصف المطابق لذلك القطيع ما قاله: إيمل سيوران
حين يُشْبِع الطغاة شراستهم يتحوّلون إلى رجال طيّبين، وكان يمكن أن تعود الأمور إلى نصابها لولا غيرةُ العبيد، ورغبتهم في إشباع شراستهم هم أيضاً.. إن طموح الخروف إلى أن يتقمّص دور الذئب هو باعث أغلب الأحداث.. كلّ من ليس له نابٌ يحلم به.. ويريد أن يفترس هو أيضاً.
الخلاصة:
قضية خاشقجي : يتم التلاعب بها، والإستفادة منها من أجل المصالح والصفقات بين أمريكا وتركيا هكذا هي السياسة الأمريكية الرأسمالية القائمة على إستغلال كل شي حتى الجريمة ؟
السعودية أمام أصعب اللحظات الأكثر “خطورة في تاريخها” حكماء البيت السعودي يملكون من الحكمة، والشجاعة ما يجعلهم يواجهون هذا الموقف الصعب وأول قرار يمكن أن يخفف من تبعات ما يحاك ضد المملكة هو إتخاذ قرار وقف “حرب اليمن” هذا القرار سوف يحل 60% من مشاكل المملكة أمام المؤامرة الكبيرة التي تحاك ضدها وموضوع ترتيب البيت السعودي يعتبر شأن داخلي سعودي بحت يجب التعامل معه من قبل صناع القرار في المملكة بما تقتضيه المصلحة العامة للدولة السعودية بعيداً عن المؤثرات الداخلية والخارجية وبما أن الأمريكان والأتراك يلعبون في الميدان السياسي وفق مصالحهم فيجب مواجهتهم بنفس الطريقة بعيداً عن التصريحات الإنفعالية التي تصدر عن بعض المسؤولين السعوديين الذين تساهم تصريحاتهم في إغراق المملكة أكثر في الأخطاء، وحتى تستعيد المملكة ثقة المجتمع الدولي لا بد من تقديم منفذي الجريمة للمحاكمة العلنية ومعهم العسيري والقحطاني وكل من تورط في تشوية صورة المملكة بهذه الجريمة التي يصعب وصف بشاعتها …