اليوم انفو : الشغل الشاغل للجزائري هذه الأيام هو “كبش العيد”، الذي يبدو أنه تحول إلى حلم صعب “المنال” في ظل ارتفاع أسعاره، وتزامنه هذا العام مع العطلة الصيفية وتحضيرات الدخول المدرسي.
ولطالما كانت أغلب الأسر الجزائرية، تحرص على اقتناء “أضحية” العيد ولو بتكليف نفسها ما لا طاقة لها به على المستوى المادي كاللجوء إلى التدين، أو شراءه بـ “التقسيط” باعتباره “سنة” دينية منذ عهد سيدنا إبراهيم، كما أنه تحول بمرور الوقت إلى “عادة” اجتماعية يخجل الكثيرون من عدم إحيائها، إلا أن الكثير منها وبالنظر إلى المؤشرات الراهنة ستضطر إلى التخلي عنه بالنظر إلى غلاءه الفاحش.
ورغم أن الدعوة لمقاطعة شعيرة من شعائر الله غير جائزة، إلا أن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، روجوا لحملة تحمل وسم “خليه يبعبع” تعبيرا منهم عن رفضهم للارتفاع القياسي في الأسعار، وقال أحد النشطاء “يجب على الجزائريون مقاطعة عيد الأضحى لهذا العام لأنه بات ابتزاز للمسلمين الجزائريين إلى درجة أن سعر الكبش يفوق سعر الأجر القاعدي للجزائري بـ 3 مرات على الأقل وهو لا يعرف الحدود، إذ بلغ سعر الكبش المتوسط بين 4.5 مليون لدى الموال نفسه و5.5 مليون لدى المضارب”، وقال آخرون “مقاطعون من أجل ثمن مناسب، للفقراء أيضا حق في العيد”.
ففي وقت تسعى الحكومة الجزائرية بقوة لفرض استقرار في سوق المواشي وعدم رفع الأسعار، تعالت أصوات الجزائريين للتصدي لجشع المضاربين الذي ينتظرون هذا الموسم على أحر من الجمر لتحقيق أرباح طائلة “غير مشروعة”.
وتتراوح أسعار الأضاحي بين 20 و40 ألف دينار جزائري أي ما يعادل 200 و300 دولار للخروف، فيما تتراوح أسعار الأضاحي التي تبلغ سنتين بين 30 و42 ألف دينار مقابل 50 إلى 60 آلاف دينار بالنسبة للأضاحي التي تجاوزت ثلاثة سنوات.
ومن المرتقب وحسب الأرقام التي كشف عنها مختصون في قطاع الفلاحة، فمن المرتقب أن يرتفع معروض الأغنام إلى قرابة 22 مليون رأس مقابل 20 مليون السنة الماضية.
وأرجع رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك وإرشاده، مصطفى زبدي، أسباب هذا الغلاء الفاحش، إلى غياب التنظيم وانتشار نقاط بيع غير قانونية، وكشف زبدي، في تصريح لـ “رأي اليوم” أن الكبش الذي كان يبلغ سعره حوالي 40 ألف دينار جزائري العام الماضي وصل سعره حوالي 70 ألف دينار جزائري في السوق حاليا، وقال إنهم يسعون جاهدين لضبط الأسعار في الأسواق.
وفي مؤتمر صحفي، أرجع المكلف بالإعلام على مستوى المكتب الوطني لفيدرالية مربي المواشي، بوزيد سالمي، أسباب ارتفاع أسعار الأضاحي، غياب وصاية وزارة الفلاحة على نقاط البيع وعدم توفير الظروف الملائمة لإدخال الموالين للمواشي، فيها توفير الامن لحماية مال هؤلاء المربين الذين تعبوا طول السنة في تربية مواشيهم التي لا تقل تكلف تربية الرأس منها عن 24ألف دينار، دون احتساب الظروف الصعبة التي يعانيها المربون في تربية مواشيهم، ليأتي المضاربين في الأخير ويأخذ اضعاف الربح، بل ويؤثر على وتيرة البيع والشراء بسبب تسببه في رفع الأسعار.