اليوم انفو : اسمها فاطمة البحرية مواطنة مغربية عادية من جنوب البلاد خاطبت الملك محمد السادس بكل صراحة بأن خطابه بمناسبة عيد الجلوس يوم 29 تموز (يوليو) لم يأت بجديد بل يكرس الأزمة، واحدة من أصوات مغاربة كثر أعربوا للملك المغربي عن عدم اتفاقهم مع مضمون خطابه.
تبدأ فاطمة البحرية، إمرأة تجاوزت عقدها السادس، وهي من مدينة طان طان على أبواب الصحراء، شريط الفيديو الذي نشرته في “يوتيوب” قائلة “الخطاب الملكي لم يأتي بالجديد، الخطاب الملكي لا يرضي النفوس ولا يمتص غضب الشعب، كما كنا ما زلنا، وسنبقى كما نحن”، وتتحدث على تحول المغرب الى ما يشبه المعتقل.
عاتبت الملك على عدم إصداره العفو على معتقلي حراك الريف المحكومين بمئات من السنين من السجن وانتقدته على تكرار مضمون الخطابات دون تقديم اقتراحات جديدة في حين الوضع يزداد سوء، وعاتبته على التشكيك في جزء من المغاربة بتهديد العرش، وطالبته بالوضوح.
وبلغة تجمع بين العربية الفصحى والعامية المغربية رسمت فاطمة البحرية صورة قاتمة عن الأوضاع في المغرب وحمّلت جزء منها الى الملك محمد السادس، شريط الفيديو تجاوز في يوم واحد 150 ألف مشاهدة في موقع واحد، وتناولته مواقع أخرى سجلت عشرات الآلاف من المشاهدات.
فاطمة البحرية واحدة من الكثير من المغاربة الذين رفعوا صوتهم مخاطبين الملك معربين عن عدم اتفاقهم مع مضمون خطاب عيد الجلوس، طالبين منه تغيير رؤيته الى الواقع، مؤكدين أن لا أحد يهدد العرش بل الفساد الذي ينخر الدولة هو الخطر المحذق.
ويوجد مغاربة في الخارج، منهم من يتبنى الجمهورية، ينتقدون الملك وينشرون أشرطة في “يوتيوب” تتجاوز النصف مليون بل والمليون أحيانا بسبب مضمونها الحاد، لكن هذه المرة الأمر مختلف، لم يسبق من قبل تسجيل ظاهرة تراوحت بين التحفظ والرفض لمضمون خطاب الملك وصادرة عن مواطنين عاديين مثل فاطمة البحرية.
وفي آلاف التعليقات في الفيسبوك، شبكة التواصل الاجتماعي المفضلة لدى المغاربة، تحفظ المغاربة على اتهام الملك محمد السادس للنشطاء بالعدميين بائعي الوهم، وكتبوا أنه يكرر خطأ والده الملك الراحل الحسن الثاني عندما وصف انتفاضة اجتماعية “ثورة الخبز” سنة 1984 سكان شمال المملكة المغربية بالأوباش.
وفي سابقة أخرى كشفتها الجريدة الالكترونية “لكم 2″، أقدمت القناة الأولى على منع التعليق وإبداء الاعجاب من عدمه على خطاب الملك ممد السادس بعدما وضعته في موقع “يوتيوب” لأن الرافضين أكثر من المعجبين والتعاليق كانت قاسية.
وكتب آخرون أن الملك وحاشيته من المتعاونين في البلاط ملزمين بالأخذ بعين الاعتبار هذه الملاحظات والانتقادات والعتاب لأن الأوضاع الاجتماعية مزرية تتطلب حلولا منصفة بعيدة عن تكرار صيغ الماضي.