شرفاء الأمة شرفاء بني معروف… تعالوا نستذكر وصية سلطان باشا الاطرش!؟

ثلاثاء, 07/31/2018 - 14:34

هشام الهبيشان
تزامناً مع ما تعرض له اخوتنا بني معروف بهذه المرحلة ،وخصوصاً بعد المجزرة الجبانة الغادرة الإرهابية التي إرتكبتها عصابات داعش الإرهابية بحق ابناء محافظة السويداء ،هنا علينا ان نذكر حقيقة أن ماجرى بالسويداء ، ما هو الا لموقف كرامة وعزة اتخذه شرفاء بني معروف ،بالوقوف إلى جانب وطنهم ووحدته الجغرافية والديمغرافية ،فهم بمعظمهم لم ينجروا كما انجر غيرهم ، نحو الانخراط بمشروع تخريب وتدمير سورية ، لا بل وعلى العكس ،فهم قد شكلوا انموذجاً مثالياً يحتذى به في التفاني بالدفاع عن الوطن ،كيف لا وهم احفاد سلطان باشا الأطرش ،علم أعلام الوطن العربي الكبير ، عميــد الثوار العرب ، والذي تفانى في سبيل رفعة الوطن السوري والأمة ككل ،وقد عاش نزيهاً ، عفيفاً ، متواضعاً ، وهنا يتحتم علينا أن نذكر بهذه المرحلة وصيـــة الباشا سلطان ،وكانت وصيته الأخيرة ، التي أعلنهــا قبل وفاتـــه ،الوصيــة السياسية التي يوصي بها باستمرار النضال ، وهي وصية بحجم وطن وأمة وتختصـــر حياة هـذا الرجل ، عبــر ثمانين عاماً من الجهــاد والعمل إذ قال :
“وصية الزعيم سلطان باشا الأطرش”
“بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني وأبنائي العرب…
عزمتُ وأنا في أيامي الأخيرة، أنتظر الموت الحق، أن أخاطبكم مودّعاً وموصياً. لقد أولتني هذه الأمة قيادة الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي الغاشم، فنهضت بأمانة القيادة وطلبتُ الشهادة وأديتُ الأمانة. انطلقت الثورة من الجبل الأشمّ جبل العرب لتشمل وتعمّ، وكان شعارها: “الدين لله والوطن للجميع″، وأعتقد أنها حققت لكم عزة وفخاراً وللاستعمار ذلاً وانكساراً.
وصيتي لكم، إخوتي وأبنائي العرب هي أن أمامكم طريقاً طويلة ومشقة شديدة تحتاج إلى جهاد وجهاد: جهاد مع النفس وجهاد مع العدو. فاصبروا صبر الأحرار ولتكن وحدتكم الوطنية وقوة إيمانكم وتراصّ صفوفكم هي سبيلكم لردّ كيد الأعداء وطرد الغاصبين وتحرير الأرض. واعلموا أن الحفاظ على الاستقلال أمانة في أعناقكم بعد أن مات من أجله العديد من الشهداء وسالت للوصول إليه الكثير من الدماء. واعلموا أن وحدة العرب هي المنعة والقوة وأنها حلم الأجيال وطريق الخلاص. واعلموا أن ما أُخِذَ بالسيف، بالسيف يُؤخَذ، وأن الإيمان أقوى من كل سلاح، وأن كأس الحنظل في العز أشهى من ماء الحياة مع الذل وأن الإيمان يُشحَن بالصبر ويُحفَظ بالعدل ويُعَزّز باليقين ويُقوّى بالجهاد. عودوا إلى تاريخكم الحافل بالبطولات، الزاخر بالأمجاد لأني لم أرَ أقوى تأثيراً في النفوس من قراءة التاريخ لتنبيه الشعور وإيقاظ الهمم لاستنهاض الشعوب فتظفر بحريتها وتحقق وحدتها وترفع أعلام النصر. واعلموا أن التقوى لله والحب للأرض وأن الحق منتصر وأن الشرف بالحفاظ على الخلق، وأن الاعتزاز بالحرية والفخر بالكرامة وأن النهوض بالعلم والعمل، وأن الأمن بالعدل وأن بالتعاون قوة.
الحمد لله ثم الحمد لله. لقد أعطاني عمراً قضيته جهاداً وأمضيته زهداً، ثبتني وهداني وأعانني بإخواني، أسأله المغفرة وبه المستعان وهو حسبي ونعم الوكيل.أما ما خلّفتُه من رزق ومال فهو جهد فلاح متواضع تحكمه قواعد الشريعة السمحاء.
سلطان الأطرش”
*كاتب وناشط سياسي – الأردن

الفيديو

تابعونا على الفيس