هجمات السويداء.. صفحات الموت برواية "داعش"

أربعاء, 07/25/2018 - 16:36

اليوم انفو : بعد أسابيع من استعادة النظام السوري -بدعم قوي من حلفائه الروس والإيرانيين- الجزء الأكبر من محافظة درعامهد الثورة السورية ومنطلقها الأول جاءت هجمات السويداء الدامية لتعيد المشهد إلى نقطة أخرى وتساهم من جديد في خلط الأوراق السورية المبعثرة منذ أكثر من سبع سنوات.

وأدت هجمات اليوم إلى مصرع أكثر من 150 شخصا على الأقل في مدينة السويداء جنوب شرق دمشق، في حين قتل 11 مدنيا في هجوم مسلح بريف السويداء الشرقي.
 
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بأن "ثلاثة تفجيرات بأحزمة ناسفة استهدفت مدينة السويداء وحدها، بينما وقعت التفجيرات الأخرى في قرى بريفها الشمالي الشرقي".

وجاءت هذه الهجمات في وقت بات فيه الجيش السوري قريبا من استعادة كامل جنوب سوريا الذي يشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، بعد سيطرته على أكثر من 90% من درعا والقنيطرة عبر عمليات عسكرية واتفاقات تسوية مع الفصائل المعارضة.

محافظة الدروز الهادئة
رغم اتصالها بمحافظة درعا مهد الثورة السورية وقربها من دمشق ظلت السويداء بعيدة عن زخم الثورة وعنفوانها وحافظت بشكل عام على ولاء "محدود" للنظام ومؤسساته، لكنه ولاء لم يستطع منع جزءا من أبناء المحافظة من الانخراط في الثورة والنضال ضد النظام وقواته.

وينتمي معظم سكان المحافظة لطائفة الموحدين الدروز، ولعل ذلك أحد أهم أسباب سكون المحافظة وبقائها في المجمل تحت سيطرة النظام خلال السنوات السبع الماضية رغم خسارته نحو ثلثي مناطق سوريا وسيطرة قوى وجماعات مسلحة متباينة المشارب والتوجهات عليها.
 
ولاء مهزوز
ويرجع العديد من المراقبين ولاء الدروز للنظام إلى عدة أسباب، منها العلاقة الوثيقة التي ربطتهم منذ عقود بالنظام الحاكم باعتباره في الأصل تحالف أقليات (علوية، درزية، إسماعيلية) رغم تخلي النظام لاحقا عنهم، واقتحامه وحصاره لاحقا محافظة السويداء بداية حكم بشار الأسد (عام 2000) على خلفية مقتل أحد الطلاب بنيران البدو.

كما أن خوف كثير من الدروز من وضعهم كأقلية في مشهد ما بعد الأسد جعلهم حذرين في التعاطي إيجابيا مع الثورة رغم بروز قادة دروز ناهضوا النظام بقوة وسعت لتثوير الطائفة ومناطقها ضده، ومن أبرز هؤلاء الشيخ وحيد البلعوس الذي قتل في انفجار بسيارة مفخخة في الرابع من سبتمبر/أيلول 2015 بضواحي السويداء، واتهم النظام بقتله.
 
وساهم تورط بعض الجماعات المسلحة -وتحديدا جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في قتل العديد من أفراد الطائفة -في تعمق تلك المخاوف، ودفع جزءا معتبرا من سكان المحافظة إما نحو الولاء للنظام أو البقاء في موقف الحياد خلافا للعديد من المحافظات التي انتفضت منذ الأيام الأولى للثورة.

الفيديو

تابعونا على الفيس