في الأخلاق ؟؟؟؟؟؟؟ الدكتور أحمدو عبد الدائم

أحد, 05/10/2015 - 23:44

لا مراء في أن صلاح الدنيا وفلاح الآخرة متعلقان بالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الرحمة المهداة للعالمين... و الخير كل الخير فى الاقتداء به ... سواء تعلق الأمر بالحكام أو المحكومين.

من أجل ذلك شهد الأنام بفضله صلي الله عليه وسلم ، حتى العدى... والفضل ... و الحق ما شهدت به الأعداء.

 

لقد نظر المنصفون من علماء الغرب ومفكريه إلى الرسول- صلى الله عليه، وسلم- نظرة إجلال وإكبار، بل نظرة احتفاء، فها هو المستشرق الإنجليزي برنارد شو يقول: «إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل كمحمد صلي الله عليه وسلم ، فلو تولى أمر العالم اليوم، لوفق فى حل مشكلاتنا بما يُؤمّنه من سلام، وسعادة يرنو البشر إليها».

 

أما العالم الأمريكي مايكل هارت، صاحب كتاب «العظماء مائة»، لم يجد غير سيدنا محمد صلى الله عليه، وسلم-  ليكون على رأس القائمة، ولم تكن أقوال هؤلاء المستشرقين وغيرهم مجرد تعبير عن آرائهم فى الإسلام ورسوله، بل جاءت بعد دراسة متأنية للتاريخ الإسلامي، وجاءت شهادتهم لتشهد لنبينا الكريم- صلى الله عليه، وسلم- بعبقريته وعظمته...

 

يقول المولى- عز، وجل- فى كتابه العزيز: «لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلِيهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَة َوَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِى ضَلَالٍ مُبِينٍ».

 

فليس لنا غير رسول الله نتبعه، ونتخذه أسوة حسنة، هذا النبى القائد الذى أرسله الله- تعالى- رحمة للعالمين، وإذا افترضنا أن النبى- صلى الله عليه، وسلم- موجود بيننا اليوم، ورأى أحوال البلاد والعباد، فإنه سيحزن حزناً شديداً لما وصلت له أخلاقنا اليوم... قادة ومقودين ...

 

 فالإسلام شريعة وعقيدة وأخلاق.. فالعقيدة والشريعة تصبان فى وعاء الأخلاق، والأخلاق هى الركيزة الأساسية التى يصلح بصلاحها كل شىء، وتقوم عليها نهضة الأمم، أما إذا فسدت الأخلاق... فقد  ضاعت الأمم وكما قال الشاعر أحمد شوقى:

 

 إذا أصيب القوم فى أخلاقهم... فأقم عليهم مأتما وعويلا

 

ومَنْ خيرٌ من رسول الله صلي الله عليه وسلم   نقتدى به فى حسن الخلق، يقول تعالي مخاطبا الرسول :  وإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ... و بمن غيره نقتدى  فى الإيمان بالله؟!

 

 فالإنسان إذا أراد تمثل  أخلاق خير البرية وانتهاج مسالكه... يلزمه الإيمان والعمل الصالح... لقوله- عز، وجل-: «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ».

 

 والإيمان قول باللسان وتصديق بالجنان ، وعمل بالجوارح ... والإنسان إذا ذاق حلاوة الإيمان، فلن يضع الدنيا بقلبه... إذ الدنيا مهما طالت قصيرة ... قصيرة... ومهما عظمت... حقيرة...حقيرة ... والليل مهما طال، فلا بد من بزوغ الفجر ... والعمر مهما طال ... لا بد من ملاقاة العزيز الجبار...