التزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصمت الاثنين بشأن موعد الكشف عن خطته للسلام توصلا إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، مؤكدا احراز “تقدم” في المنطقة.
وكان صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر قام الاسبوع الماضي بجولة في المنطقة مع المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جيسون غرينبلات.
ولدى سؤاله بمناسبة لقائه في المكتب البيضوي ملك الأردن عبد الله الثاني عن موعد الإعلان عن خطته، تهرب ترامب من الإجابة.
وقال “استطيع القول فقط إن جلالته يعرف أننا نقوم بعمل جيد في الشرق الأوسط. تم احراز الكثير من التقدم في الشرق الاوسط”.
واضاف “بدأ ذلك فعلا مع نهاية الاتفاق النووي الايراني المروّع” في ايار/ مايو.
وتابع ترامب ان “هذا الاتفاق كان كارثة (…) الامور مختلفة للغاية منذ ان انهيناه”.
ومن جهته قال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، إن حل الدولتين هو السبيل لإنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وهو ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
جاء ذلك خلال لقائه الرئيس الأمريكي، ضمن زيارة رسمية لواشنطن بدأها العاهل الأردني، الخميس الماضي، ولم يُعلن عن مدتها.
ودعا الملك إلى “تكثيف الجهود لإعادة تحريك عملية السلام، عبر إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وصولًا إلى تحقيق السلام العادل والدائم”، وفق الوكالة الأردنية الرسمية للأنباء.
ونوه بـ”الدور الأمريكي المهم بهذا الخصوص”.
وترفض إسرائيل القبول بحدود ما قبل حرب يونيو/ حزيران 1967 أساسًا لحل الدولتين ووقف الاستيطان، وهو ما أدى إلى توقف المفاوضات منذ أبريل/ نيسان 2014.
كما تطرق الملك عبد الله وترامب إلى الأوضاع في المنطقة، بما فيها تطورات الأزمة السورية، إضافة إلى الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب.
وتقترب واشنطن من إعلان تفاصيل خطة لتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، تُعرف إعلاميًا بـ”صفقة القرن”.
ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات “مجحفة”، بينها وضع مدينة القدس الشرقية، تمهيدًا لقيام تحالف إقليمي تشارك فيه دول عربية وإسرائيل، في مواجهة الرافضين للسياسات الأمريكية والإسرائيلية.
وأضاف ترامب: “أحرزنا الكثير من التقدم في منطقة الشرق الأوسط، والبداية كانت بوضع نهاية للاتفاق النووي مع إيران”.
وانسحبت واشنطن، في مايو/ أيار الماضي، من اتفاق متعدد الأطراف بشأن البرنامج النووي الإيراني، جرى توقيعه عام 2015.
واعتبر أن هذا الاتفاق “كان مروعًا وأسفر عن كوارث”.
وأشاد ترامب بالعلاقات الجيدة بين بلاده والأردن وارتكازها على “الأسس الإنسانية”، بحسب الوكالة الأردنية.
وفي مقابلة مع صحيفة “القدس” الفلسطينية نشرت الاحد، أعاد كوشنير التأكيد على استعداد الولايات المتحدة لاعادة إطلاق عملية السلام، مشككا في الوقت نفسه برغبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في التوصل الى اتفاق.
وقال كوشنير “يقول الرئيس عباس إنه ملتزم بالسلام وليس لدي أي سبب لعدم تصديقه (…) ومع ذلك، فإنني أشكك في مدى قدرة الرئيس عباس، أو رغبته، في ان يميل إلى إنهاء الصفقة”.
وأضاف “لديه نقاط الحوار التي لم تتغير خلال السنوات الـ25 الماضية. لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام في ذلك الوقت. ومن أجل الوصول الى صفقة، على كلا الجانبين أن يتحركا وأن يلتقيا في نقطة ما بين مواقفهما المعلنة. لست متأكداً من قدرة الرئيس عباس على القيام بذلك”.
ولم يلتق كوشنير وغرينبلات خلال جولتهما بالمسؤولين الفلسطينيين الذين جمّدوا جميع الاتصالات مع المسؤولين الأميركيين عقب اعتراف إدارة ترامب في كانون الأول/ ديسمبر بالقدس عاصمة لاسرائيل.