اليوم انفو : تتحاشى الأحزاب المحسوبة على التيار الديمقراطي في الجزائر، الكشف عن موقفها بخصوص رئاسيات 2019، سواء بالمشاركة أو المقاطعة أو دعم مرشح تتوافق معه، ولا تبدو مكترثة بالموعد الانتخابي المرتقب، وتتمثل أحزاب التيار الديمقراطي في البلاد في كل من جبهة القوى الاشتراكية أقدم حزب معارض والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطي، ويتجذر هذين الحزبين كثيرا في منطقة القبائل، يضاف إليهما الأحزاب اليسارية التقليدية.
وبالعودة للحديث عن المسار الانتخابي لهته الأحزاب، يمكن القول إن تجربة الترشح للانتخابات الرئاسية لهذا التيار كانت ضئيلة للغاية إذا ما استثنيا زعيمة حزب العمال اليساري، لويزة حنون، فقد خاض زعيم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، سباق الرئاسيات مرتين الأولى ترشحه لانتخابات الرئاسة عام 1995، حينها حقق نتائج يمكن القول عنها أنها إيجابية حيث جاء في المرتبة الثالثة بعد مرشح السلطة اليامين زروال ومرشح التيار الإسلامي أنذاك محفوظ نحناح، ليقرر بعدها المشاركة في رئاسيات 2004، واحتل حينها المرتبة الرابعة بعد مرشح السلطة عبد العزيز بوتفليقة وعلى بن فليس وعبد الله جاب الله ليغيب بعدها عن المواعيد اللاحقة كانتخابات الرئاسة التي نظمت عام 2009 و 2014.
الوضع ذاته ينطبق على جبهة القوى الاشتراكية، حزب يساري يوصف بأنه أقدم حزب معارض في البلاد، تأسس عام 1963، وتزعمه عند تأسيسه الزعيم التاريخي الراحل حسين آيت احمد لكنه استقال منه في مايو / آيار 2013، يتمتع الحزب بشعبية لا بأس بها في منطقة القبائل، خاض زعيمها غمار رئاسيات 1999، قبل أن يعلن انسحابه من السباق رفقة 5 مرشحين آخرين، عشية انطلاق الحملة الانتخابية.
أما زعيمة حزب العمال الاشتراكي الذي تأسس عام 1990 بعد فتح مجال التعددية السياسية الذي جاء به دستور 1989، يتبنى الأفكار التروتسكية، لويزة حنون، فقد سجلت حضورها الدائم في المواعيد الانتخابية الماضية، فقد حاولت الترشح لرئاسيات ابريل / نسيان 1999، إلا أنها لم تحصل سوى على الـ 75 ألف توقيع التي ينص عليها قانون الانتخابات حتى يتسنى لها المشاركة، ثم تقدمت لرئاسيات أبريل/ نيسان 2004 وحصلت على 1% من أصوات الناخبين، وترشحت للمرة الثالثة لرئاسيات ابريل/نيسان 2009 وحلت في المرتبة الثانية من ضمن ستة مرشحين بحصولها على 4.22 % من أصوات الناخبين وبعدها ترشحت عام 2015.
وبالعودة للحديث عن مواقف هذه الأحزاب، صرح قادة كل من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وجبهة القوى الاشتراكية بمنطقة القبائل، بأن القضية غير مطروحة للنقاش في الظرف الراهن، ومن المرجح وحسب المعطيات الراهنة أنهم سيقاطعون الاستحقاق الانتخابي القادم، فقد أعلنت جبهة القوى الاشتراكية في وقت سابق، أنها غير معنية بأجندة 2019، في تلميح منها إلى عدم اهتمامها بالانتخابات الرئاسية القادمة.
صرح عضو الهيئة الرئاسية لحزب جبهة القوى الاشتراكية علي العسكري، أبريل / نيسان الماضي أن هذا الاستحقاق الانتخابي غير وارد حاليا في أجندة ” الحزب “، وعليه فإنه من السابق لأوانه أن نطلعكم على موقفنا إزاء هذه الانتخابات غير الواردة حاليا في أجندتنا “.
ويقول في الموضوع الإعلامي الجزائري، احسن خلاص، في تصريح لـ ” رأي اليوم ” إنه لأحد من قادة هذا التيار أعلنوا بوضوح عن موقفهم سواء بالمشاركة أو بالمقاطعة، ويرى المتحدث أن هذا الموعد لا يزال يشكل ” لا حدث”، فالتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي يعرف اختصار بـ ” الأرسيدي ” لا يزال يترقب تطورات الوضع لاسيما موقف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من الترشح للعهدة الجديدة، فيما لا تزال جبهة القوى الاشتراكية تبحث عن دخل مناسب لتجسيد مقترح ” الإجماع الوطني “، ولحذ الساعة لم تخض إطلاقا في موعد الانتخابات الرئاسية بأية مشاورات مع أطراف سياسية، الوضع ذاته ينطبق على الأمينة العام لحزب العمال المعارض، لويزة حنون، فلم تكشف بعد عن موقفها النهائي من الانتخابات الرئاسية التي ستنظم ربيع 2019، فهي اليوم منشغلة بمبادرتها المتعلقة بحل البرلمان الجزائري وانتخاب مجلس تأسيسي، ويمكن القول أن الجميع في الساحة السياسية ينتظرون خروج الرئيس الجزائري عن صمته، والإعلان عن موقفه الرسمي من انتخابات الرئاسة 2019.
ومن جهة أخرى يرى متتبعون آخرون للمشهد السياسي في البلاد، أن الموقف المعلن من قبل هذه الأحزاب هي بمثابة ” مناورة ” سياسية، بهدف التموقع في المشهد السياسي القادم، في وقت تريد السلطة في الجزائر إجماعا لا بأس به لتعبئة الشارع خلال هذا الموعد.