اليوم انفو : أعلنت السفيرة الاميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي الثلاثاء انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، متهمة هذه الهيئة الدولية بأنها “مستنقع للتحيزات السياسية”.
وقالت هايلي “نحن نتخذ هذه الخطوة لأن التزامنا لا يسمح لنا بأن نظل اعضاء في منظمة منافقة وتخدم مصالحها الخاصة وتحوّل حقوق الإنسان الى مادة للسخرية”.
وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أسفه لانسحاب الولايات المتحدة الثلاثاء من مجلس حقوق الانسان التابع للمنظمة الدولية، معتبرا انه كان “من الافضل بكثير” لو بقيت واشنطن عضوا في هذه الهيئة الاممية التي تتخذ من جنيف مقرا لها.
وقال غوتيريش في بيان إن “بنية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تلعب دورا هاما للغاية في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها في جميع أنحاء العالم”.
ومن جهته دافع رئيس مجلس حقوق الإنسان الأممي ، فوييسلاف شوتس/ عن عمل المجلس بعد أن انسحبت الولايات المتحدة منه، قائلا إن عمله ضروري في وقت تواجه فيه تعددية الأطراف تحديات.
وقال: “في أوقات عديدة، يعمل المجلس كنظام إنذار مبكر من خلال دق أجراس الإنذار قبل الأزمات الوشيكة أو المتفاقمة”.
وأشار الدبلوماسي السلوفيني إلى العديد من المراقبين والمحققين في المجلس الذين يقدمون بانتظام تحديثات حول نقاط الاضطرابات في العالم.
وقال شوتس عن المجلس إن “أعماله تؤدي إلى نتائج ذات معنى بالنسبة لعدد لا يحصى من ضحايا حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم ، من الذين يخدمهم المجلس”.
ويأتي قرار واشنطن بالانسحاب في أعقاب الانتقادات الشديدة التي وجهتها الأمم المتحدة للإدارة الأميركية بشأن سياستها المرتبطة بفصل أطفال المهاجرين غير الشرعيين عن ذويهم عند الحدود مع المكسيك.
وقال المفوض السامي لحقوق الانسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين الاثنين أن “سعي أي دولة لردع الأهالي عبر التسبب بايذاء الأطفال بهذه الطريقة هو أمر غير مقبول”.
وانتقدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الخطوة الاميركية وأكد مديرها التنفيذي كينيث روث أن “انسحاب إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب هو انعكاس مؤسف لسياستها الاحادية البعد في ما يتعلق بحقوق الإنسان حيث الدفاع عن الانتهاكات الاسرائيلية في وجه أي انتقادات يشكل أولوية فوق كل شيء آخر”.
ولفتت المنظمة إلى أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة “لعب دورا هاما في دول على غرار كوريا الشمالية وسوريا وبورما وجنوب السودان، لكن على ما يبدو كل ما يهم ترامب هو الدفاع عن اسرائيل”.
ويأتي انتقاد الولايات المتحدة للمجلس لإدراجه ممارسات اسرائيل في الأراضي الفلسطينية على جدول أعمال جميع جلساته السنوية الثلاث ما يجعل اسرائيل الدولة الوحيدة التي يتم تخصيص بند ثابت لها على جدول الأعمال يعرف بالبند السابع.
ورفضت الولايات المتحدة الانضمام إلى المجلس لدى انشائه عام 2006 في عهد الرئيس الاسبق جورج بوش الابن الذي كان جون بولتون مندوبه إلى الأمم المتحدة. ويشغل بولتون المشكك في الأمم المتحدة حاليا منصب مستشار ترامب للأمن القومي.
ولم تنضم واشنطن إلى المجلس إلا بعد وصول باراك أوباما إلى سدة الحكم في البيت الأبيض.
ومنذ تولي ترامب السلطة، انسحبت الولايات المتحدة من منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) وخفضت مساهمتها في موازنة الأمم المتحدة فيما أعلنت عزمها على الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ الذي تدعمه المنظمة الدولية.