اليوم انفو : تراقب روسيا بدقة كبيرة كل تحركات الجيش الإسرائيلي وتحصي بدقة متناهية الهجمات التي تنفذها، وهي رسالة من موسكو الى إسرائيل بأن كل تحركاتها مراقبة نظرا لتفوق الردارات الروسية.
وساعات بعد كل هجوم تنفذه إسرائيل ضد مواقع عسكرية في سوريا سواء للجيش السوري أو ضد أهداف إيرانية، تنشر روسيا لائحة الأهداف التي جرى استهدافها ولائحة الأسلحة التي تم استعمالها والمناطق التي تم إطلاق النار منها.
وخلال الهجوم الأخير الذي نفذته إسرائيل ضد أهداف سورية وإيرانية في إطار تبادل حرب الصواريخ بين الطرفين طيلة هذا الأسبوع، سارعت وزارة الدفاع الروسية الى نشر عدد الطائرات التي استعملتها إسرائيل ومناطق القصف. ويتبين من هذه العملية مستوى التكنولوجيا المتطور لروسيا وكأنها رسالة الى إسرائيل بأن هناك خط أحمر لا يمكن تجاوزه باستهداف أي هدف روسي في سوريا ولو عن طريق الخطئ.
ونشرت روسيا ردارات متطورة في سوريا وتركز أقمارها الاصطناعية على مراقبة لصيقة للأجواء في الشرق الأوسط، وتحصي طلعات الطائرات الإسرائيلية، وهي تقنية لا تتوفر عليها سوى الولايات المتحدة الى جانب روسيا.
وتلتزم روسيا الحياد في المواجهة السورية-الإسرائيلية رغم وجودها المكثف عسكريا في الأراضي السورية لتجنب سقوط نظام بشار الأسد. وتبدي إسرائيل قلقا من بيانات وزارة الدفاع الروسية لأنها تبرز نقط ضعفها العسكري.
وكانت إسرائيل تنفرد بالبروباغندا العسكرية بالادعاء أنها ضربت وأسقطت ودمرت أهدافا وتستفيد من التشكيك الدائم للرأي العام الدولي وبالخصوص العربي في بيانات الأنظمة العربية التي تكون عبارة عن نفخ وكذب. لكن هذه المرة تظهر بيانات موسكو لتعطي حقائق ميدانية دقيقة.
وعلى رأس الحقائق العسكرية التي تكشفها البيانات قصف الطيران الإسرائيلي لأهداف سورية من مناطق بعيدة عن الأجواء السورية، من الأجواء اللبنانية أو الدولية بسبب القرب الجغرافي للأراضي السورية من المياه الدولية في البحر الأبيض المتوسط. وتبتعد إسرائيل من أجواء سوريا بعدما أسقطت المضادات السورية طائرة “ف 16” خلال فبراير/شباط الماضي. وتسمح التقنية المتطورة لمقاتلات وعلى رأسها ف 15 بالتهديف من مسافة تبعد 200 كلم.
وتكشف بيانات وزارة الدفاع الروسية كيف تلجأ إسرائيل كل مرة الى الضرب بصواريخ أرض-أرض أو بحر-أرض لجعل طائرتها تتفادى المخاطر.
ويسود إسرائيل قلق من البيانات الروسية لأنها تكشف كيف يتحرك سلاحها الجوي وأماكن القصف وهو ما يستفيد منه الدفاع السوري، ويفسر لماذا كل مرة تعترض سوريا مزيدا من الصواريخ الإسرائيلية عكس ما كان يحصل في الماضي.