اليوم انفو : انطلق أمس الجمعة في الدولة العبريّة سباق الدرجات الهوائية الثاني بأهميته في العالم، والأوّل في تاريخ إسرائيل، من القدس لمدة 3 أيام، فيما يقوم المتابعون الإسرائيليون بتسليط الضوء على المتسابقين من الدولتين الخليجيتين الإمارات العربيّة المُتحدّة والبحرين.
هذا وقد قامت صفحة “إسرائيل تتكلّم العربيّة” على (فيسبوك) بنشر الخبر عن المُشاركة العربيّة في السباق، حيث حصل المنشور على آلاف الإعجابات والمُشاركات والتعقيبات، التي برز فيها أيضًا تعقيبات من المُتصفحين العرب، يُعربون فيها عن تأييدهم لخطوة المُشاركة العربيّة في السباق.
وبحسب وسائل الإعلام العبريّة على مُختلف مشاربها، والتي أبرزت خبر مشاركة المنتخبين العربيين وبالبنط العريض، وبحسبه فإنّه انطلاقًا من أمس الجمعة ولمدة 3 أيام، تستضيف إسرائيل حدثًا رياضيًا دوليًا، الأكبر في تاريخها، سباق الدرجات الهوائية الثاني في أهميته في العالم، سباق الـ “جيرو دي إيطاليا”، وفي حين تتجه أنظار العالم إلى إسرائيل لتتابع الحدث الرياضي الكبير الذي انطلق اليوم من مدينة القدس، يتابع الإسرائيليون الوفدين اللذين يمثلان دولتين عربيتين، البحرين والإمارات العربيّة، كما أكّد الإعلام الإسرائيليّ.
ونشر متابعون للحدث صورًا لعلمي الإمارات والبحرين اللذين رُفعا في القدس، أمس الأوّل الخميس، خلال حفل عرض المتسابقين الاحتفالي. والتقط آخرون صورا للمتسابقين الذين يمثلون الدولتين وهم يركبون دراجاتهم في القدس، وكتب المتابعون الإسرائيليون “التطبيع أصبح ملموسًا أكثر من أي وقت مضى”. جدير بالذكر الذكر أنّ ممثلي الدولتين هم أوروبيون وليسوا عربًا.
وتابعت وسائل الإعلام العبريّة قائلةً إنّه أقيم أمس في مدينة القدس حفلًا ضخمًا، أحيته عارضة الأزياء الشهيرة بار رفائيلي أمام مئات الإسرائيليين الذين جاؤوا للتشجيع الفرق المشاركة في السباق الذي انطلق أمس في القدس، واليوم السبت سينطلق من حيفا، والأحد من بئر السبع، ليقطع المشاركون، وعددهم يصل إلى حوالي 200، أكثر من 400 كيلومترًا خلال السباق.
ومن المتوقّع أنْ يحرس الحدث الرياضي الضخم نحو 6000 شرطي وحارس، على طول المسار الذي يمتد من شمال الدولة العبريّة، مدينة حيفا، إلى جنوبها، مدينة إيلات (أم الرشراش)، وإلى جانب الفرحة الإسرائيلية من استضافة الحدث، وزعت الشرطة الإسرائيليّة مناشير للمواطنين تبلغهم بإغلاق طرقٍ وشوارع عديدة خلال الأيام القريبة، الأمر الذي سيعرقل حياتهم، على حدّ تعبير وسائل الإعلام العبريّة، التي اعتمدت على الناطق الرسميّ بلسان شرطة الاحتلال.
على صلةٍ بما سلف، وجهّت حركة المقاطعة (BDS) رسالة إلى “الدّراجين المشاركين في طواف ايطاليا “Giro d’Italia”، جاء فيها: حسب خريطة السباق يبدأ مساركم من منطقة باب الخليل، تمعّنوا جيداً بهذه المنطقة وبرج قلعة القدس الظاهر أمامكم، ففي مكان تجمعكم هذا وتحديداً في كانون الثاني 1948، كان المقدسيون وبعض زوار المدينة يتسوقون من بسطات وعربات الباعة وآخرون ينتظرون في المحطة القريبة ليعودوا إلى منازلهم لتأتي مجموعة من عصابة الارغون متنكرة بزي الشرطة الفلسطينية.. ألقوا قنبلة على الأشخاص الواقفين مكانكم تماماً فقتلوا 20 فلسطينياً، أتشتمون رائحة دمائهم؟ أم أن مهمتكم في تنظيف أيادي الاحتلال أقوى؟
وتابعت: ينطلق السباق، التفتوا يميناً، إنّه “مول ماميلا”، مجمع تجاري لطيف أقيم على شارع مأمن الله الحيوي الذي كان يضم فنادق فلسطينية ووكالات سيارات عالمية ومحالاً تجارية لعائلات فلسطينية فقدت كل ما تملك.
ولفتت الرسالة، التي نُشرت على الصفحة الرسميّة لحركة المقاطعة على موقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك)، لفتت متوجهةً إلى المُشاركين العرب: 300 متر فقط تفصلكم عن خط النهاية، “الطلعة قوية” ولكن ليست اقوي من صوت تفجير سينما ريكس إلى يساركم تماماً! دار السينما الفلسطينية هذه كانت تتسع لـ1300 مقعد، والتي ملكتها عائلتي تلحمي وألبينا كانت هدفاً لعصابة الارغون حيث هاجمتها مرتين الأولى عام 1939 عندما دخل 7 أعضاء من العصابة اليهودية لحضور فيلم “طرزان” فزرعوا قنبلة موقوتة انفجرت برواد السينما وراح ضحيتها خمسة فلسطينيين، كما قامت الارغون بحرق السينما عام 1947.
وأخيرًا، جاء في الرسالة، إنّه خطّ النهاية عند ساحة البلدية قرب الباب الجديد، تصفيق حار وكاميرات الصحافة تلتقط الصور، كاميرات مسخّرة لترويج رواية الاحتلال وصحافة تسوّق إلى إزهاق أرواح شبابنا وتبررها، ففي مكانكم هذا عام 2008 خرج الشاب قاسم المغربي من جبل المكبر في سيارة والده وأثناء قيادتها فقد السيطرة عليها ليرتطم بمجموعة من الإسرائيليين في ذلك المكان، إنّه حادث سير وبقي حادثاً للسير في الدقائق الأولى إلى أنْ اتضحّ أنّ سائق المركبة كان فلسطينيًّا ليتم إعدامه بدمٍّ باردٍ وهو مصاب خلف المقود، أكّدت الرسالة.
وخلُصت الرسالة إلى القول إنّ مشاركتكم في هذه السباقات والتي ستستكمل قريبًا لتمر فوق أنقاض عشرات القرى المهجّرة والمطهّرة عرقيًا هي مساهمة مباشرة في التغطية على جرائم الاحتلال وتبييض صورته، على حدّ تعبيرها.