يبدو ان الصحفيين الذين تم اختيارهم لمحاورة رئيس الجمهورية مع احترامي لهم جميعا في هذا القاء الثاني من نوعه مع الصحافة قد استوعبوا توصيات الناطق الرسمي باسم الحكومة و اخذوا العبرة من زميلهم وديعة حتي لا يقطع البث مع ان الرئيس نفسه تولي ادارة الحوار ليقطعه متي شاء ولكن لاداعي مادامت الامور تجري كما اريد لها ...هكذا اذن بدأ الحوار باهتا والاسئلة لم ترقي الي مستوي اهتمامات المواطنين في اغلبها وشبه موجهة لا تمت باي صلة لما يؤرق الناس ومايريدون معرفته من امور هامة .
كالهدف من الزيارات في هذا الوقت بالذات وتوتر العلاقات بين موريتانيا وبعض دول الجوار..والحوار مع المعارضة و مصير سجناء الخزية العامة ومؤتمر لحراطين في دكار وموقف موريتانيا من عاصفة الحزم ... وجماعة ايرا واخوتها والاكتشافات النفطية والغازية الاخيرة وموقف موريتانيا من الوضع المتأزم في الجارة مالي وما ذا ستقدم ....كلها امور تناسها الصحفييون في سبيل عدم تعكير جو المؤتمر الصحفي امتثالا لاوامر الناطق الرسمي باسم الحكومة وكالة وحده محمد فال ولد عمير وبشئء كبير من الدبلوماسية والتحفظ واللباقة استطاع ان يقيس الضعط ليطرح سؤالا في صميم اهتمامات الراي العام الوطني ليتجرأ ولد عبادي فيطرح سؤالا عن الحوار ضمنه تسجيلات اكرا حتي يمرره ساندا اياه الي المعرضة متبرء منه حتي لا يحاسب عليه اويضاف له ...وهوما جعل الرئيس يكشف بعض ملابساتها معترفا بالاتصال وواضعا اياه في سياق اخر حيث ((قال ان رجل اعمال محتال هو من يقف وراء التسجيلات وقد اتصل ليوهمه بامور تتعلق بحياة اطفاله وممتلكات خاصة يريد تحويلها ليظهر في النهاية زيف ادعاءاته حسب تعبيره ))وهي امور لاتعني المعارضة في شيء ولاصلة لها بها ليتناول الكلام اسلم ولد صالحي باطراء النظام والثناء علي الانجازات التي حسب تعبيره شملت جميع القطاعات ممرا سؤالا عن المديونية وعن العلاقات المستقبلية مع الجارة الجنوبية في ظل الاكتشافات الاخيرة والهائلة بين البلدين ....بعض الشر اهون من بعض لياتي ...علي الاقل كان هذا المؤتمر الصحفي مناسبة لترويج بعض الوجوه الاعلامية العقدوية الجديدة كمتعاونة الموريتانية ونزهة مجانية في جنينات القصر الرئاسي تمتع فيها البعض بمناظر خلابة في جوبارد بعد عناء السفر خلال الزيارات الماضية.علي الاقل فهمنا وبالكاد من رئيسنا ان الحوار ربما انطلق في يوم من الايام.......