د. السعد لوليد يكتب / أزمة الهوية الحرطانية .. بين العقد النفسية و الأجندات الشخصية

اثنين, 02/19/2018 - 16:13

ربما يحتاج بعض المتنطحين لشأن القضية الحرطانيةبشكل عاطفي مندفع و أحيانا منتفع إلى عقود ليفهموا أن تحديد الهوية هو أساس لا غنى عنه لتحرير كل قضية .
و أن الخوض في مسألة الهوية و طبيعة الشخصية و حالة القضية هي مرحلة متقدمة من النضج الحركي و الوعي الثقافي و السياسي و الإجتماعي لأصحاب القضية .

و عليهم أن يفهموا أكثر أن الخوض في هوية أي شعب او مكون إجتماعي من مكونات الأمة هو مسألة عامة و مشاعة لكل من نتقاسم معه الوطن بتاريخه و أرضه و ثرواته و حدوده و حاضره و مستقبله .

وأنه أيضا لايمكن لأي مكون او إثنية أو قومية تحديد شخصيتها بمعزل عن بقية القوميات و الإثنيات و المكونات الإجتماعية التي تتقاسم معا الماضي و الحاضر و المستقبل مهما كانت مرارة ذلك الماضي و ظلمه و مهما كانت قساوة الحاضر و غبنه و مهما كانت قتامة المستقبل و جهله .

و أن الذين يعملون على إحتكار مسألة هوية لحراطين على غيرهم او يقولون بلا ضرورة الخوض فيها لصالح الأولويات أو تركها للظرف او للتاريخ لحسمها و البت فيها فهم حالة من ثلاثة :

الأولى / إما أنهم هواة نضال و حركة جدد على المسار النضالي و القضية و تلزمهم عقود من تراكمات النضال و التفكير في المخارج و الحلول لتجاوز حالة العاطفة و الإستعطاف إلى حالة النضج و الواقعية حتي يصلوا للخلاصات التي وصلنا إليها ثمرة أربعة عقود من البحث و التفكير و التجربة و الإستنتاج .

والثانية / أنهم أصحاب أجندات ظرفية و أهداف آنية لا يهمهم في شيئ حالة التطور الطبيعية و الوعي التراكمية و تعدد الأساليب و المدارس و الحركات و الاحزاب النضالية عند مكونة لحراطين و ” شعبهم العظيم كما أطلقنا عليه ذات يوم ” بقدر ما يهمهم إستغلال حالة مجتمع لحراطين المزرية التي تتقاذفها المطامع و المصالح و الأجندات لتمييع القضية بل ولتصفيتها لصالح من يدفع داخليا او خارجيا عربيا او زنجيا وهم بذلك يمارسون هواية النعامة و سياسة الهروب إلى الأمام لتعقيد المعقد و تجزئة المجزء أصلا بفعل القبلية و الجهوية و المناطقية و العقد النفسية و الشعور بالدونية .

الثالثة و الأخيرة / إنعدام الفهم و ضبابية المقاصد و ضحالة المعارف و المدارك عند المتحمسين الجدد من بعض الأجيال الشابة و دخلاء آخرين يمتطون القضية نتيجة لعدم منح أنفسهم الوقت و التجربة و البحث الكافيين لسبر أغوار قضيتهم و فهم متطلبات نضالهم و مراحل تطوره و ضروراته التي لابد منها لأي قضية يراد لها البقاء

و الحياة فتراهم يخلطون و يربطون بين ( العرب و البيظان ) و بين ( تحديد الهوية و تحقيق أهداف القضية ) و ( بين النضال المستمر من أجل حقوق شعب و مظلمته التاريخية و بين معارضة نظام لا يمثل عمره جزء يسير من تاريخ النضال الطويل و أجل الحرية و العدالة و المساواة .

إن عروبة لحراطين هي جزء من تشكل الوعي عندهم و الذي هو نتيجة طبيعية لتراكمات نضال أخذ في طريقه و تطوره عدة صور و أشكال منذ 1766 الى اليوم .

الفيديو

تابعونا على الفيس