في إطار سياسات الترشيد و الإصلاح التي انتهجها رئيس الجمهورية السيد/ محمد ولد عبدالعزيز قال الموالون بأهمية التعديلات الدستورية الأخيرة خاصة ما يتعلق منها بمحور "الدمج المؤسساتي" كدمج المجلس الإسلامي الأعلى و وسيط الجمهورية و الفتوى و المظالم في مؤسسة واحدة تعنى بهذا المجال الذي ظلت المؤسسات الثلاثة تتنازعه و تكون هذه المؤسسة مرجعية إفتائية للبلد بعد فوضوية عارمة فتحت الباب واسعا أمام المتفقهة و أصحاب الفكر المتخلف فاعتلوا المنابر و الكراسي للإفتاء دون مؤهلات علمية و لا معاصراتية و هي مشكلة لسنا نعانيها وحدنا و إنما تعانيها أغلب الأقطار الإسلامية للأسف كما سيسهم هذا الدمج في تخفيف الأعباء على الميزانية العامة للبلد و يجعل المؤسسة تنفرد بدورها الذي ظل متنازعا عليه بين عدة مؤسسات أنشأت أساسا لخلق الوظائف للمقربين و المناصرين .. و قد تابعت الدولة مشكورة تلك السياسات الإصلاحية المظفرة فطال الدمج" و كالة النفاذ الشامل للخدمات" أخيرا و لا ريب في نجاعة هذه السياسات و لا شك في جدوائيتها و أهميتها و لكن يجب أن تواصل مسيرتها الإصلاحية حتى تطال الكثير من المؤسسات العبئية و الزائدة و ترفع كشعار مقدس إلى جانب شعار الحرب على "الفساد" الذي ما زال-في نظري- يتخفى في أغلب المؤسسات رغم الضربات الموجعة التي تلقاها... و أبرز ما يجب أن تطاله سياسة الدمج هذه هو قطاع التشغيل الذي غصت بعدد مؤسساته العاصمة حتى ناهز عددها عدد العاطلين عن العمل فمن وكالة لترقية تشغيل الشباب إلى وزارة لشغيله و تكوينه إلى أخرى للشباب بكاملها إلى مجلس أعلى له يتسمى بصفة الاستعلاء قبل أي جهد و ربما غدا و أنتم في أحد الشوارع تطالعون عناوين أخرى تتسمى بهذا الاسم و تزعم أنها تعنى بهذا المجال أكثر تسلية و ألمع بروقا من سابقاتها هذه المؤسسات أصبحت تتصارع فيما بينها على كل دعم خارجي لهذا الشباب المحتسب حتى تبرر وجودها و تقدم ليسير مرتاديها ما يسد الرمق من دقل القروض القواسي و تترك لائحة الانتظار العريضة تتراكم و تتزايد حتى إشعار آخر أكثر سوءا و أقل حظا للعاطلين و أشد ظلما يحسبه العاطل ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا و العهدة على الأيام القادمة أما أغلب الدعم فقد سلك طريقا أخرى نحو الجيوب الآثمة بحكم تجربة العاطلين في هذا الموضوع يتضاحكون عند ما يطالعون الجملة الآتية : "4مليارات من الأوقية من الولايات المتحدة الآميركية مخصصة لترقية و تكوين و تشغيل الشباب" فعلا قد جرت الإنطلاقة الرسمية بالفعل قبل أيام بفندق "آژلاي" بحضور ممثلين عن السفارة الآميركية و زيري التشغيل و الشباب والمؤسسات الأخرى المعنية التي زادت على النصاب و قد أطلقوا على المشروع مشروع "أملي" و غرد مسئول التكوين و التشغيل بالمجلس الأعلى للشباب السيد/ لمرابط ولد عيسى برسالة تبشيرية للشباب عبر صفحته تحت عنوان: بشرى سارة للشباب طبعا هم مسرورون بما تحمل هذه الرسالة ذات اللغة الرومانسية الجميلة، فكما تلحظون فمن الأمل إلى البشارة إلى السرور..و المبلغ قادر على ملامسة رحيق تلك الكلمات المتوضئة الشكل إذا تم توجيهه لأصحابه بالشكل المطلوب دون اعوجاج إداري أو التواء زبوني أو استحواذ من قبل ملفات الذرائع المجهزة ، و ما أراهم الآن إلا و قد ضربوا طوقا أمنيا لا تكاد تخترقه الأبصار على ذلك الدعم بأسلحة الحيل و الزيف و التضليل و التحريف الإداري.. أرجو من فخامة رئيس الجمهورية و زير التشغيل.... الإشراف و المتابعة لهذا الملف حتى يصل إلى أهله و مستحقيه دون أن تعترضه تلك العصابات الظالمة، من مرتزقة الإدارات تحت ذرائع و عناوين شتى...
محمد محفوظ ولد متالى