تعد مواكبة جديد الصناعات والمظاهر من ملابس وأحذية وعطور واكسسوارات ضرورة فرضتها العولمة والانفتاح على كل شعوب العالم وهو مابات يعرف بالموضة إذ أن السير على النقيض من الموضة وتخلف عن ركبها يمثل تغريدا خارج السرب وسباحة عكس التيار واصطداما مع فكرة تطور الأذواق والتصاميم واستغلال التكنولوجيا.
إذا باتت مواكبة جديد الموضه ضرورة لاخيار للكثيرين وهي التي لا يأخذ انتشارها كثير وقت في ظل التعدد الحاصل في وسائل الاتصال والإعلام وتنوعها أيضا ووجود مشاهير يجنون من ترويجها مبالغ مالية طائلة وتمثل اختياراتهم مصدر إلهام للكثيرين حول العالم.
عرفت الموضة طريقها للمجتمع الموريتاني ككل المجتمعات عبر حقب متفاوتة غير أن حضورها عززته العولمة وتحول العالم لقرية كونية صغيرة من جهة وزيادة نسبة التحضر وما أسفر عنه ذلك من استقرار وارتباط بالعالم خصوصا من خلال المسلسلات الأجنبية.
شيئا فشيئا تحول المجتمع الموريتاني إلى جزء من هذه الظاهرة العالمية والشرع المدني المحلي إلى عاكس لتجلياتها المظاهرية؛ انتشار لصالونات الموضة؛ سرحات شعر لم تكن مألوفة من قبل؛ حضور طاغي للمركات العالمية الشهيرة في شتى المجالات على شكل فروع؛ طلبات لآخر اصدار من السيارات والهواتف تعج بها دفاتر تلك الفروع.
يتساءل البعض وهو يجوب محلات سوق العاصمة عن غرض أفراد العائلة قيل أنه موضة عن من يقف وراء جعل منتج بعينه موضة أويخترع بعض الأسماء التي عادة ما تستمد من أشخاص أو احداث كما هو حال موضة راجت بعد قمة نواكشوط تتسمى بسمها ، غير أن الغريب في الموضة أنها قد تعيدك لقرون خلت ويتحول منتج قديم الى موضة يسأل عنها الجميع.
يرى البعض أن اختصار الموضة على المظاهر قصور همة وضعف وعي حيث يعتبر أصحاب هذا الرأي أن الكتاب الجديد والاختراعات في مجال طب مثلا موضة يجب إقتناءها والاستفادة منها. ولعل الملاحظة الإيجابية التي يخرج بها ملقي الضوء على هذا الموضوع محليا أن ظاهرة الموضة العالمية وإن تمكنت نسبيا من توحيد مظهر سكان هذا الكوكب لم تستطع أن تسلب الخصوصية الموريتانية فالملحفة تبقى ملحقة مهما غيرت الموضة زركشتها والحال كذلك بالنسبة للدراعة وعلى الرغم عالمية الظاهرة إلا أن الموريتانيين لهم من يقلدونه.