جرى موقع اليوم إنفو حوارا مع الأستاذ نور الدين سيدي عالي فرانسوا؛ القيادي بالحزب الحاكم ورئيس الوحدة القاعدية رقم16 بمقاطعة السبخة وعضو المكتب الدائم لاتحادية نواكشوط1 المكلف بالعلاقات مع الأقسام، تحدث فيه عن مساره السياسي والمشاكل التي عصفت بقسم الحزب الحاكم بالسبخة ومواضيع أخرى. وإليكم نص المقابلة.
اليوم إنفو: السيد نور الدين مرحبا بكم، بداية ماذا عن مساركم السياسي وبداية نخراطكم في العمل السياسي؟
نور الدين: في البداية أرحب بموقع اليوم إنفو؛ أنا نور الدين سيدي عالي فرانسوا بدأت العمل السياسي وأنا في سن مبكرة حدود 16سنة وكنت من بين شباب قلائل شاركوا في مسيرة عام 1990 التي تطالب بالديمقراطية وعمري آنذاك 18سنة وعندما جاءات انتخابات 1992 انخرطت في العمل السياسي بشكل فعلي وكنت منتسا لحزب اتحاد قوى الديمقراطية وبعد ذلك تفكك الحزب إلى عدة أحزاب من بينها التكتل حيث متوقعت آنذاك حتى الانقلاب على الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله إذن لم أكن مع النظام الحاكم بل كنت ضده طوال القترة الماضية.
اليوم إنفو: إذا أنت كنت مع الإنقلاب؟
نور الدين: أنا من حزب التكتل والحزب كان مع الانقلاب واعتبره حركة تصحيحة لكنني لم اقتنع بموقف الحزب، وواصلت النضال مع الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية، وبعد شهرين أو ثلاثة اتضح لي أنه الحركة تصحيحية فعلا ثم إنني لاحظت أن من كانوا يناضلون بشكل جدي دعموا ولد عبد العزيز ثم انسحبت من الجبهة الوطنية وحزب اتحاد قوى التقدم وقتنعت ببرنامج الرئيس محمد ولد عبد العزيز ونخرطت في عمل متواصل معه حيث كلفت بإدارة حملة انتخابات 6/6 في مقاطعة الميناء، ودخلت بعدها السياسة من بابها الواسع في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وتقلدت فيه عدة مناصب وتدرجت في العمل الحزبي إلى هذا المنصب الذي اشغل اليوم، وبالمناسبة أشكر الأصدقاء الزملاء في السبخة وسكان السبخة على دعمهم ومساندتهم لي حتى وصلت لما أن عليه اليوم حيث فرضوني كوجه سياسي للمقاطعة وساندوني في وقت صعب خصوصا وأنني لم أكن أمارس السياسة مع الأنظمة في السابق بل كنت معارضا. اليوم إنفو: السيد نور الدين: مقاطعة السبخة مقاطعة صعبة سياسيا كما يقول العارفون بها وهي تتميز بخصوصية سياسية وعرقية إلى أي مدى يؤثر ذلك على الممارسة السياسية هناك وماذا عن الخلافات التي سادت مؤخرا هناك بحزبكم وعلاقتها بضعف التصويت بنعم على التعديلات؟
نور الدين: مقاطعة السبخة مقاطعة متمردة ولم تصوت لنظام حاكم قبل الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز وسبب ما حدث في الاستفتاء الأخير خلافات ساسية وصراعات بين السياسيين وهمية وسطحية وغير جوهرية إذا نظرنا إليها، وما ينقص المقاطعة أن يصطلح سياسيو الحزب الحاكم والحقيقة أن هناك أشخاص يقتاتون على الصراعات ويعيشون من سياسة فرق تسد ومن هذا المنبر أطالب بالنظر في هذه الخلافات وتجوزها مع الإشارة إلى أنني لم أكن حاضرا في الاستفتاء الماضي هناك. اليوم إنفو: كانت هناك خلافات مؤخرا بين جناحين هما جناب شيخة المقاطعة سابقا وجناح ابندا صو ما حقيقة ذلك الحلاف؟
دعني أقول لك أن رابي حيدره شيخة المقاطعة سابقا هي من كان يحرك المقاطعة وكانت هي صاحبة الشعبية الأكثر فيها قبل أن آتي أنا وعندما أتيت تمردت وصنعت شعبية لنفسي ثم عدت للعمل معها.
اليوم إنفو: لماذالم تعمل معها ؟
نورالدين: لم أكن أعرفها لكن عدت إليها وحدث تآلف بيننا والخلافات الموجودة الآن ليست جوهرية وما لم نتحالف لن نتمكن من استرجاع قواعد الحزب الجماهيرية في السبخة. اليوم إنفو: هل لخلافات التي عصفت بالحزب بالسبخة بعد شرائحي أو عنصري؟
نور الدين: أنا لا اقول أن لها بعد عنصري شرائحي لأن كل الطائفتين من نفس الشريحة فقط، كانت هناك إشكالية وهي أن نظام الحزب يحدد قانونيا أن المكلف بالتوجيه هو من يحل محل رئيس القسم حال شغوره ونحن عينا عند تشكيل المكتب نائب للرئيس وما حدث أن نائب الرئيس تولى المنصب وأحدهم اكتشف تلك الثغرة القانونية.. ولكن تم تجاوز ذلك الخلاف لكن أنا وقفت على مسافة واحدة من الطرفين.
اليوم إنفو: هل لديك مآخذ على رابي حدره؟
نور الدين: مآخذي على رابي هي نفس المآخذ على بقية السياسيين فالسياسي يجب أن يكون أعمى وأصم ولايقبل الوشاية في زميله في العمل الحزبي وإلا لن يكون لديه مناصر وأنا اقدر واحترم الأخت رابي وهي سياسية كبيرة.
اليوم إنفو: كيف تقيم نتائج الاستفتاء على الدستور بمقاطعة السبخة؟ نور الدين: كانت كارثية وأنا لم أكن حاضرا إذ كلفت بمهمة في حملة بنواذيبو وخاض المحسوبون علي الحملة بشكل جدي والسبب الأول لما حدث عدم تنسيق الجهود بين عناصر الحزب، الخلافات التي لاداعي لها ما دمنا جميعا متفقين على دعم برنامج رئيس الجمهورية. اليوم إنفو: نحن على اعتاب مرحلة سياسية جديدة واستحقاقات صحيح أن المرحلة المقبلة لم تتضح بعد ملامحها لكن ما حظ حزبكم على مستوى السبخة من هذه الانتخابات القادمة ومدى تماسكه مستقبلا؟ نور الدين: ما اعرفه أن شخص الرئيس إن ترشح سيحصل على النتيجة المطلوبة ولكن السياسيين مازالو على خلاف وما دامت الخلافات قائمة لن يتحقق شيئ.
اليوم إنفو: نور الدين أنت أحد أبناء السبخة والمنصبين السياسي والوظيفي اللذين حصلت عليهم نتيجة لعملك بالسبخة، ماذا حققتم لأبناء المقاطعة؟
أولا أنا ليس لدي منصب يخول لي عمل شيئ للسبخة فأنا لست في منصب تسييري يسمح لي بتوظيف بعض أبناء السبخة مثلا بل رئيس مجلس إدارة ميناء نواكشوط وهو منصب شرفي أجني منه راتب شهري ولست أتدخل في شوؤن المؤسسة وهو نتيجة جهود قمت بها ولكن يمكنك أن تسأل عما فعلته للسبخة قبل المنصب من جهود وعمل يستحق منصب أكبر من هذا.
اليوم إنفو: أنت تعلم أن تعيين أي موظف يأتي من وزنه الانتخابي؟
نور الدين كان ذلك قائما في العهود البائدة ولكن اليوم الدولة تكافح ذلك والمثال المؤسسة التي اعمل بها، وأنا لعلمك تطرح علي مشاكل بعض سكان السبخة وأحلها بشكل شخصي وبعلاقاتي واساعد الناس وعلاقاتي لم تتغير مع السكان.
اليوم إنفو: الأغلبية تعصف بها خلافات بين جناح ولد محم وجناح ولد حدمين ما سبب تلك الخلافات وما مستقبل الحزب في ظلها؟
هذه الخلافات لاعلم لي بها والرجلان يقولان بأن لاخلافات بينهما وسيدي محمد ولد محم وولد حدمين لم يقل أي منهما أنه على خلاف مع الآخر
اليوم إنفو: الخلافات موجودة والدليل لجنة تفعيل الحزب الحاكم
نور الدين: تشكيل اللجنة ﻹصلاح الحزب عمل عادي ولايوحي بوجود خلافات ومن بين اللجنة رئيس الحزب.
اليوم إنفو: في حملة التعديلات تم سحب البساط من تحت رئيس الحزب وهيئاته وتول الوزراء إدارة الحملة وهذا مؤشر أيضا حسب ما يقال
نور الدين: هذا كلام فقط والتعديلات تعني الدولة وشأن حكومي وليست كالحملات النتخابية
اليوم إنفو: لماذا لم يكلف رئيس الجزب بإدارة إحدى الحملات في إحدى الولايات؟
نور الدين: رئيس الحزب كان في لجنة ثلاثية تضم الوزير الأول الوزبر الأمين العام لرئاسة الجمهورية وهذا دليل على عملهما المشترك إذا ليس هناك خلاف ولا اقبل بوجوده.
اليوم إنفو: عدم تلاقيهم ألا يؤشر على الخلاف وعدم حضور ولد حدمين لأنشطة الحزب أيضا؟
نور الدين: الوزير الأول مشغول وقد يكون قدم اعتذار..الجميع يدعم الرئيس.
اليوم إنفو: هل أنت قلق على مستقبل الحزب ؟
نور الدين : كنت متذمرا من بعض الممارسات خصوصا عندما رمت الترشح للنيابيات الماضية وخرجت لائحة الحزب دون أن يكون فيها اسمي وبعد ضغط من رؤساء وحدات تمت إضافتي للائحة في مرتبة متأخرة ايضا (رقم14) ومن تم ترشيحهم غير معروفين عند القواعد ولعل ذلك كان سبب في فشل الحزب في الانتخابات الماضية على مستوى نواكشوط حيث لم يرشح ممارسي السياسة الحققيين لكن الآن مرتاح لوجود لجنة الإصلاح.
اليوم إنفو: مارأيك في لجنة إصلاح الحزب كأشخاص وما مدى قدرتهم على إصلاحه؟
نور الدين: أرى أنهم أشخاص على مستوى عالي من الحنكة والقدرة السياسية واللجنة عقدت اجتماعات مع مختلف هيئات الحزب كاللجنة الوطنية للشباب واللنساء والعمد والنواب..وستتصل بالقواعد الشعبية.
اليوم إنفو: يقال بأن الخلافات بين أجنحة الحزب براعاية من الرئيس بهدف إزاحتهما مع اي ولد حدمين وولد محم مامدى صحة ذلك؟
نورا لدين: ليس صحيح والرئيس لديه صلاحيات القيام بذلك دون اللجؤء لتلك الأساليب.
اليوم إنفو:تواصل يقال بأنه حقق أكبر انتساب له في حملة انتسابه الماضية ربما على حسابكم، أنتم في حملة انتسابكم القادمة بماذا ستواجون المواطن الذي يقول بأنه يحس بانعدام الأمن ورتفاع الأسعار بعد تبديل العملة وغموض المرحلة ؟
نور الدين: ليس هناك مجال للمقارنة بيننا مع تواصل نحن حزب كبير يغطي مختلف أنحاء الوطن وفي البوادي والأرياف لدينا 215عمدة في حين تواصل لايمتلك 16عمدة في الانتساب الماضي لدينا 700ألف منتسب بينما تواصل لايمتلك 100ألف عموما نحن لدينا رئيس إنجازاته شاعدة رغم أنه قد يكون هناك تذمر ولست خائفا على الحزب، وبخصوص الأسعار يمكن مقارنتها بدول الجوار وعلى كل حال نعول على الحزب وقواعده ورئيس الجمهورية ومن هذا المنبر أطالب بحل مشاكل المواطن وخفض الأسعار ولن يؤثر كل ذلك على حملة انتساب الحزب بشكل كبير.
اليوم إنفو: هناك مؤخرا تراجع في الحريات حيث تعرض موظف للفصل تعسفيا بسبب انتقاده للوزير الأول كيف ترد على ذلك؟
نور الدين: لا اوافقك الموظف العامل للدولة لايحق له انتقاد قطاعه وانظر مدونة الشغل
اليوم إنفو: يجوز له التعبير عن رأيه. وهناك حالة عبد ولد الحيمر من المكتب الوطني للصرف الصحي مثلا
نور الدين: عبد الله ولد الحيمر أخي وصديقي ويعرف ما حدث إسئله.
اليوم إنفو: هناك حالة أخرى لبعض الموظفين في قطاع التعليم.
نور الدين: هذه قرارات اتخذت يجب احترامها وعلى أصحابها أن يختاروا بين التعليم والصحافة.
اليوم إنفو: ألا ترى بأن الدولة بدأت تتخلى عن مسؤوليتها اتجاه المواطن الضعيف تجلى ذلك في عدة أمور من بينها أزمة الطلاب وفاقمت الوضع السياسات المفروضة من البنك وصندوق النقد الدوليين ؟
نور الدين: تظاهرات الطلاب حالة صحية وأنا ضد القمع.
اليوم إنفو: ما رأيك في دعوة المعارضة لحوار جديد؟
نور الدين: دعونا أخوتنا في المعارضة للحوار عدة مرات ولكنهم لم يستجيبوا واليوم وبعد انتهاء كل شيئ يدعوننا لحوار هذا غير منصفا.
اليوم إنفو: ما موقفك الشخصي من المطالبة بمأمورية ثالثة للرئيس ؟
موقفي الثابت القديم أن تحديد المأموريات ليس ديمقراطي ودول عديدة لاتحدد المأموريات وهي ديمقراطيات عريقة، عموما يجب العودة للشعب والدستور ليس قرآنا.
اليوم إنفو: هل تطالب بتعديل جديد يفتح المأموريات؟
نور الدين: لم أقل ذلك الشعب هو الحكم في كل شيء.
اليوم إنفو: هل ستطالب بمأمورية جديدة للرئيس أو إذا رفع الحزب شعار المأمورية هل سترفعها؟
نور الدين: يسعدني أن يحصل الرئيس على مأمورية وإذا ما طالب بها الحزب فسأكون أول من يرفع الشعار، وعموما لكل حادثة حديث ونحن لانزال نحكم.
اليوم إنفو: نور الدين سيدي عالي فرانسوا شكرا جزيلا لكم.