لم يخمد رماد الاعتقال المشين و المثير للجدل للمهندس محمدو ولد صلاحي حتى عادت الاعتقلات السياسية و التعسفية للواجهة في موريتانيا خاصة في العام 2017 اذ تم اعتقال السيناتور محمد ولد غدة و الشاعر ولد بونة الذي تم نقله من الامارات العربية المتحدة ، اضافة الى اعتقال العديد من الشباب في قضايا لم توصف بالمهمة او التي تستحق .
محمدو ولد الصلاحي هو مهندس اتّصالات موريتاني سُجِن في قاعدة غوانتنامو العسكرية من سنة 2002 إلى أن أُفرِج عنه في أكتوبر 2016.
مع ان كتاب محمد ولد صلاحي "يوميات اغوانتنامو " قد قدم الكثير من المعلومات حول حقيقة الاعتقال و مصادر المعلومات التي تم بموجبها اعتقال المهندس محمدو ولد صلاحي ، فان عملية اعتقال السيناتور محمد ولد غدة كانت اكثر تعقيدا و التباسا حيث اختفى السيناتور لعدة اسابيع دون ان يعرف مكان احتجازه ليتبين انه معتقل في مركز القوة المختلطة الذي يشرف عليه الدرك الوطني ، ولد غدة مازال محتجزا و مع انه الان يرفض استقبال أي زيارة لانه يشتكي من سوء المعاملة فان اغلب السياسيين و المدونين و النشطاء يعتبرون الامر اختطاف من قبل الشرطة و ان الدولة تحتجزه بسبب امتلاك معلومات مهمة حول قضايا خطيرة و انه بات يمثل خطرا على الحكومة الحالية .
محمد ولد غده سياسي موريتاني معارض؛ عضو مجلس الشيوخ الموريتاني عن مقاطعة تفرغ زينه. لعب دورا محوريا في أزمة التعديلات الدستورية التي تلت اقتراح الحكومة الموريتانية في مارس 2017 حلّ مجلس الشيوخ وتغيير العلم والنشيد، ورفض مجلس الشيوخ لتمرير هذه التعديلات.
القضية الثانية التي أعادت قضية الاعتقالات الى الواجهة هي عملية اعتقال الشاعر الموريتاني عبد الله ولد بونة الذي جاء مرحلا من الامارات العربية المتحدة في الايام الماضية و تم احتجازه في فرع تابع للامن الموريتاني .
و مع ان موريتانيا من الدول الاقل في العالم التي يعتقل فيها سياسيون و معتقلي راي حتى حسب التقارير الدولية ، فان مثل هذه الحالات تنذر بكثير من التعقيد ففي الساحة خاصة ان الجهات الرسمية دائما ما تعمد الى عدم تقديم أي تفاصيل للراي العام عن الاعتقالات و انها دائما ما تكتفي بالصمت المطلق في وجه الراي العام .
اليوم انفو