دعا الزعيم الكوري الشمالي الاثنين في رسالته لمناسبة العام الجديد، بلاده الى تعزيز انتاج الرؤوس النووية والصواريخ البالستية، ما يظهر عزمه على تحقيق طموحاته العسكرية رغم المعارضة الدولية.
وعززت بيونغ يانغ بشكل ملحوظ جهودها خلال العام الماضي لتطوير برنامجيها النووي والبالستي المحظورين، بالرغم من العقوبات المتعددة التي تفرضها الامم المتحدة واللغة العدائية المتزايدة من جانب واشنطن.
وقال كيم جونغ-اون في رسالته السنوية الى الامة “علينا انتاج كميات كبيرة من الرؤوس النووية والصواريخ وتسريع نشرها”.
واضاف “الزر النووي موجود دائما على مكتبي. على الولايات المتحدة ان تدرك ان هذا ليس ابتزازا، بل الواقع″، مكررا التشديد على ان بلاده باتت قوة نووية.
واكد كيم جونغ-اون ان كوريا الشمالية “قادرة على مواجهة اي تهديد نووي من الولايات المتحدة وهي تملك (قوة) ردع قوية تستطيع منع الولايات المتحدة من اللعب بالنار”.
وقال حونغ اون إن الولايات المتحدة بأكملها تقع داخل مجال صواريخ كوريا الشمالية، إلا أنه أشار أيضا إلى الاستعداد لاجراء محادثات مع كوريا الجنوبية، وإرسال وفد للمشاركة في دورة بيونج تشانج للألعاب الاولمبية الشتوية المقرر إقامتها العام الجاري.
وقال كيم إن كوريا الشمالية قد أكملت تطوير برنامجها النووي في عام 2017، وأنها تتجه إلى إنتاج رؤوس نووية وصواريخ نووية على نطاق كبير، بحسب ما ذكرته وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب).
ونقلت “يونهاب” عن الزعيم الكوري الشمالي – الذي ظهر على شاشة التليفزيون الرسمي وهو يرتدي بدلة على النمط الغربي، باللون الرمادي – قوله إن هناك دائما زرا للاسلحة النووية على مكتبه.
وقال: “إنها حقيقة وليس تهديدا… لقد حققنا هدف إكمال القوة النووية لدولتنا في عام 2017″.
وعلى الرغم من مظهر العداء الذي بدا عليه، تبنى كيم أيضا لهجة تصالحية تجاه كوريا الجنوبية أثناء خطابه السنوي، مما يشير إلى احتمال إجراء محادثات بين البلدين، وإلى احتمال إرسال كوريا الشمالية وفد إلى دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في شباط/فبراير المقبل.
ونقلت “يونهاب” عن كيم القول: “ستكون دورة الالعاب الشتوية التي ستجرى في كوريا الجنوبية، مناسبة جيدة للبلاد، ونحن نأمل – بإخلاص- أن تكون دورة الالعاب الاولمبية الشتوية ناجحة”، مضيفا: “إننا على استعداد لاتخاذ خطوات مختلفة، تشمل إرسال الوفد. وتحقيقا لهذه الغاية، يمكن للكوريتين أن يجتمعا فورا”.
من جانبها، ردت كوريا الجنوبية على العرض بدعوة إلى الدبلوماسية والحوار.
وذكرت في بيان أن حكومة سول “تأمل في أن تتمكن كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية من حل القضية النووية لكوريا الشمالية سلميا، بالتعاون الوثيق مع المجتمع الدولي”.
وأعربت عن “استعدادها للدخول في حوار مع الشمال، بغض النظر عن التوقيت والمكان والإطار”.
يذكر أن كوريا الشمالية كثفت في عام 2017 تطوير برامج الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية لديها، متحدية بذلك العقوبات الاقتصادية المتزايدة والعديد من قرارات مجلس الأمن الدولي.
في 31 كانون الاول/ديسمبر 2017 اعلن قائد اركان الجيش الاميركي الاسبق مايك مولن ان الولايات المتحدة “لم تكن يوما اكثر قربا” من حرب نووية مع كوريا الشمالية، معتبرا ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اشاع اجواء “خطيرة للغاية”.
وكان وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون تعهّد الاربعاء الماضي “إبقاء الضغوط” على كوريا الشمالية من أجل نزع سلاحها النووي.
وكان مجلس الامن الدولي فرض الاسبوع الماضي عقوبات جديدة على كوريا الشمالية ترمي الى الحد من وارداتها النفطية الحيوية لبرنامجيها الصاروخي والنووي.
وتبنى المجلس باجماع اعضائه الـ15 مشروع القرار الاميركي الذي ينص ايضا على اعادة الكوريين الشماليين العاملين في الخارج الى بلدهم والذين يشكلون مصدر دخل رئيسيا لنظام كيم جونغ-اون.
واعلن الزعيم الكوري الشمالي في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 ان بلاده اصبحت دولة نووية بعدما اختبرت بنجاح صاروخا قادرا على اصابة اي مكان في الولايات المتحدة.
من ناحية أخرى، رحّبت كوريا الجنوبية، اليوم الإثنين، بتصريحات زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، المشيرة لاحتمال إرسال بلاده بعثة للمشاركة في ألعاب بيونغ تشانغ الأولمبية الشتوية المزمع انطلاقها في فبراير/ شباط 2018.
جاء ذلك على لسان متحدث رئاسة كوريا الجنوبية، بارك سو- هيون ، في تصريحات صحفية، وفق ما نقلته وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.
وأضاف بارك، أن نجاح الألعاب الأولمبية سيعود بالفائدة على استقرار شرق آسيا والعالم، علاوة على شبه الجزيرة الكورية .
من جانبه، قال رئيس لجنة تنظيم ألعاب بيونغ تشانغ الأولمبية، إن مشاركة كوريا الشمالية في الألعاب، مؤشر إيجابي .
وبيّن أن الموقف الكوري الشمالي الأخير يعتبر بمثابة هدية رأس السنة .
وفي وقت سابق من اليوم، حث الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، على تطوير علاقات بلاده مع جارتها كوريا الجنوبية، من أجل الحد من التوترات السياسية في شبه الجزيرة الكورية.
وألمح إلى إمكانية إرسال بلاده بعثة إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في الألعاب الأولمبية الشتوية بيونغ تشانغ 2018 ، معربا عن تنمياته بالنجاح للألعاب.
وأبدى كيم ، انفتاحه للحوار مع سيول، في مشهد تقارب نادر من الزعيم الكوري الشمالي، تجاه جيرانه الجنوبيين.