مغيرو التاريخ وعاطفة الجماعة

اثنين, 12/25/2017 - 16:39

عبد الله لوليد 
يستقر حب و احترام الشخصيات المغيرة للتاريخ العربي و الإسلامي في كل زاوية من زوايا قلب كل عربي أصيل ، كانوا ولا زالوا عناوين للإبداع والرقي والوفاء ، تقديرنا لهم ولغيرهم من الشخصيات العربية بالرغم من اختلافنا الفكري والسياسي معهم لا يعني ذلك أننا نسير معهم في السكة التي يمشون عليها ، ولكن يترجم مدى حبنا و شوقنا وفخرنا واعتزازنا بشخوص نحتت أسماءهم في قلب كل من يضخ قلبه في جسمه دم فيه مثقال ذرة من حب العرب والعروبة ، لا تفوتني هنا الفرصة بعد ذكري لمغيري التاريخ العربي أن أذكر شخصيات برحيلهم ضاع العرب و تدهورت أسهمهم نزولا إلى القاع ، " الملك فيصل بن عبد العزيز " و المجيد البطل " صدام حسين " الذي تنبأ بهذا الواقع المعاش اليوم من تنافر وتدابر غير مسبوق ، براكين ثارت بعد رحيل من كان يعرف كيفية تسكين لهيبها وإطفاء جمرها من بعد خموده ، رجال كانت بذكرهم ترتجف أقدام الأعداء و بحكمتهم تهدأ الأوضاع المأساوية و بشدتهم يخضع كل كائن أي كان لسطو القانون والاحترام السيادي و التزام حدود ووقار وهيبة العرب...... 
"عبد الفتاح مورو " شخص أحترمه أيما احترام لنضجه و علمه وعمله بما يفهم وفهمه لدين السلم و السلام ، و تجديده للخطاب و العقلية الإخوانية و وسطيته التي أعطت لممارساته كاريزما خاص له بصمة و مخلفات إيجابية على كل من يتوق لرؤية الإسلام الصحيح البعيد كل البعد عن شظايا الأجساد و زهق الأرواح وسيول الدماء ، وأن النهضة الإنسانية هي إثر مشترك لجميع البشر أعجبني عندما أوقف المتهافتون لمتعصب أراد تأجيج نار الفتنة بين الديانات والأعراق بقوله دعونا نقف وقفة رجل واحد لمواجهة الغرب و دحضه و كشف مؤامراته ضدنا نحن العرب ونسي يومها أنه طريد بلده العربي بل وأنه تلقى تعليمه في جامعات أجنبية و أن الغرب هو من آواه حين تخلوا عنه أهله ، وقف " مورو" منزعجا يقول ما هكذا تواجه الأمم ، الأمم ، هم تقدموا لأنكم تأخرتم عن المدرسة و رفضتم دخول الكليات ، تلبسون لباسهم و تركبون سياراتهم و تسافرون في طائراتهم ؛ انهمكوا في الصناعة حين تفرغنا للخلافات بيننا ، ولا زال العربي عاجز عن فهم الدرس جيدا ، سني ، شيعي ،خواني ، سلفي بشقيه وآخر علماني ، وجوه شتى لعملات عديدة ، لا يتفقون على شيء و لا توجد بينهم أوجه شبه توحدهم إلا الجغرافيا التي تجاوزتها اختلافاتهم السياسية والفكرية الإيديولوجية.......
" مشعل " مشعل النضال ونبراس المقاومة الفلسطينية ، شخصية لها مالها من خدمة الجزيرة العربية وذلك لحراسته للبوابة الشرقية مع آخرين بعد رحيل حارسه الفذ المتمرس ، ويكفيه من المدح أنه أراد ملئ ذلك الفراغ ، ف " مورو " و "مشعل " أعلام هذه الأمة وليسوا حكرا لجماعة ولا طائفة واحدة ولا يجوز حصرهم ولا اختصارهم فيها هم أكبر من ذالك بكثير ، أما " قضية فلسطين " فهي قضية يتحرك لأجلها كل من آمن بالعدل و حق الملكية ، فمن هناك "بوغوتا " العلم الفلسطيني يضيء أعلى برج في العاصمة الكولومبية بل هي قضية كل مسلم ومسلمة والتعقيد غير قابل للاختزال......
من للعرب إذا لم ينتبه سياسيوها و مفكروها إلى واقعهم المرير و اكتفوا برعاية جماعاتهم و تشبثهم بتوجهاتها وإن كلفهم الأمر عصيان السلطان وتعدي الجغرافيا و تخوين الإخوة و مواجهة الأهل ؟

الفيديو

تابعونا على الفيس