إن فلسفة التغيير فلسفة عميقة من الصعب تحديدها في سطور هكذا يحددون الفلاسفة مفهوم التغيير وفي إطار هذه الأفكار يمكننا أن نقول إن التغيير في إطاره العام يحمل معنى الديناميكية وعدم الحركية وعكسه الجمود تماما فقد يتفق جميع العقلاء بان النقطة الجوهرية في موريتانيا هي أن القوى السياسية لم تنتبه ولم تتعرّف على النظام السياسي في البلاد إلا من خلال صعود الرئيس محمد ولد عبد العزيز حيث عرفت جميع القطاعات حركية وتغير بدا واضح للجميع رغم من ينكر ذلك علناً أو ضمناً في الحراك السياسي اليومي.
إن صيغة الأنظمة السابقة بسيطة من ناحية المحتوى الاجتماعي ومعقدة في التطبيق اليومي وهذا هو سرّ التناقُض الذي له الدور الأهمّ في تأجيج الصراعات ورسم آفاقها المتغيرة وقتامه الصورة والاحتقان السياسي والاجتماعي مما كان ينذر بوقوع كوارث لمن يستشرف المستقبل
فهذه الانظمة كانت تعتمد على علتين الأولى قبلية المحتوى وجهوية المضمون والثانية ديمقراطية ملفقة لشكل نظام الحُكم مما أفشل النظام السياسي .
من هذه الزوايا والرؤى يمكننا أن نستنتج بأن التغيير الشامل للمنظومة السياسية السابقة أصبح وارد من قِبَل الرئيس محمد ولد عبد العزيز فقد باشر بفرض هيبة المؤسسات الحكومية متجاوزا العصبية التقليدية وتلك النعرات الضيقة واتّجهت الأمور وتطور العجز الذي كان يجابه التغيير إلى رغبات محمومة وانتقل من وضع لا ديموقراطي استبدادي إلى وضع ديموقراطي.
وأظهرت التجربة أن التغيير ليس مستحيلا في ظلّ القيادات المعارضة القديمة هذه وبرامجها الرثّة وتكرارها المُمِل لنفس المنظومات الفكرية وحالة التذبذب والانقسام بين أطيافها وتناقض أهدافها
ولم يأتي تغيير الحالة العامة سواء منها السياسي أو اقتصادي وعلى جميع الأصعدة بسبب ضغوط أو مطالب خارجية بل أتت كمطلب جماهيري شعبيا
يقوده حكماء الرأي العام وتم بذالك استحداث نظام وشكلا جديد لنظام السياسي كان سائدا وبصفة شرعية وسلمية وفقا للقوانين المعمول بها في الجمهورية الإسلامية الموريتانية وبتشاور مع جميع الأطياف السياسية الفاعلة سواء منها الداعم أو المعارض خلاف من لم يجنحوا للسلم واعتبروا الأمر شخصيا
وابتعدوا عن النقد الموضوعي فهم لم يفلحوا في خلق نموذج جديدا يخرج المجتمع الموريتاني من أزمته التي كانت تستفحل يوما بعد يوما فطيلة ذالك الوقت فقد كانوا يلعبون دورا تمويهيا الاستمرار الوضع الاقتصادي والسياسي المترهل فلم تكن مؤسسات الحكم شفافة وديمقراطية
فما يثير غضب هؤلاء بأن الشعب الموريتاني لم يعد يرغب في 56 من مجلس الشيوخ كانوا مجرد عبئ على الدولة وهم من يعطلون مسار التنمية في البلاد وكانوا وكراً للفساد والرشوة وقد صوت الشعب الموريتاني بكل أطيافه في استفتاء شعبي على إزالة هذا الجسم وعلى نشيد يشخص ارتباطهم بوطنهم والذود عن حماه ومقاومة الاستعمار، ودورهم في نشر العلم وكذلك اعتزازهم بعروبتهم وإفريقيتهم واستعدادهم للتضحية من أجل وطنهم وحوزته الترابية
بدور سمائك لم تحجبي .. وشمس جبينك لم تغربي … نماك الاماجد من يعرب .. الافريقيا المنبع الاعذب
فالشعب الموريتاني بكل مكوناته تفاعل مع هذا التغيير وعيا منه بضرورته في إطار قواسم مشتركة وتباين في وجهات النظر