فاجأ القرار الذي أصدره الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، بتعيين الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود رئيسا لمجلس إدارة شبكة قنوات “MBC” التلفزيونية ابتداء من مطلع العام الميلادي الجديد، العديد من المراقبين في الوسطين السياسي والإعلامي لانه يعني استحواذ الأمير بن سلمان على هذه الشبكة رسميا.
السؤال المطروح حاليا هو حول كيفية حصول هذا الاستحواذ، فهل جاء في اطار صفقة تنازل خلالها الشيخ الوليد البراهيم المعتقل حاليا في فندق “الريتز″ في الرياض مقابل الافراج عنه، ام ان هذه الخطوة جاءت بدون أي تنازل، وفي اطار وضع اليد ضمن الحملة التي تشنها الحكومة السعودية حاليا على الفساد؟
ويعتبر الأمير بدر من المقربين لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وجرى اختياره لهذا المنصب في ظروف “غامضة”، حيث ما زال من غير المعروف طبيعة الصفقة التي تتعلق باحتمالات نقل ملكية الشبكة من الشيخ وليد البراهيم، مالكها ومؤسسها، الى الحكومة السعودية.
وكان الأمير محمد بن سلمان قد اعتقل الشيخ البراهيم ضمن مجموعة تضم اكثر من 200 شخص بتهم الفساد من بينهم 11 اميرا على رأسهم الامراء، الوليد بن طلال، ومتعب بن عبد الله، رئيس الحرس الوطني، وشقيقه تركي بن عبد الله امير الرياض الأسبق، علاوة على العديد من رجال الاعمال مثل محمد العامودي، وصالح كامل وأولاده، وبكر بن لادن، وخالد التويجري.
تعيين الأمير بدر بن عبد الله اثار العديد من التساؤلات حول مصير الشيخ البراهيم، وطرح العديد من علامات الاستفهام حول مستقبل شبكة “MBC”، والسياسة الإعلامية والتحريرية التي ستسير على نهجها في حال انتقال ملكيتها الى الدولة، وبطريقة غير مباشرة الى الأمير محمد بن سلمان.
كانت امبراطورية “MBC” الإعلامية تضم اكثر من 15 قناة تخصصت في مجال “الترفيه”، باستثناء محطة “العربية” الإخبارية، وكان العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز امر بتأسيسها بعد اجتياح القوات العراقية للكويت صيف عام 1990، وكلف صهره الوليد البراهيم بتولي هذه المسؤولية.
واستحوذ الأمير محمد بن سلمان على قناة “العربية” الإخبارية قبل عامين، وضمها الى مجموعة الشركة السعودية للأبحاث والتسويق التي تصدر عدة مطبوعات، من بينها صحيفة “الشرق الأوسط” اليومية، بعد ان تنازل عنها مالكها الشيخ البراهيم لوقف الدعم المالي الحكومي لها.
وترددت انباء قوية قبل عامين تقريبا تفيد بأن الأمير محمد بن سلمان دخل في مفاوضات عبر ممثلين لشراء شبكة “MBC”، وانه عرض ثمانية ملايين دولار، ولكن الشيخ البراهيم رفض هذا العرض.
وحققت الشبكة نجاحات عريضة في مجال الترفيه بتقديم برامج عالمية معربه حظيت بشعبية كبيرة، وحققت دخلا اعلانيا غير مسبوق، مثل “معبود العرب” و”The Voice” و”Arab got Talent”، وما زال من غير المعروف ما اذا كانت الإدارة الجديدة ستستمر في هذه البرامج ام لا، وتتردد انباء عن احتمالات ضم الشبكة الى “هيئة الترفيه” التي أسسها الأمير بن سلمان لتولي مسؤولية ترتيب مهرجانات غنائية ومسرحية وثقافية، وفتح دور عرض سينمائي في مدن المملكة.
وتسود حالة من القلق في أوساط موظفي شبكة “MBC” العاملين في عواصم عربية وعالمية، ويخشى هؤلاء من اجراء عملية إعادة هيكلية، او “غربلة”، تطيح بالعشرات او ربما المئات منهم، خاصة بعد تعيين الأمير بدر بن عبد الله رئيسا لمجلس الإدارة.
وكانت الإدارة الجديدة قد أوقفت المذيعة علا فارس في قناة “MBC” العامة بتهمة انتقاد موقف المملكة العربية السعودية تجاه مدينة القدس المحتلة، وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهويدها ونقل السفارة الامريكية اليها، والاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.