نقلت معظم الفضائيات العربية وقائع قمة إسطنبول الإسلامية حول القدس باستثناء قناة “العربية” والقنوات السعودية الأخرى، وكان لافتا قيام قناة “سكاي نيوز عربية” ببث وقائع القمة مباشرة في خروج عن التنسيق مع الحليف الإعلامي والسياسي السعودي.
كانت كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أطول الكلمات وأكثرها رتابة، حيث استغرقت ساعة تقريبا، وكانت مكررة، ولم ترد فيها كلمة “مقاومة” او “انتفاضة”، او الغاء اتفاقات أوسلو، فقط “دراسة”، وكان لافتا مدحه للعاهل الاردني والحماية الهاشمية للاماكن المقدسة، كما أشاد بالعاهل السعودي.
كلمة الملك عبد الله الثاني، عاهل الأردن، كانت قصيرة ومعبرة، ولم تستغرق الا اربع دقائق، بدأها بالصلاة على النبي العربي الهاشمي، واكد على المسؤولية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة إسلامية ومسيحية في القدس، والقاها باللغة العربية، وخاطب غير العرب بفقرة باللغة الإنكليزية اكد فيها انه لا سلام دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
الرئيس رجب طيب اردوغان الذي افتتح القمة، القى خطابا ناريا، وصف فيه قرار الرئيس ترامب لمكافأة إسرائيل على جرائمها، ووصف الأخيرة بأنها دولة احتلال وإرهاب، ودعا للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وجرى بث لقطة من عشرات الجنود الإسرائيليين يعتقلون طفلا اثناء الخطاب، وطالب قادة الدول الإسلامية بعدم الوقوف على الحياد بين المحتل (بضم الميم)، والواقع تحت الاحتلال.
الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمته المختصرة والمكتوبة بشكل جيد ورصين، طالب بأن لا يختلف المسلمون على القدس، واكد على عودة قضية فلسطين كقضية مركزية بالنسبة للعالم الإسلامي.
غاب وزراء خارجية الامارات والبحرين والسعودية عن القمة، مثلما غاب روؤساء بلادهم في تنسيق واضح، بينما حضر الشيخ صباح الأحمد، امير الكويت، والشيخ تميم بن حمد، امير قطر، والرئيس السوداني عمر البشير، والسيد يوسف بن علوي، وزير خارجية سلطنة عمان، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الإيراني، حسن روحاني.
السيد سامح شكري، وزير الخارجية المصري، ترأس وفد بلاده، في خطوة لافتة تعكس بداية تحسن في العلاقات المصرية التركية.
الرئيس الإيراني حسن روحاني تصدر الصفوف، وحظي بحفاوة خاصة من الرئيس اردوغان، وضم الوفد الإيراني السيد محمد جواد ظريف، وزير الخارجية، وعددا من كبار المسؤولين.
كان لافتا حضور نيكولاس مادورو، رئيس فنزويلا للقمة الإسلامية في إسطنبول، وركزت عدسات التلفزة عليه اكثر من مرة، ويعتبر من اشرس أعداء أمريكا في قارة أمريكا الجنوبية.
سورية لم ترسل وفدا لحضور قمة إسطنبول رغم ان عضويتها لم تجمد في منظمة التعاون الإسلامي، مما يعكس عدم حدوث أي تحسن في العلاقات مع تركيا، وربما تنتظر الحكومة السورية اكتمال المصالحة التي ترعاها القيادة الروسية خلف الستار، وزيارة مسؤول تركي لدمشق أولا.
الرئيس اردوغان توسط العاهل الأردني والرئيس الفلسطيني في الصورة الجماعية، والى جانبهما امير الكويت، بينما وقف الأمير تميم الى جانب الرئيس روحاني.. ترتيب بروتوكولي ينطوي على معنى سياسي ملفت.