طالب أحد أكبر اتحادات المعلمين في بريطانيا المدارس بضرورة حظر بيع مشروبات الطاقة للتلاميذ.
وحذرت الرابطة الوطنية لاتحاد مديري المدراس للمعلمات NASUWT، من مستوى الكافيين في تلك المشروبات ووصفتها بأنها "تسمح ببساطة بوجود المعدلات العالية القانونية من المخدرات" Legal Highs والتي قد تكون سببا في سوء السلوك.
والمستويات العالية القانونية Legal Highs هي الأدوية ذات التأثير النفسي التي تحتوي على مكونات كيميائية مختلفة، وبعضها غير قانوني في حين أن البعض الآخر ليس كذلك. وهي تنتج آثارا مماثلة للمخدرات غير المشروعة مثل الكوكايين.
وجاء هذا التحذير بعد تقرير أكاديمي، اطلعت عليه تحقيقات 5 لايف، طالب الحكومة بالنظر في جعل بيع تلك المشروبات غير قانوني لمن هم أقل من 16 عاما.
لكن جمعية المشروبات الغازية البريطانية تقول إن تلك المشروبات تعد آمنة.
مستويات قانونية
ووجد أكاديميون من مركز البحوث الانتقالية في الصحة العامة في الشمال الشرقي FUSE، أن الأطفال أقل من 10 سنوات يشترون مشروبات الطاقة "لأن سعرها أقل من الماء أو المشروبات الفوارة".
وأخبرهم الأطفال أنهم يفضلون شراء تلك المشروبات لأنها أقل من 25 بنسا، وأنهم يختارونها لأنها مناسبة لهم أو تبدو قوية.
ووجد الأكاديميون أيضا أن تلك المشروبات تستهدف الشباب الصغار عبر الإنترنت من خلال الإعلانات وعلى التليفزيون وفي ألعاب الفيديو ومن خلال رعاية الفاعليات الرياضية.
ويحتوي مشروب الطاقة النموذجي على 32 ميلغرام من الكافيين لكل 100 ملليلتر، كما يوجد تحذير على العبوات يقول "لا ينصح بها للأطفال".
وتحتوي علبة المشروب 500 ملليلتر على 160 ميلغرام من الكافيين، أي ما يعادل حوالي فنجانين صغيرين من القهوة اسبريسو.
ويسلط الباحثون الضوء على توجيهات الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية التي توصي بعدم تناول أكثر من 105 مليغرام من الكافيين يوميا لمن هم في عمر 11 عاما.
ويشيرون أيضا إلى أن الشباب في بريطانيا من بين أعلى مستهلكي مشروبات الطاقة في أوروبا.
وتظهر أرقام من جمعية المشروبات الغازية البريطانية أن مبيعات مشروبات الطاقة زادت بنسبة 185 في المائة بين عامي 2006 و 2015، أي ما يعادل 672 مليون لتر استهلكت في عام 2015، تزيد قيمتها السوقية عن 2 مليار جنيه استرليني.
وقال دارين نورثكوت، المسؤول الوطني في الرابطة الوطنية لاتحاد مديري المدراس للمعلمات :"لقد سجل المدرسون مخاوف مع الرابطة حول تأثير مشروبات الطاقة العالية في سوء سلوك التلميذ، كنتيجة لاستهلاك التلاميذ كميات كبيرة من هذه المشروبات".
"وتحظى (مشروبات الطاقة) بشعبية بين الشباب الذين غالبا ما يعتقدون أنها مجرد مشروب غازي آخر، والشباب وأولياء الأمور في كثير من الأحيان ليسوا على علم بمستويات المنشطات العالية جدا التي توجد في تلك المشروبات".
وأضاف "أن المشروبات "تسمح ببساطة بوجود المعدلات العالية القانونية من المخدرات وتباع في أجهزة البيع سابقة الدفع ومحلات السوبر ماركت وحتى في المحلات الصغيرة".
وأضاف: "أن الأدلة التي تثبت تأثير هذه المشروبات، بما في ذلك تلك التي كشف عنها برنامج 5 لايف، مقنعة وتؤكد على ضرورة اتخاذ مزيد من الإجراءات".
وتابع :"كانت الرابطة الوطنية واضحة دائما فيما يتعلق بعدم بيع المشروبات ذات مستويات السكر العالية في المباني المدرسية. وقد حان الوقت للنظر مرة أخرى في معايير الغذاء المدرسية، وإنفاذ المعايير، للتأكد من أن كل مدرسة في البلاد خالية من المشروبات الغازية عالية الكافيين، وكذلك تلك التي هي عالية في السكر. "
مشروب الطاقة "أثناء الإفطار"
بدأت فيكتوريا ستيد، من ميلتون كينز، تستهلك مشروبات الطاقة وعمرها 16 عاما، وسرعان ما اعتادت تناول سبعة عبوات 500 مليللتر يوميا.
وقالت: "كنت بالتأكيد مدمنة مخدرات، وكنت أتناول عبوة مع الإفطار، وأخرى في منتصف الصباح، وعدة عبوات في فترة ما بعد الظهر".
وتكشف المزيد عن حالتها :"استغرق الأمر مني بعض الوقت للتخلص من مشروبات الطاقة، وكنت أعاني ألما بالرأس إذا لم أشرب. لكن منذ أن توقفت عن شربهم فقدت الوزن ورؤيتي تحسنت مرة أخرى".
"ومن المفارقات، أنني لدي المزيد من الطاقة الآن وأنا أنام بشكل أفضل".
وقال نورمان لامب، رئيس لجنة العلوم والتكنولوجيا في مجلس العموم، ووزير الصحة الليبرالي الديمقراطي السابق: " أود أن تنظر اللجنة في أدلة حول المخاطر الصحية المحتملة لمشروبات الطاقة وتأثيرها على النوم، في العام الجديد".
وأضاف أنه "نظرا لمستويات وبائية من الاستهلاك بين أقل من 16 عاما، علينا أن ننظر في حظر بيع هذه المشروبات إلى تلك الفئة العمرية".
وفي بيان، قالت جمعية المشروبات الغازية البريطانية، التي تمثل الشركات المصنعة :"تعتبر مشروبات الطاقة ومكوناتها آمنة من قبل السلطات التنظيمية في جميع أنحاء العالم".
وأضافت "في عام 2010 قدمنا مدونة طوعية للممارسات لدعم المستهلكين الذين يرغبون في اتخاذ قرارات حول تناول المشروبات بصورة واقعية، وفي عام 2015 تم تحديث ذلك ليشمل مبادئ توجيهية أكثر صرامة حول التسويق والترويج، بما في ذلك الإشارة إلى المدارس".
وقالت هيئة المعايير الغذائية إنها تراجع التوجيهات عندما يتاح عمل جديد هام في هذا الموضوع، وقد تم تطوير إرشاداتنا الحالية بعد تقييم الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية للكافيين في عام 2015.