صحيح أنه في اوروبا اليوم هنالك فرصة استثنائية حقيقية ان تقدم المراكز الاسلامية الوجه الحقيقي للاسلام وكشف ان العالم الاسلامي هو منبع ثقافات وافكر وحضارة، فالقرآن يخاطب العالم وكل اللغات رم انه نزل بلسان عربي مبين ويمكن فهمه واستيعابه، وفي العالم العربي ثقافات متعددة.. وهذه المراكز يمكنها مواجهة من يدعون للحرب والعنف والقتل ويؤسسون مجموعات ارهابية اجرامية مسلحة لا يمكن ان تمثل ابدا العالم الاسلامي الكبير والشاسع والمليئ بالخير..
هؤلاء لا يمثلون حقيقة اغلبية من المسلمين نحن نعرف انهم ناس سلام وخير وفي داخلهم هذه الروح الطيبة والانسانية ويفهمون الاخر يعطونه له مكانته من الاحترام.. ان لكل بلد اسلامي طبيعته وثقافته وهنالك ايضا اقلية من الراديكاليين المتشددين الذين هم اقلية لا يمثلون الا انفسهم.
بالنسبة للدكتور خستو لاكونثا بالدا خبير في حوار الاديان وادارة المراكز الإسلامية العالمي الذي اأفنى عمره في دراسة العالم الاسلامي منذ فترة الثانوية حتى الدكتوراه والدراسات المعمقة فانه يمككنا خلق فكرة جديدة عن هذا العالم وندرسه من خلال معايير اكاديمية بحته بغرض المعرفة وهنا يمكن للمراكز الاسلامية ان تتحمل هذه المهمة.. وان تكون مهمة حقيقية تعتمد على خلق مكان للمعرفة والنقاش والحوار مع الاخر وتوفير المعرفة واتاحة الفرصة للتعرف على هذا العالم ليس بالنسبة لاكادميين بل للناس العاديين وبهذا يمكن ان يخدموا العالم الاسلامي ويخدموننا كأوروبيين من خلال جعلنا نتعرف عليهم.. وان يفهم القائمون على هذه المراكز ان الاوروبيين لا يحبذون كثيرا ان يقدم المركز ايديولوجية ولكن ان يجدوا مركزا يجيب على اسئلتهم حول الاسلام وان يعرفوا اشياء مهمة ويلاحظون ويتم الاستماع اليهم وتفهم انهم متعودون على التساؤل والحرية في طرح افكارهم.. تفهم اشياء كهذه سيساعدهم على الاقتراب من هذا العالم.. الاوروبيون لا يكرهون الاسلام.. الاوروبيون يكرهون الصورة التي ينقلها الارهابيون الى اذهانهم.. يجب تصحيح الصورة وتقديم صورة الاسلام الوسطي المتسامح.
نحن نعرف ان السلام والتعايش هما المشكلة الاولى التي لدينا.. وعندما نعيش بسلام واحترام وحرية ونستطيع طرح افكارنا في مواجهة بعض سيمكننا حل كل مشكلة لاننا اسسنا مساحة حرية حيث يصبح الاخر ليس معاديا في الدين بل صديق ومواطن محترم له حقوق وواجبات ويمكننا سماع بعض وفهم بغض النر عن من نحن.
يجب ان نقول بصراحة ان من يدفعون ضريبة الكراهية والارهاب واعمال الجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الاسلامية هم المسلمون بالدرجة الاولى للاسف، وهم من تنزف جراحهم بسبب عنف الراديكاليين الارهابيين وهذا يجب قوله وانا اقوله بشكل دائم وانا اقوله بشكل دائما قلنا هذ الامر وبقوة ووضوح.
المسلمون يدفعون الثمن غاليا بسبب الارهاب والكراهية وما يحدث هو ان هذه الجهة لا يتم تسليط الضوء عليها بما يكفي ولكنني منذ سنوات اقول هذا.. ان عندنا اكثرية مسلمة تتاثر بسبب مجموعات اقلية تنتهج العنف والسيارات المفخخة والسلاح والقتلى هم من النساء والاطفال والمسلمون والناس الذين يسكنون في الشرق الاوسط.