أكد البيان الختامي لاجتماع مجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري على أن الإرهاب يمثل تحديا للامن والسلم الدوليين، يتجاوز حدود الدول، وأصبح أشد فتكا من ذي قبل. وقال الفريق عبد الله الصالح أمين عام التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب إن وزراء الدفاع اكدوا عزمهم على تنسيق الجهود الرامية للتصدي للإرهاب من خلال العمل الجماعي المنظم لوضع حد لمن يؤجج التطرف والطائفية. وأقر وزراء دفاع التحالف الإسلامي آليات المواجهة الشاملة للإرهاب فكريا وإعلاميا وتمويليا وعسكريا. وعلى المستوى الفكري، شدد التحالف الإسلامي على فضح أفكار التطرف ومناهجه والحد من انتشاره وتأثيره على الأفراد والمجتمعات، مع إبراز قيم الإسلام المعتدل وقدرته على التعايش مع الآخر. وفي المجال الإعلامي، قرر وزراء الدفاع استخدام وسائل الإعلام في مواجهة الدعاية الإرهابية وإيضاح شناعة أفعالها، وكشف أساليب الإرهابيين في الترويج وفضح معتقداتهم وتعرية تصوراتهم. وحول محاربة تمويل الإرهاب، أعلن وزراء الدفاع العمل على تجفيف منابع تمويل الإرهابيين مع زيادة التنسيق وتبادل المعلومات والبيانات بين الدول في هذا المجال، وتطوير النظم والإجراءات الخاصة بحرمان الإرهاب من أي مصادر مالية. وعن التنسيق العسكري ضد الإرهابيين، أكد وزراء الدفاع على أهمية المواجهة العسكرية للإرهاب في حفظ السلم والأمن إقليميا ودوليا. واعربت دول التحالف عن التزامها بتأمين القدرات العسكرية والموارد اللازمة لإضعاف التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها. وكان التحالف الاسلامي العسكري “لمحاربة الارهاب” عقد الاحد في الرياض اجتماعه الاول بعد عامين من الاعلان عن تأسيسه، وذلك برئاسة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي اكد ان نشاطات التجمع الجديد ستتركز على التنسيق الاستخباراتي والمالي والعسكري والسياسي. وقال ولي العهد السعودي في افتتاح الاجتماع الاول لدول “التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب” ان “الارهاب في السنوات الماضية كان يعمل في جميع دولنا، واغلب هذه المنظمات تعمل في عدة دول من دون ان يكون هناك تنسيق قوي وجيد ومميز بين الدول الاسلامية”. واضاف الامير الشاب (32 عاما) الذي يتولى ايضا منصب وزير الدفاع “اليوم هذا الشيء انتهى بوجود هذا التحالف”. وتابع امام وزراء دفاع ومسؤولين عسكريين “اليوم ترسل اكثر من 40 دولة اسلامية اشارة قوية جدا بانها سوف تعمل معا وسوف تنسق بشكل وثيق جدا لدعم جهود بعضها البعض سواء الجهود العسكرية او الجانب المالي او الجانب الاستخباراتي او السياسي”. وكان اعلن عن تأسيس التحالف في كانون الاول/ديسمبر 2015 بمبادرة من الامير محمد. وتقول الرياض ان التحالف يضم 41 دولة بينها افغانستان واوغندا والامارات وباكستان وتوغو والصومال ولبنان وليبيا ومصر والمغرب وموريتانيا واليمن وتركيا وجزر القمر. كما يضم التحالف، بحسب قائمة نشرتها وكالة الانباء الرسمية السعودية، قطر التي قطعت المملكة علاقاتها الدبلوماسية معها على خلفية اتهامها بدعم “الارهاب” في حزيران/يونيو الماضي. الا ان منظمي المؤتمر اكدوا لوكالة فرانس برس ان قطر ليست ممثلة في اجتماع الاحد. ووضعت في قاعة الاجتماع أعلام كل الدول الأعضاء باستثناء العلم القطري، بحسب مراسلي فرانس برس. ولا تشمل قائمة الدول الاعضاء ايران وسوريا والعراق. ويأتي الغياب، وسط توقعات بعدم توجيه السعودية الدعوة للدوحة، على خلفية الأزمة الخليجية المندلعة قبل 6 شهور. ولم يتم الإعلان رسميًا عن غياب قطر التي كانت من أوائل الدول الأعضاء في التحالف منذ تأسيسه من 34 دولة قبل أن يرتفع لاحقًا إلى 41، وأسباب ذلك الغياب سواء من الدوحة أو الرياض. يذكر أن قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن قد أعلنت في 5 يونيو/ حزيران الماضي أنها قررت إنهاء مشاركة دولة قطر في التحالف . جاء القرار بعد إعلان السعودية، التي تقود التحالف، والإمارات والبحرين ومصر، الأعضاء في التحالف، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر. واعتبرت الدوحة أن الهدف من تلك الإجراءات، هو فرض الوصاية على الدولة وهذا بحد ذاته انتهاك لسيادتها وهو أمر مرفوض قطعيًا . ويناقش أول اجتماع للتحالف “الاستراتيجية العامة” والآليات المنظمة “لعملياته ونشاطاته ومبادراته المستقبلية في الحرب على الإرهاب”، ضمن أربعة مجالات هي “الفكرية والإعلامية ومحاربة تمويل الإرهاب والعسكرية”، وفقا للمنظمين. ويقود القائد السابق للقوات الباكستانية الجنرال المتقاعد راحيل شريف التحالف الذي سيقوم بادارة نشاطاته وتنسيقها انطلاقا من مركز في الرياض. وقال القائد العسكري للتحالف راحيل شريف، الأحد، إن تحالفنا ليس موجها ضد أي دولة أو طائفة أو دين وهدفه محاربة الإرهاب . لذلك فإن التحالف الإسلامي سيكون منصة تساعد الدول الأعضاء في التحالف في عملياتها لمحاربة الإرهاب من خلال تبادل الاستخبارات وبناء ورفع القدرات ، حسب المسؤول العسكري. ولفت شريف إلى أن التحالف سيجرى تمارين عسكرية مشتركة . وانعقد الاجتماع في وقت تشهد العلاقة بين السعودية وايران توترا كبيرا حول العديد من الملفات وخصوصا الحرب في اليمن وسوريا، إضافة الى الملف اللبناني. وتتهم الرياض طهران بدعم تنظيمات مسلحة في الشرق الاوسط بينها حزب الله في لبنان والتمرد الحوثي في اليمن حيث تخوض المملكة على رأس تحالف عسكري حربا ضد هؤلاء المتمردين الشيعة منذ اذار/مارس 2015. وتعتبر السعودية ايران “اكبر دولة راعية للارهاب في العالم”. وفي مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز″ نشرت قبل أيام، شبّه ولي العهد السعودي مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي بالزعيم النازي أدولف هتلر، معتبرا ان “سياسة الاسترضاء” لا تجدي نفعا مع طهران. كما يأتي الاجتماع في وقت تشارف المعارك الكبرى مع تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف في سوريا والعراق على الانتهاء.