عرف قطاع الحرس الوطني خلال السنوات القليلة الماضية عدة تحولات عميقة في ظل قيادة اللواء مسقارو ولد سيدي. ومكنت التحولات الكبيرة قطاع الحرس الوطني، من القيام بأدوار مهمة على صعيد تكريس مفهوم الدولة، وبسط نفوذها على امتداد التراب الوطني، وذلك من خلال المساهمة الفعالة في استتباب الأمن وحماية الأفراد والممتلكات، وتأمين سير المؤسسات والخدمة العمومية. كما ساهم الحرس الوطني ببسالة في ظل قيادة اللواء مسقارو ولد سيدي في الذود عن الحوزة الترابية، كلما دعت الحاجة لذلك. ويقول عدد من المراقبين إن قطاع الحرس الوطني حظي من العام 2009 على غرار القوات المسلحة وقوات الأمن بعناية خاصة من السلطات العليا للدولة تجسدت في الرفع من جاهزيته، ومعنويات أفراده، وذلك من أجل مواكبة التحديات الأمنية المتغيرة والمتسارعة إقليميا ودوليا والمتمثلة في ظاهرة الإرهاب والتطرف. وفي هذا الصدد يذكر المراقبون قيام الحرس الوطني بتجهيز وتأهيل أول وحدة موريتانية تشارك في علميات السلام تحت مظلة الأمم المتحدة وذلك في شهر يونيو 2014 في دولة ساحل العاج، حيث نالت هذه المشاركة التي تبعتها عدة مشاركات أخرى تقديرا متميزا من طرف الأمم المتحدة والمهتمين بالأمن في المنطقة الإفريقية. ويضيف المراقبون أن الجهود تضاعفت خلال فترة قيادة اللواء مسقارو ولد سيدي للحرس الوطني من خلال تطوير منظومة تسيير المصادر البشرية والرفع من قدرة الأفراد العملياتية وظروفهم المادية والمعنوية. كما يذكر هنا في هذا الصدد الجهود الكبيرة التي تم بذلها للنهوض بتراث الحرس الوطني، ونفض الغبار عنها، من خلال تأسيس متحف خاص بهذه المؤسسة العريقة التي تعتبر أقدم مؤسسة عسكرية وأمنية في موريتانيا، وهي الخطوة التي لاقت استحسان جميع الموريتانيين، ومنتهم من التعرف على جزء هام من تاريخ البلد. ويعتبر الحرس الوطني أقدم قوة عسكرية وأمنية في موريتانيا حيث تم تأسيس الحرس في العام 1912 تحت اسم حرس الدوائر، والذي كان يتكون في حينها من فريقين أحدهما للجمالة، والآخر للخيالة.وبعد تطبيق قانون الإطار وانتخاب الجمعية الإقليمية سنة 1957 حمل حرس الدوائر تسمية الحرس الإقليمي نسبة إلى هذه الجمعية، وبعد الإعلان عن قيام الجمهورية الإعلامية الموريتانية صدر المرسوم رقم 066.59 سنة 1959 حيث تضمن هذا المرسوم تنظيم القطاع باسمه الحالي "الحرس الوطني". ومنذ سنة 1965 تولي قادة الحرس عدد من الضباط الموريتانيين، حيث شكل الحرس أبرز سند للقوات المسلحة في حفظ الأمن والدفاع عن الوطن. وطيلة الفترة الماضية سطر الحرس الوطن صفحة من المجد من خلال تقديم عدد من الشهداء في سبيل الوطن خصوصا في حرب الصحراء. واعترافا بدور الحرس الوطني أهميته داخل الوطن صدر في العام 1980 مرسوم يؤكد أن الحرس الوطني جزء أساسي من القوات المسلحة الوطنية، توكل إليه مهام القتال وحفظ النظام. ويتشكل الحرس الوطني على النحو التالي:• قيادة الأركان • تجمع القيادة والخدمات • تجمعات جهوية • تجمعات لحفظ النظام والقتال • تجمع الجمالة • مدرسة الحرس الوطني • موسيقى الحرس الوطني • مراكز تكوين الحرس الوطني • قائد الأركان • قائد الأركان المساعد • مستشارين فنيين • إدارة ديوان قائد الأركان • المكتب الأول • المكتب الثاني • المكتب الثالث • إدارة المعتمدية • إدارة العتاد • إدارة البنى التحتية • إدارة المعلوماتية والتقنيات الحديثة • إدارة الصحة • إدارة الإشارة • إدارة الإعلام والتقاليد العسكرية • المصلحة القانونية والاجتماعية تتمثل مهام الحرس الوطني في حفظ النظام، والشرطة الإدارية، والدفاع عن الحوزة الترابية، كما يقوم بمهام أخرى مثل حماية السلطات والمنشآت العمومية، وتأمين السجون، إضافة إلى مرافقة الأموال العمومية.ويشارك الحرس الوطني بفعالية في الدفاع المدني، ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية. وتؤكد الجهود التي بذلت مؤخرا في مجال تطوير وعصرنة القطاع وإنشاء الثكنات العسكرية، وتطوير الجانب الاجتماعي والصحي الإرادة الصادقة لبناء هذا القطاع والنهوض به.
حرية ميديا