كمال خلف
اطلعت باهتمام على نتائج القمة التي جمعت الزعماء الثلاثة” بوتين أردوغان و روحاني” كان واضحا أن التوافق على عقد حوار سوري لمختلف أطياف المعارضة والمجتمع المدني و الحكومة السورية في سوتشي الروسية أبرز ما يمكن أن تلتقطه أجهزة الإعلام العالمية من نتائج . نضيف اليها التوافق على تثبيت خفض التصعيد في مناطق القتال في سوريا .
الآن أن هذه النتيجة البارزة غير مقنعة لقمة بهذه الأهمية سبقها قمة استثنائية بين الرئيسين بوتين والأسد في سوتشي . بتقديرنا الأعلان عن دعم الزعماء الثلاثة لمؤتمر حوار سوري في روسيا لا يعدو كونه اتفاق هامشي ، لأن روسيا كانت قد أعلنت قبل شهر عن عقد هذا المؤتمر ووزعت الدعوات وحددت المدعويين وبقي تحديد التاريخ في ذاك الوقت ، وهو أي التوقيت لم يحدد حتى الآن . رغم أن المعلومات في أوساط المعارضة تتحدث عن موعد قبل 20 من الشهر المقبل أي قبل أعياد الميلاد . وقمة الترويكا في سوتشي باركت هذه الخطوة الروسية .
باعتقادنا أن ما حصل في القمة الثلاثية كان أبعد بكثير من مما تم إعلانه . وإن البحث كان في قضايا أعمق تهم الشأن السوري و أزمات المنطقة . وإن قرارات مصيرية تم بحثها . تشمل مستقبل سوريا وشكل الدولة المستقبلي ومواعيد محددة لانجاز ذلك وفق خطة روسية، وضعت ايران وتركيا ملاحظاتها ومصالحها في سياقها .
ويجب أن نذكر أن رؤساء أركان الدول الثلاثة اجتمعوا في سوتشي قبل قمة الزعماء . وإن الرئيس الاسد في سوتشي حضر اجتماعا من كبار القادة العسكريين الروس .
إن حضور الرئيس الأسد قبل القمة الثلاثية مباشرة ، يعني أن الرئيس بوتين كان يحتاج موافقات حاسمه من رأس الهرم في سوريا حول قضايا هامة ومصيرية لا تحتمل رسائل أو مبعوثين . لا نستطيع التكهن أو إطلاق سناريوهات عسكرية أو سياسية . بيد أننا نعتقد أن مسائل تتعلق بالحل وشكله ، والعلاقة مع تركيا ومستقبلها ، و مواعيد للانتخابات وآلياتها والدستور و مضمونه ،ومعارك الميدان المقبلة وربما أبعد من هذا ، هي عناوين يمكن أن تشكل إطارا لما تم بحثه وربما حسمه.
ما يدعم وجهة نظرنا حول وجود ما هو أكثر أهمية من مؤتمر حوار سوري في روسيا ، هي مروحة الاتصالات التي أجراها الرئيس بوتين على هامش القمتين وشملت الرئيس ترامبوالرئيس السيسي ونتنياهو ومحمد بن سلمان .
من الأمور الافتهفي سوتشيهو عدم الإشارة إلى وضع إدلب . حيث هناك دخلت تركيا وفق اتفاق خفض التصعيد المتفق عليه في استانه بين الدول الأربع . التطبيق التركي استدعى نقدا سوريا وايرانيا حادا ، اتهم أنقرة بالخروج عن الاتفاق ، والتنسيق مع جبهة النصرة المصنفة في استانه إرهابية وخارج إطار أي اتفاق لخفض التصعيد . وكان من المتوقع حسب المعلومات التي وصلتنا قبل انعقاد الترويكا في سوتشي ، أن يكون موضوع الأداء التركي في ادلب في صلب البحث ، وأن روسيا وإيران سيطلبان توضيحا تركيا لتحركاتها العسكرية في الشمال السوري . إلا أن هذا لم يشار إليه في النتائج ، ومن المؤكد أنه تم بحثه في الاجتماعات ، حتى الجانب السوري لم يتحدث عنه . فهل قدمت تركيا توضيحا ؟؟ وهل تم تفهم تلك التحركات من قبل الجميع؟ .
الحل في سوريا اقترب ، ومعارك الميدان لم تنته بعد باعتقادنا ، ومازال هناك بقية . و ما قلناه سابقا عن تسليم أمريكي لمفاتيح الحل السوري لروسيا بعد القمة الأخيرة بين الرئيسين ترامب وبوتين أصبح اليوم أكثر وضوحا .
قليل من الوقت ستظهر النتائج الحقيقية لهذه اللقاءات الهامة ، ومؤتمر الحوار السوري في روسيا هو جزء منها وليس كلها ولا أهمها .