حكم على الجنرال الصربي السابق، راتكو ملاديتش، بالسجن مدى الحياة لإدانته بارتكاب جرائم إبادة جماعية إبان حرب البوسنة في التسعينيات.
وقاد ملاديتش، المعروف باسم "جزار البوسنة" قوات صرب البوسنة إبّان مجزرة سربرنيتسا عام 1995 وحصار مدينة سراييفو الذي خلف 10 آلاف قتيل.
وأدانت المحكمة الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة في لاهاي ملاديتش بعشر تهم من إجمالي 11 تهمة.
ولم يكن ملاديتش، 74 عاما، حاضرا أثناء النطق بالحكم، إذ طردته هيئة المحكمة بعدما صرخ في وجه القضاة.
كانت هيئة المحكمة قد رفضت طلبا لمحاميه لوقف الإجراءات بسبب تعرض ملاديتش لارتفاع في ضغط الدم.
وفي بداية الجلسة، ظهر ملاديتش هادئا وكان يبتسم ويشير بيده إلى الكاميرات.
ما هي الجرائم؟
كان ملاديتش القائد العسكري لقوات صرب البوسنة التي كانت تقاتل القوات الكرواتية والبوسنة. وبدأت محاكمته عام 2012.
وخلصت المحكمة إلى أن ملاديتش "ساهم بصورة رئيسية" في الإبادة الجماعية في سربرنيتسا عام 1995، حيث قتل سبعة آلاف من مسلمي البوسنة من الرجال والأطفال، فيما عرف بأسوأ أعمال وحشية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وبُرىء الجنرال الصربي السابق من تهمة ارتكاب جرائم إبادة في بلديات أخرى.
وفي نهاية الحرب في 1995، اختفى ملاديتش وعاش متخفيا في صربيا، تحت حماية أسرته وعدد من عناصر قوات الأمن.
وأدين الجنرال الصربي بارتكاب جرائم إبادة جماعية وأخرى ضد الإنسانية، لكنه ظل هاربا من العدالة لمدة 16 عاما. واعتقل ملاديتش بعد تعقبه في منزل أحد أقاربه بمنطقة ريفية شمالي صربيا عام 2011.
ما هي رود الفعل؟
وشاهد الحكم عدد من ضحايا المجزرة وأقاربهم في مركز لتخليد ذكراها بالقرب من سربرنيتسا، وتهللوا فرحا أثناء النطق بالحكم.
وقالت منظمة "أمهات سربرنيتسا" إنهن راضيات جزئيا، بينما قال بعض أقارب الضحايا إن ملاديتش كان يستحق حكما أشد.
ووصف المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، ملاديتش بأنه "صورة مصغرة من إبليس" وقال إن محاكمته "صورة مصغرة مما تقوم عليه العدالة الدولية".
وقالت منظمة العفو الدولية إن الحكم "لحظة فارقة في تاريخ العدالة".