بقي الوضع ضبابيا وغامضا في زيمبابوي يوم الخميس، بعد سيطرة الجيش على السلطة دون إعلان انقلاب أو تعليق الدستور، في عملية استهدفت مقربين من الرئيس، موغابي، الذي يحكم منذ نحو 4 عقود.
ولم يتضح ما إذا كانت هذه الخطوة، التي تمثل على الأرجح انقلابا عسكريا غير معلن، ستضع نهاية رسمية لحكم هذا الرئيس العجوز البالغ من العمر 93 عاما. لكن يبدو أن الهدف الرئيسي لقادة الجيش هو منع غريس، زوجة موغابي التي تصغره بواحد وأربعين عاما، من أن تخلفه في حكم زيمبابوي.
ولم تخفف من غموض الموقف عودة رئيس وزراء زيمبابوي السابق، زعيم المعارضة مورغان تسفانغيراي إلى البلاد وسط أزمة سياسية غير واضحة المعالم ولا المخارج.
وكان تسفانغيراى قد شارك في الانتخابات الرئاسية عام 2008، وفاز فيها من الجولة الأولى، ولكن نتيجة للتفاهم التوافقي حول تقاسم السلطة، ظل روبرت موغابي رئيسا للبلاد، وتولى تسفانغيراي منصب رئيس الوزراء.
وذكر مراسل القناة التلفزيونية الذي رافق رئيس الوزراء الزيمبابوي السابق على الرحلة ذاتها إلى هراري عاصمة البلاد، أن وزيرين من الحكومة الزيمبابوية الحالية كانا أيضا على متن الطائرة القادمة من روسيا التي أقلت تسفانغيراى.
وذكرت الأنباء في وقت سابق، أن الجيش سيطر على مركز التلفزيون في هراري، ومقر الرئيس روبرت موغابى. و ظهرت عربات مدرعة في شوارع المدينة. وأكد الرئيس في محادثة هاتفية مع نظيره الجنوب إفريقي، جاكوب زوما، أن الجيش وضعه تحت الإقامة الجبرية.
وأفادت هذه الأنباء أن غريس موغابي، زوجة وخلف موغابي المحتمل في منصب الرئاسة، فرت من البلاد، فيما عاد نائب الرئيس المنفي إمرسون منانغاغوا إلى العاصمة لرئاسة الحكومة.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن وزيري الدفاع والأمن القومي في جنوب إفريقيا وصلا إلى هراري عاصمة زيمبابوي ليل الأربعاء كمبعوثين إقليميين للرئيس جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا ومن المقرر أن يلتقيا مع موغابي وقادة الجيش. ولم يتضح بعد الهدف النهائي لهما.
و كان زوما قد دعا في وقت سابق إلى التحلي "بالهدوء وضبط النفس" وطلب من قوات الدفاع ”ضمان عدم تقويض الوئام والاستقرار في زيمبابوي" التي عانت من أزمات متلاحقة الواحدة تلو الأخرى خلال العقدين الأخيرين.
وفي حين ينظر الكثير من الأفارقة إلى موغابي على أنه من أبطال التحرير، فإن الغرب يعتبره طاغية تسبب حكمه في سوء الاقتصاد وزيادة العنف وتدمير واحدة من أكثر الدول الواعدة في أفريقيا.
وأدخل موغابي زيمبابوي في أزمة جديدة الأسبوع الماضي، عندما أقال نائبه وخليفته المفترض إمرسون منانغاغوا (75 عاما) والمعروف باسم "التمساح" بعد أن تبدت منه "إشارات تدل على عدم الولاء" الكامل.
واعتبر قادة الجيش أن الخطوة تهدف إلى تمهيد الطريق أمام غريس موغابي لتولي السلطة، وقالوا يوم الاثنين إنهم مستعدون "للتدخل" إذا لم تتوقف حملة التطهير ضد حلفائهم.
وأغلقت الدبابات الطرق بعد حلول الظلام وواصل الجنود المسلحون دورياتهم لكن الوضع ظل هادئا.
المصدر: وكالات